الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَاعٍ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". [خ 5200، م 1829، ت 1705، حم 2/ 5، ق 7/ 291]
(2) بَابُ مَا جَاءَ في طَلَبِ الإمَارَةِ
2929 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، نَا هُشَيْمٌ،
===
راعٍ عليهم، وهو) أي الأمير (مسؤول عنهم) في الآخرة، هل نصحهم وأدّى حقهم؟ (والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو) أي الرجل (مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بَعْلِها وَوَلَدِه) وماله (وهي مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسؤول عنه).
فالرعاية: حفظ الشيء وحسن التعهد، وقد استوى هؤلاء في الاسم، ولكن معانيهم مختلفة، أما رعاية الإِمام فولاية أمور الرعية والحياطة من ورائهم، وإقامة الحدود والأحكام فيهم، ورعاية الرجل أهله فالقيام عليهم بالحق (1) والنفقة، وحسن العشرة، ورعاية المرأة في زوجها فحسن التدبير في أمر بيته، والتعهد بخدمة أضيافه، ورعاية الخادم فحفظ ما في يده من مال سيده والقيام بشغله (2).
(فكلكم) الفاء جواب شرط محذوف، تقديره: إذا كان الأمر كذلك فكلكم (راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
(2)
(بَابُ مَا جَاءَ فِي طَلَبِ الإمَارَةِ)، بكسر الهمزة
2929 -
(حدثنا محمد بن الصباح البزاز) بزايين معجمتين، (نا هشيم،
(1) قوله: "بالحق والنفقة" كذا في الأصل، وفي "المرقاة"(7/ 264)، و"شرح السنَّة" (5/ 311):"بالحق في النفقة" وهو الظاهر.
(2)
انظر: "شرح السنة"(5/ 311)، و"مرقاة المفاتيح"(7/ 264).
أَنَا يُونُسُ وَمَنْصُورٌ، عن الْحَسَنِ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (1) صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ الإمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ فِيهَا إِلَى نَفْسِكَ، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أعِنْتَ عَلَيْهَا". [خ 7146، م 1652، ت 1529، ن 5384، حم 5/ 61]
2930 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، نَا (2) خَالِدٌ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن أَخِيهِ، عن بِشْرِ بْنِ قُرَّةَ الْكَلْبِيِّ (3)،
===
أنا يونس ومنصور، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة قال) عبد الرحمن:(قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسال الإمارة) أي لا تطلب الحكومةَ والولايةَ لا من الخلق ولا من الخالق (فإنك إن أُعْطِيْتَها عن مسألة) أي إعطاءً صادرًا عن سؤالٍ منك (وُكِلْتَ فيها إلى نفسك) أي فُوِّضْتَ أنت في أمور الخلافة إلى نفسك، ولم تكن الإعانة فيها من الله تعالى، لأنك استقللت في طلبها (وإن أُعْطِيْتَها عن غير مسألة) معتقدًا أن لا حول ولا قوة إلا بالله (أُعِنْتَ عليها) من الله سبحانه وتعالى بالتوفيق والتثبيت.
2930 -
(حدثنا وهب بن بقية، نا خالد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه) قال الحافظ في مبهمات "تهذيبه"(4): إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن أبي موسى في الولاية، إخوته أربعة: أشعث وسعيد وخالد ونعمان.
(عن بشر بن قرة الكلبي) وقيل: قرة بن بشر، عن أبي بردة، عن أبيه في طلب العمل، وعنه إسماعيل بن أبي خالد، أو عن أخيه عنه، ذكره ابن حبان في
(1) في نسخة: "النبي".
(2)
في نسخة بدله: "أنا".
(3)
في نسخة بدله: "الكندي".
(4)
"تهذيب التهذيب"(12/ 363).
عن أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ:"انْطَلَقْتُ مَعَ رَجُلَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَتَشَهَّدَ أَحَدُهُمَا ثُمَّ قَالَ: جِئْنَا لِتَسْتَعِينَ بِنَا عَلَى عَمَلِكَ، فَقَالَ (1) الآخَرُ مِثْلَ قَوْلِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ: "إِنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدَنَا مَنْ طَلَبَهُ"، فَاعْتَذَرَ أَبُو مُوسَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: لَمْ أَعْلَمْ لِمَا جَاءَا لَهُ، فَلَمْ يَسْتَعِنْ بِهِمَا عَلَى شَيْءٍ حَتَّى مَاتَ". [حم 4/ 393 - 411]
===
"الثقات" في بشر، وحكى البخاري في "التاريخ" فيه الوجهين عن إسماعيل بن أبي خالد، وقال ابن القطان: مجهول الحال.
(عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: انطلقت مع رجلين) أي من قومي من الأشعريين، قال الحافظ (2): لم أقف على اسمهما، وعند "مسلم" من طريق بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة: رجلان من بني عمي.
(إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَتَشَهَّدَ) أي خطب (أحدهما) ولعله خطب ليعلم أنه جريءٌ قؤول، فيستحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم إمارته (ثم قال: جئنا لتستعين بنا على عملك، فقال الآخر مثل قول صاحبه) أي مِن طلب الإمارة.
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَخْوَنَكم) أي أشدكم خيانة (عندنا من طلبه) أي العمل، وهو طلب الإمارة (فاعتذر أبو موسى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال) أي أبو موسى: (لم أعلم لما جاءا) أي الرجلان (له، فلم يستعن) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بهما على شيء) من أعماله (حتى مات) ثم بعث أبا موسى إلى اليمن، ثم أتبعه معاذَ بنَ جبل، ووصَّاهما بقوله:"يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا".
(1) في نسخة: "وقال".
(2)
"فتح الباري"(12/ 273).