الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(3) بَابُ عِيَادَةِ النِّسَاء
3092 -
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَارٍ، عن أَبِي عَوَانَةَ (1)، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أُمِّ الْعَلَاءِ
===
(3)
(بابُ عِيَادَةِ النِّسَاء)، أي عيادة الرجالِ النساءَ، وليس في النسخة المصرية هذه الترجمة أيضًا
3092 -
(حدثنا سهل بن بكار، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير) بن سويد بن حارثة القرشي، قال في "التقريب" (2): يقال له: الفرسي بفتح الفاء والراء ثم مهملة، نسبة إلى فرس له سابق، المعروف بالقبطي، أبو عمرو، ويقال: أبو عمر، عن أحمد: عبد الملك مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها، وعن ابن معين: مخلط، وقال العجلي: تغير حفظه قبل موته، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وكان مدلَّسًا، وقال ابن نمير: كان ثقة ثبتًا، وقال ابن البرقي عن ابن معين: ثقة، إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين.
واختُلِفَ في ضبط القرشي، قيل: بالقاف والمعجمة نسبة إلى قريش، ويدل عليه قول ابن سعد أنه حليف بني عدي بن كعب، وعليه مشى المؤلف بقوله القرشي، وأما أبو حاتم ويعقوب بن سفيان (3) وغير واحد فضبطوه بالفاء والمهملة لنسبته إلى فرسه، حتى خَطَّأ ابن الأثير من قال غير ذلك، والصواب أنه يجوز في نسبته الأمران لما أسلفنا.
(عن أم العلاء) ذكر الحافظ أولًا في "الإصابة"(4): أم العلاء عمة حزام بن حكيم (5) الأنصارية، قال ابن السكن: عادها النبي صلى الله عليه وسلم، وخَرَّج حديثها عن أهل
(1) في نسخة: "قال: نا أبو عوانة".
(2)
انظر: "تقريب التهذيب"(4228)، و"تهذيب التهذيب"(6/ 411، 412).
(3)
في الأصل: "سفيان" بالصاد، وهو تحريف.
(4)
انظر: "الإصابة"(1423 - 1424).
(5)
في الأصل: "حكيم بن حزام"، وهو تحريف، والصواب:"حزام بن حكيم".
قَالَتْ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضَةٌ، فَقَالَ:"أَبْشِرِي (1) يَا أُمَّ الْعَلَاءِ، فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ".
3093 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى. (ح): وَنَا ابْنُ بَشَّارٍ (2): نَا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو
===
الشام، ثم خَرَّج هو وابن منده من طريق الزبيدي عن يونس بن سيف (3) أن حزام بن حكيم أخبره عن عمته أمِّ العلاء:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عادها من حمى، فرآها تضور من شدة الحمى"، الحديث. قال ابن السكن: لم أجد لها غير هذا الحديث.
ثم ذكر أم العلاء ثانيًا وكتب: قال ابن السكن: روى عنها عبد الملك بن عمير، وليست التي قبلها، ثم أخرج من طريق أبي عوانة عن عبد الملك: أن امرأة يقال لها: أم العلاء حدثته قالت: "عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة الحديث".
قلت: وهكذا أخرجه أبو داود من رواية أبي عوانة، وذهب غيره إلى أنهما واحدة لاتفاق الحديثين، وإن اختلف مخرجهما، لكن يقوي ما قاله ابن السكن: أن عمة حزام بن حكيم قيل فيها: إنها أنصارية، وهذه جاء في سياق حديثها عن عبد الملك بن عمير عن أم العلاء امرأة منهم، وعبد الملك لخمي، فتكون هذه لخمية، والتي قبلها أنصارية، فقوي التعدد.
(قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة، فقال: أبشري يا أم العلاء، فإن مرضَ المسلم يُذهِبُ الله به خطاياه، كما تذهب النارُ خبثَ الذهب والفضة).
3093 -
(حدثنا مسدد، نا يحيى، ح: ونا) محمد (بن بشار، نا عثمان بن عمرو) بن ساج القرشي، أبو ساج الجزري، مولى بني أمية، وقد يُنسَبُ إلى
(1) في نسخة: "البشرى".
(2)
في نسخة: "محمد بن بشار".
(3)
في الأصل: "يوسف بن سيف"، وهو تحريف، والصواب:"يونس بن سيف".
- قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا لَفْظُه (1) -، عن أَبِى عَامِرٍ الْخَزَّازِ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لأَعْلَمُ أَشَدَّ آيةٍ في كِتَابِ (2) اللَّهِ عز وجل،
===
جده، وقول المصنف:"وقد يُنْسَبُ إلى جده" يوهم الجزمَ بأنه عثمان بن ساج الراوي عن خصيف ومقسم وغيرهما، وقد تردد فيه بعد ذلك، وقد أكثر التخريجَ الفاكهى في "كتاب مكة" عَن عثمان بن ساج من غير ذكر عمرو بينهما، وأما النسائي والعقيلي وغيرهما فما زادوا في نسب عثمان بن عمرو شيئًا، إلَّا أنهم قالوا: إنه حراني، ولا يسمي أحد منهم [جده].
فيدل مجموع ذلك على المغايرة بينهما، قال العقيلي: عثمان بن عمرو الحراني لا يُتابَع في حديثه، وقال الأزدي: يتكلمون في حديثه، وقال أبو حاتم: عثمان والوليد ابنا عمرو بن ساج يُكتَب حديثُهما ولا يُحتَجُّ بهما، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(قال أبو داود: وهذا لفظه) أي لفظ ابن بشار، (عن أبي عامر الخزاز) بمعجمات، صالح بن رستم المزني مولاهم، البصري، عن ابن معين: ضعيف، وعن يحيى: لا شيء، وعن أحمد: صالح الحديث، وقال العجلي: جائز الحديث، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: يُكتَب حديثُه ولا يُحتَج به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال الطيالسي: حدثنا أبو عامر الخزاز، وكان ثقة، وقال الآجري عن أبي داود: ثقة، وقال ابن عدي: عزيز الحديث، وقال أبو بكر البزار ومحمد بن وضاح: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"(3).
(عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله! إني لأعلم أشد) أي أخوف وأشق (آية في كتاب الله عز وجل أي عليَّ أو على المسلمين
(1) في نسخة: "لفظ ابن بشار".
(2)
في نسخة: "القرآن".
(3)
انظر: "تهذيب التهذيب"(4/ 391).
قَالَ: «أَيَّةُ آيَةٍ يَا عَائِشَةُ؟ » ، قَالَتْ: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} ، قَالَ:«أَمَا عَلِمْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ المسلم (1) تُصِيبُهُ النَّكْبَةُ أَوِ الشَّوْكَةُ فَيُكَافَأُ بِأَسْوَء عَمَلِهِ، وَمَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ! » ، قَالَتْ (2): أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} ؟ قَالَ: «ذَاكُمُ (3) الْعَرْضُ، يَا عَائِشَةُ! مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ» . [خ 103، م 2876 مختصرًا]
===
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أية آية يا عائشة؟ قالت: قول الله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ})(4).
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما علمتِ يا عائشة أن المسلم) وفي المصرية: "المؤمن"(تصيبه النكبة) قال في "القاموس": النكبة بالفتح: المصيبة، (أو) للشك من الراوي (الشوكة) تصيب المؤمنَ فيذكر الله تعالى ويصبر عليها (فيكافأ باسوأ عمله) من الصغائر (ومن حوسب عُذِّب، قالت: أليس يقول الله) عز وجل ({فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا})(5) فهذه الآية تدل على أن من يحاسب حسابًا يسيرًا لا يُعَذَّب، كما يدل عليه قوله تعالى:{وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} ، فكيف يصح: من حُوْسِبَ عُذِّبَ.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذاكم) أي الحساب اليسير (العرض) أي عرض الذنوب على الله سبحانه وتعالى، وهو ليس بحساب في الحقيقة (يا عائشة! من نوقش الحسَاب) أي استُقْصِيَ فيه ولم يُسَامَحْ (عُذِّب) وحاصل الجواب أن المراد من الحساب في قوله:"من حوسب" هو المناقشة في الحساب والمطالبة بكل من الجليل والحقير، لا مطلق الحساب الشامل للعرض. وهذا الحديث لا مناسبة له بباب "عيادة النساء" بل له مناسبة بالباب الذي قبله.
(1) في نسخة: "المؤمن".
(2)
في نسخة: "قلت".
(3)
في نسخة: "ذلكم".
(4)
سورة النساء: الآية 123.
(5)
سورة الانشقاق: الآية 8.