الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى سيب وسيح وسير وسود وسور
السّائبة: الَّتى تُسيِّب فى المَرْعَى، فلا تُرَدّ عن حَوْضٍ ولا عَلَف، وذلك إِذا وَلَدَت خمسة أَبطن. وانسابت الحَيّة انسيابًا. والسَّائِبة أَيضًا: العبد يَعْتِق، ولا يكون وَلاؤه لمُعتِقه، ويضع مالَه حيث شاءَ، وهو الَّذى ورد النهى عنه.
وساب الماءُ يَسِيب سَيْبًا: جرى. وهذا سَيْبه: مَجراه، أَصله من سيَّبته فساب. وساب فى منطقه: أَفاض فيه بغير رَوِيَّةٍ. وفاض سَيْبُه على النَّاس: عطاؤه.
والسّاحة: المكان المتَّسع: والسّائح: الماءُ الدّائم الجَرْى، وساح سَيْحًا. وساح الرّجلُ سِيَاحة، ورجل سائح وسَيَّاح، قال تعالى:{فَسِيحُواْ فِي الأرض} . وشُبّه الصّائم به فقيل له: سائِح. قال أَبو طالب:
وبالسائحين لا يَذُوقون قَطْرَةً
…
لربِّهمُ والراتِكاتِ/ العواملِ
وقوله: و {السائحون} ، أَى الصائمون، وقوله:{سَائِحَاتٍ} ، أَى صائمات.
وقال بعضهم: الصّوم ضربان: حقيقىٌّ وهو ترك المَطْعَم والمنكح؛ وصوم حكمىّ. وهو حفظ الجوارح من المعاصى، كالسمع والبصر واللسان. والسّائِح: الَّذى يصوم هذا الصّومَ دون الأَوّل. وقيل: السّائحون: هم الَّذين يتحَرّون ما اقتضاه قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ} .
والسَّواد: ضدّ البياض. وقد اسودّ واسوادّ، قال تعالى:{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} . وابيضاض الوجوه عبارة عن المسرّة، واسودادُها عن المساءَة. وحَمَل بعضهم كليهما على المحسوس، والأَوّل أَوْلَى؛ لأَن ذلك حالهم سودًا كانوا أَو بيضاً، (وعلى ذلك) قوله تعالى فى البياض:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} ، وفى السّواد:{وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ الله مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الليل مُظْلِماً} ، وعلى هذا النحو:"أُمّتى الغُرّ المحجَّلون من آثار الوضوءِ يوم القيامة".
ويعبّر بالسّواد عن الشخص المترائى من بُعْد، وعن الجماع الكثيرة. [والسيّد: المتولىِّ للسواد، أَى الجماعة الكثيرة] ، وينسب إِلى ذلك
فيقال: سيّد القوم، ولا يقال: سيّد النبات، وسيّد الخيل. وساد القومَ يَسُودهم. ولمّا كان من شرط المتوَلِّى للجماعة أَن يكون مهذَّب النَّفْس قيل لكل من كان فاضلا فى نفسه: سيّد، وعلى ذلك قوله تعالى:{وَسَيِّداً وَحَصُوراً} . وسُمّى الزَّوج سيّدًا لسياسة زوجته. وقوله تعالى: {إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا} ، أَى وُلاتنا وسائسينا.
والسَّوْر: الوثوب، سار عليه: وثب. وساوره. وله سَوْرة فى الحرب، و [هو] ذو سَوْرة فيها. وتسوّرت إِليه الحائط. وسُرْته إِليه، قال:
سُرْتُ إِليه فى أَعالى السُور
وجلسوا على المساور، أَى الوسائد. وهو سَوَّار فى الشَّراب: مُعَربدِ. وله، سُوْرة فى المجد: رِفعة. وله سُوْرة عليك: فَضْلٌ ومنزلة. قال:
فما من فتًى إِلا له فضل سُوْرةٍ
…
عليك وإِلا أَنت فى اللؤم غالبهُ
وعنده سُورٌ من الإِبل: كِرام فاضلة. ومَلِكٌ مُسَوَّر: مملَّك، قال:
وإِنِّىَ من قيسٍ وقيسٌ هم الذُرَا
…
إِذا ركبت فُرْسانُها فى السّنَوَّرِ
جيوش أَمير المؤمنين التى بها
…
يُقوَّم رأْسُ المَرْزُبان المسوَّرِ
وهو إَِسوارٌ من الأَساورة، أَى رَامٍ حاذق، وأَصله أَساوِرة الْفُرْس: قُوّادها، وكانوا رُمَاة الحَدَق، وقيل: فارسىّ معرّب.
وسِوار المرأَة أَصله دِسْتِواره، وكيفما كان فقد استعملته العرب. واشتقّ منه سوَّرت الجاريَةَ. وجارية مُسوَّرة ومُخَلْخَلَة.
وسُور المدينة: حائطها المشتمل عليه، قال تعالى:{فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ} . وسُورة القرآن تشبيهًا به، لكونها محيطة بآيات وأَحكام إِحاطة السّور بالمدينة قال:
ولو نَزَلَتْ بعد النبيِّين سُورةٌ
…
إِذًا نزلت فى مدحكم سُوَرات
ومن قال: سؤرة بالهمز فمِن أَسأَرت الشراب، أَى أَبقيت منها بقِيَّة، كأَنَّها قطعة مفردة من جملة القرآن.
وقوله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا} ، أَى جملة من الحُكْم والحِكَم.