الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الزور والزول
الزوْر: أَعلى الصدر. ويستحب فى الفرس أَن يكون رَحْب اللَّبان، قال عبد الله بن سليمة - وقيل ابن سليم أَصحّ -:
ولقد غدوتُ على القَنِيص بِشَيْظَمٍ
…
كالجِذْع وسْط الجنَّة المغروسِ
متقارِب الثَفِنات ضيْقٌ زَوْره
…
رَحْب اللَّبان شديد طَىِّ ضَرِيس
أَراد بالضَّريس الفَقار. وقد فرق بين الزَّوْر واللبَان كما ترى.
والزَّور أَيضا: مصدر قولك زُرْته أَزُوره زَوْرًا وزِيارة وزُوَارا ومَزَارًا أَى لقيته بزوْرِى، أَو قصدت زَوْره أَى وِجْهته.
والزَّور أَيضاً: القوم الزَّائرون. وفى الصَّحيح: "إِن لِزَوْرك عليك حَقَّ". ونسوة زَوْر أَيضاً، وزُوَّر مثال نُوّم، وزائرات.
والزَّوَر - محركة -: مَيَل فى الزَّوْر. والأَزور: المائل الزَّوْر.
وقوله: {تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ} أَى تميل. قرىء تزاوَرُ، وتَزْوَرُّ.
وأزورّ عنه: مال. ورجل أَزْور، وقومٌ زُور. وبئر زَوْراءُ: مائلة الحَفْر.
والزُّور: الكَذِب، لكونه قولاً مائلا عن الحقِّ، قال تعالى:{واجتنبوا قَوْلَ الزور} . وسمّى الصّنم زُورًا لكونه كذِباً. وقوله تعالى: {والذين لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} قيل: هو الشرك بالله، وقيل: هو أَعياد اليهود والنَّصارى.
والزِّيار والزِّوار: حَبْل يُجعل بين التَّصدير والحَقَب. وفى الكلمات القُدسية أَنَّ الله تعالى قال لأَيوب عليه السلام: إِنه لا ينبغى أَن يخاصمنى إِلَاّ من يجعل الزِّيار فى فم الأَسَد، والسِّحال فى فم العنقاءِ. السحال والمِسْحَل: الحَلْقة المُدْخلة فى الأُخرى على طَرَفَىْ شكيمة اللِّجام، وهما مِسْحَلان.
والزُّول - بالضم - والزَّوال والزَّويل والزُّوُول: الذَّهاب والاستحالة. وقد زال يزول: فارق طريقته جانحاً عنها. وأَزلته أَنا، وزوّلته.
والزَّوال يقال فى شىءٍ قد كان ثابتاً. فإِن قيل: قالوا: زوال الشمس [و] معلوم أَنَّه لا ثبات للشّمْس بوجه/، قلنا: إِنما قالوا ذلك لاعتقادهم فى الظَّهيرة أَنَّ لها ثباثاً فى كَبِد السَّماءِ، ولهذا قالوا: قام قائم الظَّهيرة.
وزيَّلهم فتزيّلوا: فرّقهم فتفرقوا، قال تعالى:{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} وذلك
على التَّكثير فيمن قال: زِلْت متعدّ، نحو مِزْته ومَيَّزته، تقول: زِلْته أَى فرَّقته، وزِلْ ضأنَك من مِعْزاك. وقوله تعالى:{لَوْ تَزَيَّلُواْ} أَى لو تميّز المؤمنون من الكافرين لأَنزلنا بالكافرين فى نصركم عليهم عذاباً أَليما.
وقد ذُكر الزَّوال والزِّيال فى أَحد عشر موضعاً من القرآن:
الأَوّل: فى عذر تأخير العقوبة: {لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا} .
الثَّانى: فى تمييز عُبَّاد الأَصنام من معبوديهم يوم الحشر: {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} .
الثالث: فى حفظ الله أَركان السَّماوات من الخلل: {إِنَّ الله يُمْسِكُ السماوات والأرض أَن تَزُولَا} .
الرَّابع: دعوى القرون الماضية أَن لا ذهاب لملكهم: {أَوَلَمْ تكونوا أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ} .
الخامس: صعوبة مكر نُمرود المتمرِّد: {وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجبال} .
السّادس: خروج آدم من الجنَّة بوسوسة إِبليس المحتال: {فَأَزَلَّهُمَا الشيطان عَنْهَا} فى قراءَةِ مَنْ قَرأَ بالأَلف.
السّابع: دوام دعوى المبطلِين على سبيل الإِنكار: {فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ} .
الثامن: ظهور خيانة اليهود: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ على خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ} .
التَّاسعُ: إِصرار المنافقين على التُّهمة والرِّيبة: {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الذي بَنَوْاْ رِيبَةً} .
العاشر: دوام مصائب الكفار: {وَلَا يَزَالُ الذين كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ} .
الحادى عشر: دوام اختلاف المؤْمنين فى مسائل الدين: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَاّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} .