الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى ظل
الظِّلّ أَعمّ من الفىء فإِنه يقال: ظِلّ الليل، وظِلّ الجنَّة. ويقال لكلّ موضع لم تصِل إِليه الشمس: ظِلّ، ولا يقال الفىء إِلَاّ لما زال عنه الشمس.
وقيل: الظلّ يكون بالغداة. والفىء يكون بالعشىّ، والجمع: ظلال، وظُلُول، وأَظلال. ويعبّر بالظلّ/ عن العزّ والمَنعة، وعن الرّفاهة، قال تعالى:{إِنَّ المتقين فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} . وقد يطلق الفىء ويراد به الظلّ وبالعكس، قال:
وما دنياك إِلَاّ مثل فَىْءٍ
…
أَظلَّك ثم آذَن بالزوالِ
وقال آخر:
إِنّما الدنيا كظلٍّ زائلٍ
…
أَو كضَيْفٍ بات ليلاً فارْتَحَلْ
وقيل: مَثَل الدنيا مَثَل الظلّ، إِنْ طلبته تباعد، وإِن تركته تتابع. وفى الحديث:"ما مَثَلى ومثل الدّنيا إِلَاّ كراكب قال فى ظلّ شجرة فى يوم حارّ، ثم راح وتركها".
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظل} ، وقال:{وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} ، وقال:{وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} ، قيل: الأَوّل: ظلّ الكافية، والثانى: ظل الوِلاية، والثالث: ظل الرّحمة والمغفرة.
وقوله تعالى: {انطلقوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} : ظلّ العذاب والعقوبة.
وقوله: {وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} : ظل الذلّ والإِهانة.
وقوله: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الغمام} : ظلّ الامتحان والتجربة.
وقوله: {يَتَفَيَّؤُاْ ظِلَالُهُ عَنِ اليمين والشمآئل} : ظلّ السجدة والعبادة.
وقوله: {وَلَا الظل وَلَا الحرور} : ظل الإِعزاز والكرامة.
وقوله: {ثُمَّ تولى إِلَى الظل} : ظلّ التبجيل والعناية.
ويقال: أَظلَّنى فلان، أَى حَرَسنى وجعلنى فى عزّه ومناعته.
وقيل فى قوله تعالى: {يَتَفَيَّؤُاْ ظِلَالُهُ عَنِ اليمين والشمآئل} الآية، أَى إِنشاؤه يدلّ على وحدانيّة الله وينبىء عن حكمته. وقوله: {وَظِلالُهُم
بالغدو والآصال} قال الحسن: أَمّا ظِلُّك فيسجد، وأَمّا أَنت فتكفر به.
وظِلّ ظليل: فائض. ومكان ظليل، أَى ذو ظِلّ، أَو دائم الظلّ، ومنه: ظِلّ ظليل، وقيل مبالغة. {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} كناية عن غَضَارة العيش. والظُّلة - بالضمّ -: سحابة تُظِلّ. وأَكثر ما يقال فيما يستوخَم ويُكره.
وقوله: {إِلَاّ أَن يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغمام} ، أَى يأتيهم عذابُه، جمع ظُلَّة، كغرفة وغرف. وقرىء:(فى ظِلَالٍ) ، وذلك إِمّا جمع ظُلَّة كعُلْبة وَعِلاب، وجُفْرة وجِفَار، وإِمّا جمع ظِلّ.
والظُلَّة أَيضًا: شىء يُستتر به من الحرّ والبرد، وَهى كالصُّفَّة. وحُمل عليه قوله تعالى:{مَّوْجٌ كالظلل} ، وقيل: موج كقِطَع السّحاب. وقيل: يقال لكل ساتر ظِلّ، محمودًا كان أَو مذمومًا، فمن المحمود قوله تعالى:{وَلَا الظل وَلَا الحرور} ، ومن المذموم قوله:{وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} . وقوله {لَاّ ظَلِيلٍ} أَى لا يفيد فائدة الظلّ.
وظَلَّ نهارَه يفعل كذا. وسُمع فى الشعر ظَلَّ ليلَهُ يظلّ - بالفتح -: ظَلاّ وظُلُولاً. وظلِلت أَنا - بالكسر - وظَلْت كلَسْتُ، وظِلْت كمِلت، وأَصله ظَلِلْت.