الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى ضر
ضرّه ضَرَرًا وضَرًّا، وضَرُورة وَضَرُوراء، وضاروراء، وهو سُوءُ الحال، إِمّا فى نفسه؛ كقلّة العلم والفضل والعفّة، وإِمّا فى بدنه، كعدم جارحة ونقص، وإِمّا فى حالة ظاهرة من قلّّة مال وجاه. والمُضِرّ بمعناه.
وقد ورد فى القرآن واللغة على وجوه:
1-
بمعنى البلاء والشدّة: {والصابرين فِي البأسآء والضراء} ، {الذين يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ والضرآء} .
2-
بمعنى الفقر والفاقة: {وَإِن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَاّ هُوَ} ، {إِنْ أَرَادَنِيَ الله بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} ، أَى ما قدّر من الفقر.
3-
بمعنى القحط والجَدْب، وضِيق المعيشة:{مَّسَّتْهُمُ البأسآء والضرآء} {مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ} ، أَراد به قحط المطر.
4-
بمعنى اختلاف الرّياح والأَمواج وخوف الهلاك/: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضر فِي البحر} .
5-
بمعنى المرض والوجع والعِلّة: {وَإِذَا مَسَّ الإنسان الضر دَعَانَا لِجَنبِهِ} ، أَى العلَّة، {فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ} ، أَى من عِلَّة.
6-
بمعنى [نقص] القَدْر والمنزلة: {لَن يَضُرُّواْ الله شَيْئاً} أَى لن ينقصوه، {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ} : ما ينقصونك.
7-
بمعنى الإِيذاء وإِيصال المِحَن، فى معارضة المنفعة والراحة:{يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ} ، {إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً} .
8-
بمعنى الجوع والعُرْى: {ياأيها العزيز مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضر} . وله نظائر. وقوله تعالى: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَاّ أَذًى} تنبيه على قلّة ما ينالهم من جهتهم، وتأمين من ضرر يلحقهم، نحو:{وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} .
وقوله: {يَدْعُواْ مِن دُونِ الله مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ} إلى قوله: {يَدْعُواْ لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ} ، فالأَول يَعنى به الضرّ والنفع اللذين بالقصد والإِرادة؛ تنبيهًا أَنَّه لا يقصد فى ذلك ضرًّا ولا نفعًا لكونه جمادًا. وفى الثَّانى يريد ما يتولّد من الاستعانة به وعبادته، لا ما يكون منه بقصد.
والضَرَّاءُ تُقابَل بالسّراءِ والنَّعماءِ، والضَرّ بالنَّفع.
ورجل ضَرِير: كناية عن فاقد البصر. والضَّرير: المضارّ.
{وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} ، يجوز أَن يكون مسندًا إِلى الفاعل، كأَنَّه قال: لا يضارِرْ، وأَن يكون مسندًا إِلى المفعول، أَى لا يضارَرْ بأَن يُشغل عن صنعته ومعاشه باستدعاءِ شهادته.
وقوله: {لَا تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} ، فإِذا قرىء بالرَّفع فلفظه خبرٌ ومَعناه أَمر، وإِذا فُتح فأَمرٌ.
والاضطرار: حَمْلُ الإِنسان على ما يُضرّ. وهو فى التعارف: حملٌ على أَمر يكرهه، وذلك على ضربين: أَحدهما اضطرار بسبب خارج كمن يُضرَب أَو يهدَّد حتى ينقاد، أَو يؤخذ قهرًا فيُحمل على ذلك؛ كما
قال تعالى: {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إلى عَذَابِ النار} . والثانى بسبب داخل، وذلك إِمّا بقهر قوّة لا يناله بدفعها هلاك؛ كم غَلَب عليه شهوة خمر أَو قِمار، وإِمّا بقهر قوّة يناله بدفعها الهلاك؛ كمن اشتدّ به الجوع فاضطُرّ إِلى أَكل مَيتة، وعلى هذا:{فَمَنِ اضطر غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} .
وقوله: {أَمَّن يُجِيبُ المضطر إِذَا دَعَاهُ} هو عامّ فى كلّ ذلك.