الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى سوط وسوع
ضَرَبَهُ سَوْطًا وأَسواطًا. وسُطْت الدّابّة / وسِيطَت تُساط، [قال] :
فصَوَّبْتُه كأَنّه صَوْبُ غَبْيةٍ
…
على الأَمعز الضاحى إِذا سِيطَ أَحْضَرا
قوله: وساط الهَرِيسةَ بالمِسْوَط والمِسواط وسوَّطها. فالسّوط أَصله الخَلْط لكونه مخلوطاً بِطاقات بعضُها من بعض.
وقوله تعالى: {سَوْطَ عَذَابٍ} تشبيهًا بما يكون فى الدّنيا من العذاب بالسّوط، أَو إِشارةً إِلى ما خُلِط لهم من العذاب المشار إِليه بقوله:{حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} .
السّاعة جزءٌ من أَجزاءِ الزَّمان والأَيّام. وناقةٌ مِسْياع - كمصباح _: تدع ولدها حتى تأْكله السّباع. وساعةٌ سَوْعاءُ، كليلة ليلاء. وعاملتُه مُساوَعة. وضائعٌ سائع إِتباع.
ويعبّر بالسّاعة عن القيامة تشبيهًا بذلك لسرعة حسابه، كما قال:{وَهُوَ أَسْرَعُ الحاسبين} . أَو لما نبّه عليه بقوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُقْسِمُ المجرمون مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ} ، فالأَولَى: القيامة، والثانية: الوقت اليسير، وقيل: السّاعات التى هى القيامة ثلاث ساعات: الكبرى وهى البَعْث للحساب، ومنه الحديث:"لا تقوم السّاعة حتى يظهر الفحش، وحتى يُعبد الدّرهم والدينار"، وذكر أُمورا لم تحدث فى زمانه ولا بعده. والسّاعة الوُسْطَى، وهى موت أَهل القَرْن الواحد، وذلك نحو ما رُوِىَ أَنَّه رأَى صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أُنَيْسٍ فقال:"إِنْ يَطُلْ عمرُ هذا الغلام لم يمت حتى تقوم السّاعة"، فقيل إِنَّه كان آخر من مات من الصّحابة، رضى الله عنهم. والسّاعة الصّغرى، وهى موت الإِنسان، فساعةُ كلّ إِنسان موته، وهى المشار إِليها بقوله:{حتى إِذَا جَآءَتْهُمُ الساعة بَغْتَةً قَالُواْ ياحسرتنا}
ومعلوم أَنَّ هذه الحسرة تنال الإِنسان عند موته، كقوله:{وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ} إِلى قوله: {لولا أخرتني إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ} . وروى: [أَنه] كان إِذا هبّت ريحٌ شديدة تغيّر لَوْنُهُ صلى الله عليه وسلم وقال تخوّفت السّاعة. وقال: "ما أمُدّ طَرْفى ولا أغضُّها إِلَاّ وأَظنّ السّاعة قد قامت" يعنى موته صلى الله عليه وسلم.