الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى شط وشطر وشطن وشبط
الشِّطط: الإِفراط فى البُعد، يقال: شَطَّت الدّارُ، وأَشَطَّ فى المكان، وفى الحكم، وفى السَّوم. وعُبّر بالشطط عن الجَوْر، قال تعالى:{لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} ، أَى قولاً بعيدًا عن الحَقّ. أَنشدنا بعض الأَشياخ:
إِنِّى رأَيت فؤادى أَمَره فُرُطَا
…
فى حبّ بَدْرٍ أَرى فى شَعْر قَططا
قالوا: هو البدر، لا، بل فاقه، ولئن
…
قلنا كذلك قد قلنا إِذًا شَطَطا
وشَطُّ النَّهرِ: حيث يبعد عن الماءِ من حافَته.
وشَطْر الشىء: وَسَطُه، ونصفه، قال تعالى:{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام} أَى وِجهته ونحوه. ويقال: شاطرته شِطَارًا ومُشاطرة أَى ناصفته. وقيل: شطر بصرَه أَى نصّفه، وذلك إِذا أَخذ ينظر إِليك وإِلى آخَر. وحلب فلان الدّهَر أَشْطُره، وأَصله فى النَّاقة أَن تُحلب خِلْفَين وتُترك خِلْفَين.
والشَّاطر: المتباعد من الحقّ. والجمع: شُطَّار.
شاط يَشِيطُ: احترق غضبًا. وقيل: منه اشتقاق الشيطان؛ لكونه مخلوقًا من قُوّة النَّار، ولكونه من ذلك اختص بالقوّة الغضبيّة والحمِيّة
الذَّميمة. والأَصحّ أَنَّه من شَطَنَ أَى تباعد، ومنه بئر شَطُون. قال أَبو عُبيدة: الشيطان: اسم لكلّ عارٍم من الجِنّ والإِنس والحيوانات.
قوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْاْ إلى شَيَاطِينِهِمْ} أَى أَصحابهم من الجِنّ والإِنس.
وقولُه: {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشياطين} ، قيل: هى حَيَّة خفيفة الجسم. وقيل: أَراد به عارِم الجِنّ، فشُبّه به لقبح تصوّرها. وقوله تعالى:{واتبعوا مَا تَتْلُواْ الشياطين} هم مَرَدة الجنّ. ويصحّ أَن يكونوا هم ومردة الإِنس أَيضًا.
وسُمّى كلّ قوّة ذميمة للإِنسان شيطانًا. وفى الحديث: "الحَسَد شيطان. والغضب شيطان". قال:
إِنِّى وكلّ شاعر من البَشَرْ
…
شيطانُه أُنثى وشيطانى ذَكَرْ
وقال:
أَعوذ بالرحمان من شيطانى
…
فإِنَّه للكيد بالإِنسان
وقد ورد الشَّيطان على وجوه:
الأَوّل: بمعنة الكَهَنة: {وَإِذَا خَلَوْاْ إلى شَيَاطِينِهِمْ} أَى كَهَنَتهم.
الثَّانى: بمعنى الحيّات: {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشياطين} أَى الحيَّات.
الثالث: بمعنى دُعَاة الضَّلال: {شَيَاطِينَ الإنس والجن يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ} .
الرّابع: بمعنى إِبليس وأَولاده: {أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشياطين} {الشيطان يَعِدُكُمُ الفقر} ، {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشيطان تَذَكَّرُواْ} ، {فاستعذ بالله مِنَ الشيطان الرجيم} . وله نظائر.