الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الزهق والزيت والزوج
زَهِقت نَفسه - بكسر الهاءِ وفتحها -: خرجت، أَو خرجت أَسَفًا. والزّيت: الدُّهن المعروف، الزَّيتون شجرته. وزِتُّ الطعام أَزيته زَيْتًا: جعلت فيه الزَّيت، فهو مَزِيت ومَزْيوت. وازدات: ادَّهنَ به. وزاتهم زَيْتًا: أَطعَمهم إِيَّاه. وأَزاتوا: كثر عندهم الزَّيتُ.
والزُّوج يطلق على كلِّ واحد من القرينين من الذكر والأُنثى فى الحيوانات المتزاوجة، و [يقال] لكلّ قرينين فيها وفى غيرها؛ كالخُفِّ والنَّعل، ولكلِّ ما يقترن بآخر مماثلا له ومضادًّا: زوْج، قال تعالى:{يَآءَادَمُ اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة} ، وزوجة لغة رديئة، والجمع زوجات، وجمع الزَّوج: أَزواج.
وقوله: {احشروا الذين ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ} أَى أَقرانهم المقتدين بهم فى أَفعالهم. وقوله: {مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ} أَى أَشباهاً وأَقراناً. وقوله: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} بَيَّن أَنَّ كلَّ ما فى العالم فإِنه زوج؛ من حيث إِنَّ له ضِدًّا مَّا أَو مِثْلاً مّا، [أَو تركيبا ما] ، بل
لا ينفك بوجه من تركيب، وإِنما ذكر هنا زوجين تنبيهاً أَن الشىءَ وإِن لم يكن له ضد ولا مِثْل فإِنه لا ينفك من تركيب صورة ومادَّة وذلك زوجان. وقوله تعالى:{أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شتى} أَى أَنواعاً متشابهة. وقوله: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} أَى أَصناف. وقوله: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً} أَى فِرَقًا، وهم الذين فسَّرهم بما بعد. وقوله:{وَإِذَا النفوس زُوِّجَتْ} قيل: معناه: قُرن كلّ شِيعة بما شايعهم فى الجنة والنار. وقيل: قرنت الأَرواح بأَجسادها حسْبما نبّه عليه فى أَحد التَّفسيرين: {ارجعي إلى رَبِّكِ} أَى صاحبك. وقيل: قرنت النفوس بأَعمالها حَسْبما نبّه عليه قوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً} . وقوله: {وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} أَى قَرَنَّاهم بهنَّ، ولم يرد فى القرآن زوّجناهم حورا / كما يقال: زوّجته امرأَة، تنبيهاً أَنَّ ذلك لا يكون على حَسَب المُتعارف فيما بيننا من المناكحة.
قال أبو الفضائل المعينى: ورد فى القرآن الزَّوج على أَربعة عشر وجهاً:
الأَوّل: بمعنى أَصناف الموجودات، من الجمادات أَو غير الجمادات:{سُبْحَانَ الذي خَلَق الأزواج كُلَّهَا} .
الثَّانى: بمعنى الحيوانات المأَكولات: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مَّنَ الضأن اثنين} ، {أَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الأنعام ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} .
وبمعنى أجناس الحيوانات: {قُلْنَا احمل فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثنين} .
وبمعنى كلِّ ما له زوج من المخلوقات: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} .
وبمعنى أَنواع الأَشجار والنَّبات: {مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} .
وبمعنى البنين والبنات: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً} .
وبمعنى المنكوحات المحلّلات: {جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً} .
وبمعنى المحلِّل فى حق المطلَّقات: {حتى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} .
وبمعنى المخلَّفات فى عدّة: الوفاة: {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً} .
وبمعنى الحوراءِ والعيناءِ من حرائر الجنَّاتِ: {وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ} ، {وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} .
وبمعنى الفواكه والثَّمرات: {فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} .
وبمعنى اقتران الرُّوح بالجسد: {وَإِذَا النفوس زُوِّجَتْ} .
وبمعنى حوَّاءَ عليه السلام: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} .
وبمعنى مخدَّرات حُجَر النبوّة: {زَوَّجْنَاكَهَا} ، {وَلَا أَن تنكحوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً} ، {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} .