الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى السبيل
وهو الطَّريق السّهل، جمعه سُبُل وسُبْل. يذكَّر ويؤنَّث. قال تعالى:{وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرشد لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} ، وقال جلّ ذكره:{قُلْ هاذه سبيلي} أَى مَحَجّتى وسنَّتى وطريقى. وقوله تعالى: {ياليتني اتخذت مَعَ الرسول سَبِيلاً} ، أَى سببًا ووُصْلة. قال جرير:
أَفبعد مقتلكم خليلَ محمّدٍ
…
ترجو القُيونُ مع الرّسول سبيَلا
أَى سببًا ووُصْلةً، أَى يا ليتنى سلكت قصده ومذهبه.
وقوله تعالى: {وابن السبيل} ، قال ابن عرفة: هو الضَّيف المنقطع به، يُعطَى قدرَ ما يتبلّغ به إِلى وطنه. وقيل: ابن السّبيل: المسافرُ البعيد عن منزلة، ونسب إِلى السّبيل لممارسته إِيّاه. وقوله تعالى:{وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ} أَى طريق واضحٍ بيّن، يعنى مدائن قومِ لوط.
وقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأميين سَبِيلٌ} ، كان أَهل الكتاب إِذا بايعهم المسلمون قال بعضهم لبعض: ليس للأُميين - يعنى العرب - حرمة أَهل ديننا، وأَموالُهم تحِلّ لنا.
وقوله تعالى: {وَتَقْطَعُونَ السبيل} ، يعنى سبيل الولد. وقيل: تعرضون للنَّاس فى الطريق لطلب / الفاحشة. قال ابن عباد: السَّبيلة: السبيلُ، والسابلة: أَبناء السّبيل المختلفون فى الطُّرقات، جمع سابل، وهو سالك السّبيل. وقوله تعالى:{وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السبيل} يعنى به طريق الحقّ، لأَنَّ اسم الجنس إِذا أُطْلِقَ يختصّ بما هو الحقّ، وعلى ذلك:{ثُمَّ السبيل يَسَّرَهُ} .
ويستعمل السّبيل لكلّ ما يتوصّل به إِلى شىء خيرا كان أَو شرًّا.
وقوله تعالى: {مَنِ اتبع رِضْوَانَهُ سُبُلَ السلام} يعنى طريق الجنَّة قال الشاعر:
إِذا لم يُعِنْك الله فيما تريده
…
فليس لمخلوقٍ إِليه سبيل
وقال:
سبيل الموت منهج كلّ حىّ
…
وداعِيهِ لأَهل الأَرض داعى
وقال:
الموت لا والدا يُبقى ولا ولدًا
…
هذا السّبيل إِلى ألَاّ ترى أَحدَا
وقوله تعالى: {وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله} أَى فى طاعته، ومثله
{الذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله} ، وقوله:{مَنِ استطاع إِلَيْهِ سَبِيلاً} أَى زادًا وراحلة. وقوله: {أَوْ يَجْعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً} أَى مخرجاً إِلى فضاءِ الأُنْس من حبس الوحشة. وقوله تعالى: {فاتخذ سَبِيلَهُ فِي البحر سَرَباً} ، {واتخذ سَبِيلَهُ فِي البحر عَجَباً} أَى مَمرّه. وقوله تعالى:{فَلَا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} أَى عُذْرًا وعِلَّة. وقوله تعالى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمنين} أَى دينهم وملَّتهم، ومثله:{ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ} وقوله: {وَمَن يُضْلِلِ الله فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} أَى طريق هداية. وقوله: {فَمَا جَعَلَ الله لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} أَى حجّة. وقوله: {فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السبيل} أَى عن طريق الحقّ. وقوله: {فأولائك مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ} أَى ملامة. وقوله: {ثُمَّ السبيل يَسَّرَهُ} أَى المخرج من رحم الأُمّ حال الولادة. وقوله: {مَا عَلَى المحسنين مِن سَبِيلٍ} ، {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأميين سَبِيلٌ} أَى إِثم ومعصية.
وأَسْبَلَ السِتْرَ: أَرخاه، والمطرُ: نزل.