الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى السنن
قد تكرّر فى التنزيل وفى الحديث ذكرُ السُنَّة وما يتصرّف منها. والأَصل فيها الطريقة والسيرة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ سَنَّ سُنَّة حَسَنَة" أَى طَرَّق طريقة حَسَنة. وإِذا أُطلقت فى الشرع فإِنما يراد بها ما أَمر النبى صلى الله عليه وسلم به أَو نهى عنه أَو نَدَبَ إِليه، قولا وفعلا، ممّا لم ينطق به الكلامُ العزيز. ولهذا يقال: أَدلَّة الشرع الكتاب والسنَّة، أَى القرآن والحديث. وفلان متسنِّن، أَى عامل بالسنَّة.
وسُنَّة النبىّ صلى الله عليه وسلم: طريقته التى كان يتحرّاها. وسنَّة الله قد يقال لطريقة حكمته، وطريق طاعته. وقوله تعالى:{فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحْوِيلاً} ، تنبيه أَنَّ فروع الشرائع وإِن اختلفت صُوَرها، فالغرض المقصود منها لا يختلف ولا يتبدّل، وهو تطهير النفس وترشيحها للوصول إِلى ثواب الله تعالى ومرضاته وجِواره.
وفى الحديث: "إِنَّما أُنَسَّى لأَِسُنّ"، أَى إِنَّما أُدفع إِلى النسيان لأَسوق النَّاس بالهداية إِلى الطَّريق المستقيم، وأُبيّن لهم ما يحتاجون إِليه أَن يفعلوا
إِذا عَرَضَ لهم النسيان. ويجوز أَن يكون من سنَنْت الإِبلَ إِذا أَحسنتَ رِعْيتها والقيامَ عليها. وفى حديث المجوس: "سُنّوا بهم سُنَّة أَهل الكتاب" أَى خذوهم على طريقتهم، وأَجروهم فى قبول الجزية مُجراهم.
واستنَّ الفرسُ، وهو عَدْوه إِقبالا وإِدبارًا فى نشاطٍ وزَعَل.
وسَنّ الماءَ على وجهه: صبّه صبًّا سهلا. وسنّ الحدِيدة: حدّدها. وسِنَانٌ مسنونٌ وسَنِينٌ. وسَنَّ سِكِّينَه بالمِسَنّ [والسِّنان] قال:
وزُرْقٍ كسَتهنّ الأَسِنَّةُ هَبْوةً
…
أَرَقُّ من الماءِ الزُلَال كليلُها
وأَسْنَنْت الرمحَ: جعلت له سِناناً.
وقوله تعالى: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} قيل: متغيّر/. ومسنون الوجه: مخروطه. و {لَمْ يَتَسَنَّهْ} : لم يتغيّر، والهاء للاستراحة.
والسِّنّ معروف، وجمعه: أَسنانٌ. وسانّ البعيرُ النَّاقة: عارضها حتى أَبركها.
والسَّنّ أَيضاً الرَّعْى. وفى الحديث: "أَعطوا السِنّ - أَى أعطُوا ذوات السنّ - حَظَّها من السَنّ" وهو الرّعى.