الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى طرف
الطَرْف: العَين، ولا يجمع لأَنَّه فى الأَصل مصدر، فيكون واحدا ويكون جماعة. قال الله تعالى:{لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} . (وقال ابن عبّاد: الطرْف: اسم جامع للبصر لا يثنىّ ولا يجمع، وقيل: أَطراف، ويردّ ذلك قوله تعالى:{قَاصِرَاتُ الطرف} ، ولم يقل: الأَطراف. وروى القُتَيبىّ فى حديث أُمِّ سَلَمَة رضى الله عنها: "وغضّ الأَطراف"، ورُدّ عليه ذلك. والصّواب: غضّ الإِطراق، أَى يغضُضن من أَبصارهنّ مطرقات راميات بأَبصارهنّ إِلى الأَرض. وإِن صحّت الرّواية بالفاءِ فالمعنى تسكين الأَطراف - وهى الأَعضاءُ - عن الحركة والسير.
وقوله تعالى: {يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ} ، أَى لا يزال إِليك طرفهم وقوله تعالى:{أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} . قال الفرّاءُ معناه قبل أَن يأتيك الشىء زمن مدّ بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرِف، وقيل: بمقدار/ ما يبلغ البالغ إِلى نهاية نظرك.
وطَرَف الشىء: جانبه، يستعمل فى الأَجسام والأَوقات وغيرها. وقيل: الطَرَف: الناحية من النَّواحى، والطائفة من الشىء. قال تعالى:{لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الذين كفروا} ، أَى قطعة من جملة الكَفَرة، شبّه من قتل منهم بطرَف يُقطع من بدن الإِنسان. وتخصيص الطرَف من حيث إِنَّ ينقِص طَرَف الشىء يتوصّل إِلى توهينه وإِزالته. وأَطراف الجسد: الرّأس واليدان والرِجْلان.
وقوله تعالى: {طَرَفَيِ النهار} ، أَى الفجر والعصر. وقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأرض نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} ، أَى نواحيها ناحيةً ناحية؛ هذا على تفسير مَن جعل نقصها من أَطرافها فُتُوح الأَرَضِين، ومن جعل نقصها موت علمائها فهو من غير هذا. وأَطراف الأَرض: أَشرافها وعلماؤها، الواحد طَرَف، ويقال: طِرْف.
وقال ابن عرفة: (مِنْ أَطْرَافها) ، أَى يُفتح ما حول مكة على النبىّ صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أَوَ لم يروا أَنا فتحنا على المسلمين من الأَرض ما قد يتبيّن لهم وضوح ما وعدْنا النبىّ صلى الله عليه وسلم.
وفلان كريم الطَّرَفين، يراد بذلك نسب أَبيه ونسب أُمّه، وأَطرافه: أَبواه وإِخوته وأَعمامه، وكلّ قريب له مَحْرَم.
وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النهار} ، أَى السّاعة الثانية من أَوّل النَّهار ومن آخِره. وقوله:{وَأَقِمِ الصلاة طَرَفَيِ النهار} ، أَى الغداة والعَشِىّ.