الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى ساغ وسوف وسوق
ساغ الشَّرابُ يَسُوغُ سَوْغًا وسَوَاغًا: سَهُل مَدْخلُه فى الحَلْق، قال تعالى:{سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ} . قال:
فساغَ لِىَ الشرابُ وكنت قَبْلاً
…
أَكاد أَغَصُّ بالماءِ الحميمِ
الحميم: الماءُ البارد. ويقال أَيضًا: سُغْته أَسُوغه، وسِغْته أَسِيغة، يتعدّى ولا يتعدّى. والسِّواغ بالكسر: ما أَسَغْتَ به غُصّتك، قال الكُمَيْت:
وكانت سِوَاغًا إِن جَئزْتُ بغُصَّةٍ
…
يضيق بها ذرعًا سِواهم طبيبها
يَقول: إِن كنت غصِصتُ بشىء أَو همَّنى شىء كانوا هم الَّذين يدفعونه فقد أُتيتُ من قِبَلهم. وأَسِغْ لى غُصّتى، أَى أَمهلنى ولا تُعجلنى. قال:{يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} . وسوَّغت له كذا: أَعطيته إِيّاه.
وسوف: كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد؛ أَلا ترى أَنَّك تقول: سوّفته إِذا قلت له: مرّة بعد مرّة: سوف أَفعل. ولا يُفصل بينها وبين الفعل؛ لأَنَّها
بمنزلة السّين من سيفعل. وسَفْ أَفعل، وسَوْ أَفعل لغتان فى سوف أَفعل.
وقال ابن دريد: سوف كلمة تستعمل فى التَّهويل، والوعيد، والوعد. فإِذا شئت أَن تجعلها اسما أَدخلتها التنوين، وأَنشد:
إِنّ سَوْفًا وإِنّ لَيْتًا عناءُ
ويروى/:
إِنّ لوَّا وإِن ليتًا عناءُ
فنوّن إِذ جعلهما اسمين. انتهى. والشِّعر لحَرْملة بن المنذر الطَّائىّ، وسياقه:
ليت شعرى وأَين مِنِّىَ ليتٌ
…
إِنّ لَيْتًا وإِنَّ لوًّا عناء
وليس فى روايةٍ إِن سَوْفاً.
وقيل لأَبى الدُّقَيش: هل لك فى الرُّطَب؟ قال: أَسْرَعُ هَلٍّ، فجعله اسما ونوّنه.
وساق النَعَمَ سَوْقًا فانساقت. وأَساقه إِبلاً: أَعطاها إِيّاه، قال الكُمَيْت:
ومُقِلّ أَسَقْتموهُ فأَثْرَى
…
مائةً من عطائكم جُرْجورا
وهو من السُّوقة والسُّوَق، وهم غير الملوك.
وسُقْت مَهْرَ المرأَة إِليها. وذلك أَنَّ مهرهم كانت الإِبل.
وقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ المساق} ، نحو قوله:{وَأَنَّ إلى رَبِّكَ المنتهى} . {وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ} ، أَى مَلَك يسوقه وآخر يشهد له أَو عليه، وقيل: هو كقوله: {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الموت} .
{والتفت الساق بالساق} ، قيل: عنى التفاف السّاقين عند الموت وخروج الرّوح، وقيل: التفافهما عندما يُلفَّان فى الكَفَن، وقيل: هو أَن يموت فلا يحملانه، بعد أَن كانتا تَقِلَاّنه، وقيل: أَراد التفاف البليّة بالبليّة.
[وقال بعضهم فى] : {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} : إِنه إشارة إِلى شدّة. وهو أَن يموت الولد فى بطن النَّاقة فيُدخل المذمِّر يده فى رَحِمها فيأْخذ بساقه فيخرجه يَتَنًا، فهذا هو الكشف عن الساق، فجُعل لكلّ أَمر فظيع.
وقوله تعالى: {فاستوى على سُوقِهِ} ، قيل: هو جمع ساق، نحو لابة ولُوب، وقارة وقُور. ورجل أَسْوَقُ، وامرأَة سَوْقاء: بيِّن السَّوَق: عظيم السّاق. والسُوق م والجمع: أَسواقٌ.
والوَسِيقة والسَّيِّقة: الطريدة الَّتى يطرُدها من إِبل الحىّ. قال:
وما النَّاس إِلَاّ مثلُ سَيِّقة العِدا
…
إِن استقدمَت نَحْرٌ وإِن جَبأْت عَقْر
جَبأَت: خَنَست، وجَبأَت: توارت، وجَبأَت عينى عنه: نَبَت. والمرءُ سيِّقة القَدَر: يسوقه إِلى ما قُدّر له. قال:
وما النَّاس فى شىء من الدّهر والمُنَى
…
وما الناس إِلَاّ سَيِّقات المقادرِ