الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الرعن والرغبة والرغد والرغم
الرُّعونة: الحمق. والأَرعن: الأَهوج فى منطقه، الأَحمق المسترخى. وقد رَعَنَ - مثلثة العين - رُعُونة ورَعَانة ورَعَنًا.
وقوله تعالى: {لَا تَقُولُواْ رَاعِنَا} كان ذلك قولاً كانوا يقولونه للنبىِّ صلَّى الله وعليه وسلَّم تهكُّمًا، يقصدون به رميه بالرُّعونة، ويُوهمون أَنَّهم يقولون: راعنا أَى احفظنا، من قولهم: رعن رعونة: حَمُِق.
والرَّعْناءُ: المرأَة المغنِّجة فى مشيها وكلامها، واسم للبصرة لما فى هوائها من تكسّر وتغيُّر. قال:
لولا ابن عُتبة عمرو والرَّجاء له
…
ما كانت البصرة الرَّعناءُ لى وَطَنَا
والرِّعْى - بالكسر -: الكلأُ، والجمع أَرْعاء. والرَّعْى المصدر. وهو فى الأصل حفظ الحيوان إِمّا بغِذائه الحافظ لحياته، أَو بذَبّ العدوّ عنه. رَعَيْتُهُ أَى حفظته. وأَرعيته: جعلت له ما يَرْعى. والمرْعَى: الرِّعْى، والمصْدر، والموضع كالمَرْعاة. والرَّاعى: كلُّ مَن وَلِىَ أَمر قوم، والجمع رُعاة ورُعْيان ورُعاء ورِعاء، قَال تعالى:{فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} أَى ما حافظوا عليها حقَّ المحافظة، فيسمَّى كُلّ سائس لنفسه أَو لغيره راعياً.
وفى الصّحيح: "كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسئول عن رعيَّته".
ومراعاة الإِنسان الأَمر: مراقبته إِلى ماذا يصير وماذا منه يكون. ومنه راعيت النُّجوم. وقال: {لَا تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظرنا} .
وأَرْعيته [سَمْعى] : استمعت لمقالته. وأرْعنى سمعك، وراعنى [سمعك] : استِمْع لمقالى. ويقال: أَرْعِ على كذا - مَعدَّى بعلى - أَى أَبْقِ عليه، وحقيقته: أَرعهِ متطلِّعاً عليه.
والرَغْبة والرَّغَب فى الشىءِ: إِرادته، يقال: رَغِبَ فيه رَغَبًا ورَغْبة: أراده، ورَغِب عنه: لم يُرِده، ورَغِب إِليه رَغَبًا. وقيل: توسَّع فى إِرادته، اعتباراً بأَن أَصل الرغبة السّعة فى الشىءِ، ومنه حَوضٌ رَغِيب، ورجلٌ رغِيبُ الجوف.
ورَغِب إِليه رَغَبًا ورَغْبَى ورُغْبَى ورَغْبَاءَ ورَغَبُوتًا ورَغَبوتَى ورُغْبة بالضَّم - ورَغَبة - بالتَّحريك - ورَغبانًا: ابتهل، وقيل: هو الضَراعة والمسأَلة، قال تعالى:{إِنَّآ إِلَى الله رَاغِبُونَ} . وإِذا قيل: رَغِب عنه اقتضى الزُّهد فيه، قال:{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} .
وعيش رَغْد ورَغِيد: واسع. وأَرغدوا: حصلوا فى رَغِيد من العيش.
والرَّغْم والرَّغام: التُّراب، وقيل: الدَّقيق منه. ورَغم أَنفى لله - بفتح الغين وضمِّها وكسرها -: ذَلَّ عن كُرْهٍ. والرّغم - مثلثة - والمَرْغمة: الكُرْهُ، وأَرغمه غيرُه. ويعبَّر بذلك عن السّخط كقول الشاعر:
إذا رغمت تلك الأَنوف لَمُ ارْضِها
…
ولم أَطلب العُتْبَى ولكن أَزيدها
فمقابلته بالإِرضاءِ تدلُّ على الإِسخاط، وعلى هذا قيل: أَرغم الله أَنفه وأَدْغمه - بالدال - أَى سوّده. وأَرْغمه: أَسخطه. وراغمهُ: ساخطه.
وقوله تعالى: {يَجِدْ فِي الأرض مُرَاغَماً كَثِيراً} أَى مَذْهَبًا يذهب إِليه إِذا رأَى منكرا يلزمه أَن يغضب منه. والمُراغَم أَيضاً: المهرب، والحصن، والمضطَرَب.