الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى السكب والسكت والسكر
ماءٌ ودمعٌ / ساكِبٌ ومَسكوبٌ ومُنسكِب: مصبوب. وقد سَكَبْتُه سَكْبًا. وسَكَبَ بنفسه سُكوبا. وماءٌ ودمٌ أُسكوبٌ: منسكب، / قالت جَنُوبُ أُخت عمرٍو ذى الكلب:
الطَّاعن الطَّعنةَ النَّجلاءَ يتبعها
…
مُثْعَنجرٌ من دم الأَجواف أُسكوبُ
والسّكوت مختصّ بترك الكلام. ورجل سَكُوت، وساكوت، وسِكِّيت. وبه سُكاتٌ: إِذا كان طويل السّكوت من علَّة. وتكلَّم ثم سكت. فإِذا أُفْحِم قيل: أُسكِتَ. والسُّكْتة: ما يُسكت به الصّبىّ. وفلان سُكَيت الحَلْبة أَى متخلِّف فى صناعته.
والسُّكْر: حالة تعترض بين المرءِ وعقله. وأَكثر ما يُستعمل ذلك فى شراب المُسكِر. وقد يعترى من الغضب والعشق، ولذلك قال الشاعر:
سُكران: سُكر هوًى وسكر مدامة
…
أَنَّى يُفيق فَتًى به سُكرانِ
ورجل سَكْرانُ وسِكِّير وسَكِر، وقوم سَكْرَى وسُكَارَى وسَكارَى. وقيل: السّكِّير: الدائم السّكر، والمِسكر: الكثير السّكر.
والسَّكَر - مَحرّكة -: نبيذ التمر، قال تعالى:{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً} قال ابن عرفة: هذا قيل لهم قبل أَن تحرَّم الخمر عليهم. والسَّكَر: خمر الأَعاجم. ويقال لما يُسكِر: السَّكَر، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "حُرِّمت الخمر لعينها والسَّكَرُ من كلّ شراب" رواه أَحمد والثقات. وقال ابن عبّاس - رضى الله عنهما -: السَّكَر: ما حُرِّمَ من ثَمَرَةٍ قبل أَن تحرم، وهو الخمر، والرّزق الحسن: ما أُحلّ من ثمرةٍ من الأَعناب والتُمور. وقال أَبو عبيدة: السَّكَر: الطعام. وأَنشد:
جَعَلْتَ أَعراضَ الكِرام سَكَرًا
أَى جعلت ذمّهم طُعْما لك.
وقال بعض المفسّرين: السَّكَر فى التَّنزيل هو الخلّ. وهذا شىء لا يعرفه أَهل اللغة.
وسَكْرَة الموت: شدَّته، وهو اختلاف العقل لشدَّة النزع، قال تعالى:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} . وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه كان عند وفاته يدخل يديه فى الماءِ فيمسح بهما وجهه ويقول:
لا إِلَه إِلَاّ الله، إِنَّ للموت سَكَرَات، ثم نَصَب يده فجعل يقول: فى الرّفيق الأَعلى، حتى قُبض ومالت يده.
وقال تعالى: {سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} أَى حُبست عن النظر وحُيّرت. وقال أَبو عمرو بن العلاءِ: معناها: غُطِّيت وغُشِّيت. وقرأَ الحسن البصرىّ: (سُكِرت) بالتَّخفيف أَى سُحرت.