الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الشعر
الشِّعر: الكلام الموزون المنظوم المقصود، وجمعه: أَشعار. وهو فى الأَصل العِلم، لكن غَلَب على منظوم القول؛ لشرفه بالوزن والقافية؛ كما غَلَب الفِقِهُ على عِلم الشرع، والعُودُ على المَنْدَل، والنَجْم على الثُّريّا، وغير ذلك من نَمَطه. وربّما سَمَّوا البيت الواحد شِعرًا، قاله الأَخفش. وليس بِقوىّ، إِلَاّ أَن يكون على تسمية الجزءِ باسم الكلّ، كقولك: الماء للجزءِ من الماءِ، والأَرض للقطعة من الأَرض. / والشاعر جمعه الشُّعَراء على غير قياس. وسمّى شاعرًا لفطنته. وما كان شاعرًا ولقد شَعُر - بالضَّمّ - فهو يَشْعُر شَعَارة.
قال يونس بن حبيب: يقال للشاعر المُفْلق: خِنذيذ، ولمَن دونه: شاعر، ولمن دونه: شُويعر، ولمن دونه شُعْرور.
وشَعَرت بالشىء - بالفتح - أَشعُر به - بالضمَّ - شِعْرًا وشِعْرةً وشِعْرَى، بكسرهنّ، وشَعْرةً - بالفتح - وشُعورًا ومَشعورًا ومَشعورةً: علِمت به وفطِنت له، ومنه قولهم: ليت شِعْرِى فلانًا ما صنع، ولفلان، وعن فلان.
وقوله تعالى عن الكفار: {بَلِ افتراه بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} حمله كثير من المفسّرين على أَنَّهم رَمَوه بكونه آتيًا بشعر منظوم مُقفًّى، حتى تأَوّلوا ما جاءَ فى القرآن من كلّ كلام يشبه الموزون من نحو: {وَجِفَانٍ
كالجواب وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} . وقال بعضهم المحصّلين: لم يقصدوا هذا المقصد فيما رمَوه به؛ وذلك أَنَّه ظاهر من هذا أَنَّه ليس على أَساليب الشعر، ولا يخفى ذلك على الأَغتام من العَجَم، فضلاً عن بلغاءِ العرب. وإِنَّما رموه [بالكذب] فإِن الشعر يعبَّر به عن الكذب، والشَّاعر: الكاذب، حتى سمَّوا الأَدِلَّة الكاذبة الأَدلة الشعريّة، ولهذا قال تعالى فى وصف عامّة الشعراء:{والشعرآء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون} إِلى آخر السورة. ولكون الشعر مقرًّا للكذب قيل: أَحسن الشعر أَكذبه. وقال بعض الحكماءِ: لم يُرَ متديِّن صادقُ اللَّهجة مُفلِقا فى شعره. قال:
أَرى الشعر يُحيى الجودَ والنَّاس والذى
…
يبقِّيه أَرواح له عطرات
وما المجدُ لولا الشعر إِلَاّ مَعاهِد
…
وما النَّاس إِلَاّ أَعظُمٌ نَخِرات
والمشاعِر: الحواسّ. وقوله تعالى: {وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} ونحو ذلك معناه: لا تدركونه بالحواسّ. ولو قال فى كثير ممّا جاءَ فيه (لا يشعرون) لا يعقلون لم يكن يجوز، إِذ كان كثيرا ممّا لا يكون محسوسًا قد يكون معقولاً.
ومشاعر الحجّ: معالمه الظَّاهرة للحواسّ، الواحد مَشْعَر. ويقال: شعائر الحجّ، والواحدة شَعِيرة وشِعارة. وقال الأَزهرى: الشعائر:
المعالم التى نَدَب الله إِليها، وأَمرَ بالقيام بها. وقولُه تعالى:{لَا تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ الله} ، أَى ما يُهدَى إِلى بيت الله. وسمّى بذلك لأَنَّها تُشعَرُ أَى تعلّم بأَن تُدْمَى بشَعِيرة، أَى حديدة يُشعر بها.
والشِّعار: الثَّوب الذى يلى الجَسد؛ لمماسّة الشَّعَر. والشِّعار أَيضًا: ما يُشعِر به الإِنسان نفسَه فى الحرب، أَى يُعلم. وأَشعره الحُبُّ نحو أَلبسه.
والأَشعر: الطويل الشعر. وداهية شعراء عظيمة؛ كقولك داهية وَبْرَاء.
والشِّعْرَى: نجم يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه فى شدّة الحَرّ. وهما شِعْرَيان: الشعرى العَبُور التى فى الجوزاءِ، والشعرى الغُميصاء الَّتى فى الذراع. تزعم العرب أَنَّها أُختا سُهيل. وتخصيصه فى قوله تعالى:{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى} لكونها معبودة لقوم منهم.