الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الزجر والزجى والزخرف والزرب والزرع
الزَّجر: طَردٌ بصوت، ثم يستعمل فى الطَّرد تارة، وفى الصّوت أُخرى.
وقوله تعالى: {فالزاجرات زَجْراً} أَى الملائكة الَّتى تَزْجُر السّحاب. وقوله: {وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ الأنبآء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} ، أَى طَرد ومَنْع عن ارتكاب المآثم، وقوله:{وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وازدجر} أَى طرد.
والتَزْجية: دفع الشَّىءِ لينساق، كتزجية السّحاب. وبضاعة مزجاة: يسيرة حقيرة. قال الشاعر:
وحاجة غير مُزْجاة من الحاج
أَى غير يسيرة يمكن دفعها وسَوقها لقلَّة الاعتداد بها.
والزَّحف: انبعاث مع جَرِّ الرِجل كانبعاث الطِّفل قبل المشى.
والزُّخْرف: الذَّهب، قال تعالى:{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ}
أَى ذهب مزوَّق. والزُخْرف: الزينة المُزَوَّقة. وقوله: {زُخْرُفَ القول غُرُوراً} ، أَى المَزَّوَقَات من الكلام.
وذكر فى القرآن على أَربعة أَوجهٍ.
الأَول: بمعنى الذَّهب: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ} .
الثانى: بمعنى التَّخْت والمتَّكإِ: {وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً} .
الثالث: بمعنى الزِّينة: {حتى إِذَآ أَخَذَتِ الأرض زُخْرُفَهَا} .
الرَّابع: بمعنى مُزَوَّقات الكلام: {زُخْرُفَ القول} .
والزَرَابىُّ: الطَّنافِس قال تعالى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} ، وقيل: هى ضرب من الثياب محبَّر منسوب إِلى بلد، الواحد زَرْبيَّة.
والزَّرع: الإِنبات، وحقيقة ذلك مخصوصة بالله تعالى، فلهذا قال تعالى:{أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزارعون} فنسب الْحَرث إِليهم، ونَفى عنهم الزَّرع، ونسبه إِلى نفسه تعالى. وإِذا نُسب إِلى العبد فمجاز؛ لأًَنه فاعل للأَسباب الَّتى هى سبب الزَّرْع، كما تقول: أَنبتُّ كذا
إِذا كنتَ من أَسباب إِنباته. / والزرع فى الأَصل مصدر، وعبّر به عن المزروع؛ كقوله:{فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً} . قال الشاعر:
لَعَمْرُك ما المعروف فى غير أَهله
…
وفى أَهله إِلَاّ كبعض الودائع
فمستودَعٌ قد ضاع ما كان عنده
…
ومستودَع ما عنده غير ضائع
وما النَّاسُ فى شكر الصنيعة عندهم
…
وفى كفرها إِلَاّ كبعض المزارع
فمرزعةٌ طابت وأَمرَع زَرْعُهَا
…
ومرزعة أَكْدت على كلِّ زارع
والزرع ذكر فى ثمانية مواضع من القرآن:
الأَوّل: فى ذكر بساتين آل فرعون: {كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ} .
الثانى: ما مَنَّ الله به على سائر الخلق، فى قوله:{والنخل والزرع مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ} .
الثالث: فى خُلُوّ وادى مكة منه: {إني أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} .
الرَّابع: فى تعبير يوسف رؤْيا الملكِ: {تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ} .
الخامس: فى قوله: {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ} .
السّادس: فى قوله: {أَمْ نَحْنُ الزارعون} .
السّابع: فى تشبيه حال أَهل الإسلام فى ظهورهم به: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} .
الثَّامن: فى تشبيه تقوية الخلفاءِ الأَربعة إِيمانهم بالصدق والإِخلاص به: {فاستوى على سُوقِهِ يُعْجِبُ الزراع} . قال الشاعر:
إذا أَنت لم تزرع وأَبصرت حاصدًا
…
ندِمت على التفريط فى زمن البَذْرِ