الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى السجود
وأصله التَّطامن والتذلّل. وجُعِل ذلك عبارة عن التذلّل لله وعبادته، وهو عامّ فى الإِنسان، والحيوانات، والجمادات، وذلك ضربان:
سجود باختيار، وليس ذلك إِلَاّ للإِنسان، وبه يَستحق الثَّواب، قال تعالى:{فاسجدوا لِلَّهِ واعبدوا} أَى تذلَّلوا له.
وسجود بتسخير، وهو للإِنسان، والحيوانات، والنباتات، قال تعالى:{وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً} ، وقوله تعالى:{سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} ، فهو الدّلالة الصّامتة والنَّاطقة المنبّهة على كونها مخلوقة، وأَنَّها خَلْق فاعلٍ حكيم.
وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض مِن دَآبَّةٍ والملائكة وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} ينطوى على النَّوعين من السجود بالتسخير والاختيار. وقوله: {والنجم والشجر يَسْجُدَانِ} ، وهو على سبيل التسخير. وقوله:{اسجدوا لأَدَمََ} قيلَ: أُمِروا بأَن يتَّخذوه قِبلة، وقيل: أُمروا بالتذَّلل له، والقيام بمصالحه ومصالح أَولاده، فَأْتَمَرُوا
إِلَاّ إِبليس. وقوله: {وادخلوا الباب سُجَّداً} أَى رُكَّعاً، وقيل: متذلَّلين منقادين. وقيل: إِنَّ السّجود على سبيل الخدمة فى ذلك الوقت كان جائزًا.
وعلى وجهه سَجّاده: أَى أثر السّجود. وبَسَط سَجَّادته ومِسْجَدته، وبعض العرب يَضُمّ السّين. وشجر ساجد وسواجد، وشجرة ساجدة: مائلة. والسّفينة تسجد للرّياح / وتميل بمَيْلها. وفلان ساجد المنخر: إِذا كان ذليلا خاضعاً. وسجد البعيرُ وأَسجد: طأَطأَ رأَسه لراكبه. قال:
وقلن له أَسجِدْ لليلَى فأَسجدا
وكان كسرى يسجد للطَّالع، وهو السّهم الَّذِى يجاوز الهَدَف من أَعلاه، وكانوا يعُدّونه كالمُقَرْطِس، والمعنى أَنَّهُ كان يسلّم لراميه ويستسلم. الأَزهرى: معناه: أَنَّه كان يخفض رأسه إِذا شخص سهمُه وارتفع عن الرّمِيَّة ليتقوّم السّهمُ فيصيبَ الدّارة.
قيل: ورد السّجود فى القرآن على خمسة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى الصّلاة: {وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات} ، أَى يصلِّى.
الثانى: ساجدين بمعنى الأَنبياءِ: {وَتَقَلُّبَكَ فِي الساجدين} أَى فى أَصلاب الآباءِ من الأَنبياءِ.
الثالث: بمعنى الخضوع والانقياد: {والنجم والشجر يَسْجُدَانِ} أَى يخضعان.
الرابع: بمعنى الرّكوع: {وادخلوا الباب سُجَّداً} ، أَى رُكَّعاً.
الخامس: بمعنى سجود الصّلاة: {واسجد واقترب} .