الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الرخاء والرد
شىءٌ رِخْوٌ - بالكسر - أَى لَيِّن. ومنه اشتقَّت الرُّخاءُ، وهى الريح اللَّيِّنة، يقال: نُقيم فى رَخَاءٍ ونسيمٍ رُخاء.
والردّ: صرف الشىءِ بذاته أَو بحالة من حالاته، يقال: رددته فارتدّ. فمن الرَدّ بالذَّات قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} . ومن الرَدَّ إِلى حالة كان عليها قوله تعالى: {يَرُدُّوكُمْ على أَعْقَابِكُمْ} ، وقولُه:{وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِ} ، أَى لا دافع ولا مانع له. والرد كالرَجْع. ومنهم من من قال: في الردِّ قولان: أَحدهما: ردّهم إِلى ما أشار إِليه بقوله: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} ، والثَّانى: رَدّهم إِلى الحياة المشار إِليها بقوله: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أخرى} ، فذلك نظر منهم إِلى حالتين كلتاهما داخلة فى عموم اللفظ.
وقوله تعالى: {فردوا أَيْدِيَهُمْ في أَفْوَاهِهِمْ} قيل: عَضُّوا الأَنامِلَ غيظاً، وقيل: أَوْمَئوا إِلى السّكوت، فأَشاروا باليد إِلى الفم، وقيل: ردّوا أَيديهم
فى أَفواه الأَنبياء فأَسكتوهم. واستعمال الردَّ فى ذلك تنبيه أَنَّهم فعلوا ذلك مرّة بعد مرَّة أُخرى. وقوله: {يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} ، أَى يرجعونكم إِلى حال الكفر بعد أن فارقتموه.
والارتداد والرِدّة: الرّجوع فى الطريق الَّذى جاءَ منه، لكن الرِدّة تختصّ بالكفر، والارتداد فيه وفى غيره، قال تعالى:{وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ} ، وقال:{فارتدا على آثَارِهِمَا قَصَصاً} . وقوله: {وَلَا تَرْتَدُّوا على أَدْبَارِكُمْ} ، أَى إِذا تحققتم أَمرًا وعرفتم خبرًا فلا ترجعوا عنه. وقوله:{فارتد بَصِيراً} ، أَى عاد إِليه البصر.
ويقال: رددت الحكم فى كذا إِلى فلان: فوّضته إِليه. وفى الحديث الصّحيح: "يقول الله تعالى ما تردّدت فى شىءٍ أَنا فاعله ما تردَّدت فى قبض روح عبدى المؤمن، يكره الموت، وأَنا أَكره مساءَته". وعن النبىِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ردَّ سائلا خائباً لم تَرِد الملائكة ذلك البيت سبعة أَيَّام"، وقال:"لَوْلا أَنَّ السّؤَّال يكذبون ما قُدِّس مَن ردّهم". وقال:
"إِذا أَتاكُمُ السُّؤّال فأَعطوهم يسيرًا أَو ردّوهم ردّا جميلاً، فإِنَّه يأتيكم مَنْ ليس بإِنس ولا جانّ يختبرونكم فيما خُوّلتم من الدُّنيا". قال الشاعر:
إِلى كم ذا التخلّف والتوانى
…
وكمْ هذا التمَّادى فى التَّمادى
فما ماضى الشَّباب بمسْتَردّ
…
ولا يومٌ يمر بمستعاد
وفي الحديث: "البَيّعان يترادَّان"، أَى / يرُدُّ كلّ واحد منهما ما أَخَذَ.