الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الرجع
وهو الإِعادة، والرَجْعةُ المرَّة منه. والرَِّجعة - بالفتح والكسر - فى الطَّلاق، وفى العَود إِلى الدُّنيا بعد الممات، يقال: فلان يؤمن بالرَِّجعة. والرّجوعُ: العود إِلى ما كان منه البدءُ، أَو تقديرُ الْبَدْءِ، مكانًا كان أَو فعلاً أَو قولاً، وبذاته كان رجوعه، أَو بجزءٍ من أَجزائه، أَو بفعل من أَفعاله، وقد رجع يرجع رُجوعًا ومَرْجِعًا ورُجْعَى: عاد. ورَجَعَهُ رَجْعًا وأَرجعه: أَعاده. قال:
تذكَّرت أَيَّامًا لنا ولياليًا
…
مضت فجرت من ذكرهنَّ دموعُ
أَلا هل لها يومًا من الدَّهر أَوْبةٌ
…
وهل لى إِلى أَرض الحبيب رُجوع
وهل بعد تفريق النِّدام تواصلٌ
…
وهل لنجوم قد أَفَلْن طُلوع
ووردت هذه المادّة فى القرآن على عشرة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى المطر {والسمآء ذَاتِ الرجع} أَى المطر.
الثَّانى: بمعنى الردّ {رَبِّ ارجعون} أَى رُدُّونى، {فارجع البصر} أَى رُدَّه.
الثالث: بمعنى العود {لعلي أَرْجِعُ إِلَى الناس} أَى أَعود، {لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى المدينة} أَى عُدْنَا. ونظائرهما كثيرة.
الرَّابع: بمعنى رجعة الطَّلاق {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ} .
الخامس: بمعنى الموت {ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} ، {إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً} .
السَّادس: بمعنى الرّجوع إِلى الدُّنيا بعد الموت {وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} أَى لا يُرَدُّون إِلى الدُّنيا فإِنا حرّمنا عليهم أَن يتوبوا ويرجعوا عن الذَّنب، تنبيها أَنَّه لا توبة بعد الموت.
السَّابع: بمعنى الإِقبال على الشىءِ {فرجعوا إلى أَنفُسِهِمْ} أَى أَقبلوا عليها.
الثَّامن: بمعنى التوبة {وَبَلَوْنَاهُمْ بالحسنات والسيئات لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أَى يتوبون.
التَّاسع: بمعنى مصير الخَلْق إِلى الله تعالى، ومصير أمُور العالَم إِلى كلمته تعالى {إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ} {وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور} .
العاشر: رجوع إِخْوة يوسف إِليه {إِذَا انقلبوا إلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} {ارجعوا إلى أَبِيكُمْ} .
وقوله تعالى: {بِمَ يَرْجِعُ المرسلون} من الرّجوع أَو من رَجْع الجواب. وقوله: {فانظر مَاذَا يَرْجِعُونَ} من رَجْع الجواب لا غير.