الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى طهر
طَهَرَ وطَهُر واطَّهَّر وتطهّر بمعنى. وطَهَرت والمرأَةُ طُهْرًا وطَهارةً وطَهورًا وطُهورًا، وطَهُرت، والفتح أَقيس. وما عندى طَهُورٌ أَتَطهَّرُ به: وَضُوءٌ أَتوضّأُ به.
والطهارة ضربان: جُسمانيّة، ونفسانيّة. وحُمل عليهما عامّة الآيات.
وقوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فاطهروا} ، أَى استعملوا الماءَ أَو ما يقوم مقامه. وقال تعالى:{وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} ، فدلّ باللفظين على عدم جواز وطئهن إِلَاّ بعد الطهارة، والتطهير. ويؤكّد ذلك قراءَة من قرأَ (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ)، أَى يفعلن الطهارة التى هى الغُسْل وقال تعالى:{إِنَّ الله يُحِبُّ التوابين وَيُحِبُّ المتطهرين} ، يعنى به تطهير النَّفس. وقوله:{وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذين كَفَرُواْ} . أَى مخرجك من جملتهم ومنزِّهك أَن تفعل فعلهم. وقيل فى قوله تعالى: {لَاّ يَمَسُّهُ إِلَاّ المطهرون} ، يعنى به تطهير النَّفس [أَى] أَنَّه لا يبلغ حقائق معرفته إِلَاّ من
يطهّر نفسه من دَرَن الفساد والجهالات والمخالفات. وقوله: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} ، قالوا ذلك تَهكّما حيث قال:{هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}
وقوله: {لَّهُمْ فِيهَآ / أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ} ، أَى مطهَّرات من دَرَن الدّنيا وأَنجاسها. وقيل: من الأَخلاق السيّئة، بدلالة قوله:{عُرُباً أَتْرَاباً}
وقوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قيل معناه: نفسك نزِّهها عن المعايب. وقيل: طهّره عن الأَغيار.
وقوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ} . حثٌّ على تطهير القلب لدخول السكينات فيه المذكورة فى قوله: {هُوَ الذي أَنزَلَ السكينة فِي قُلُوبِ المؤمنين} .
والطَّهُور، قد يكون مصدرًا على فَعُول فيما حكى سيبويه من قولهم: تطهّرت طَهُورًا، وتوضَّأْت وَضُوءًا، ومثله وَقَدْت وَقُودًا، وقد يكون اسمًا غير مصدر كالفَطُور اسما لما يُفطر به، والسَّحُور، والوَجُور، والسَّعُوط والذَّرُور. وقد يكون صفة كالرّسول، وعلى ذلك قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ
رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} تنبيهًا أَنَّه بخلاف ما ذكر فى قوله: {ويسقى مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ} .
وقوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السمآء مَآءً طَهُوراً} ، قال أَصحاب الشَّافعىّ: الطَّهُور بمعنى المُطَهِّر. قال بعضهم: هذا لا يصحّ من حيث اللفظ، لأَن فَعولا لا يُبْنَى من أَفعل وفعَّل، وإِنما يُبنى من فَعَل. أَجاب بعضهم أَن ذلك اقتضى التطهّر من حيث المعنى، وذلك أَنَّ الطاهر ضربان: ضرب لا يتعدّاه الطهارة؛ كطهارة الثوب فإِنه طاهر غير مطهَّر به، وضرب تتعدّاه فيَجعل غيره طاهرًا به، فوصف الله الماءَ بأَنَّه طَهور تنبيهًا على هذا المعنى. ويقال: التوبة طَهُور للمذنب.
وتطهَّر من الإِثم: تنزَّه منه. وهو طاهر الثياب: نَزِهٌ من مدانس الأَخلاق.