الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الردف
قال تعالى: {قُلْ عسى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم} ، قال ابن عرفة: أَى دنا لكم، وقال غيره: جاءَ بعدكم. وقيل معناه: رَدِفكم وهو الأَكثر. وقال الفرّاءُ: دخلت اللام لأَنَّه بمعنى [قرب] لكم، واللام صلة كقوله تعالى:{إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} . وقال الأَعرج: (رَدَف لكم) فتح الدال.
والرِّدْف - بالكسر -: المرتَدَف، وهو الذى يركب خلف الراكب. وكلّ ما تبع شيئاً فهو رِدْفه. والرِّدْف أَيضاً: الكَفَل.
لها خصور وأَرْداف تنوء بها
…
رمل النقا وأَعالى متنِها رُودُ
وأَرداف النجوم: تواليها. والرِّدْفان: اللِّيل والنهار.
ورِدْف الملِك: الَّذى يجلس عن يمينه، فإِذا شرب الملك شرب الرِّدْف قبل النَّاس، وإِذا غزا الملِك قعد الرِّدف موضعه. والرّديف: المرتدَف كالرِّدْف. والرَّدَافة: فعل رِدْف الملك كالخِلافة. وكانت الرِّدفة لبنى يربوع فى الجاهليّة، لأَنَّه لم يكن فى العرب أَحد أَكثر غارة على ملوك الحيرة من بنى يربوع
فصالحوهم على أَن جعلوا لهم الرِّدافة ويكفُّوا عن أَهل العراق.
ورَدِفه - بالكسر - أَى تبعة. والرَّادفة فى قوله تعالى: {تَتْبَعُهَا الرادفة} : النفخة الثانية. وأَردفته معه أَى أَركتبه معه. وأَردفه أَمرٌ: لغة فى رَدِفَه، مثال تبعه وأَتبعه.
وقوله تعالى: {مِّنَ الملائكة مُرْدِفِينَ} ، قال الفرّاءُ: أَى متتابعين. وقال غيره: أَى جائين بعد. وقال بعضهم: معناه مُرْدِفِين ملائكة أُخرى، فعلى هذا يكونون ممَدّين بأَلْفين من الملائكة. وقيل: عنى بالمردفِين المتقدِّمين للعسكر يُلْقُونَ فى قلوب العِدَا الرُّعْب. وقال أَبو جعفر ونافع، ويعقوب، وسهل:(مُرْدَفين) بفتح الدّال، أَى فُعل ذلك بهم، أَى أَردفهم الله بغيرهم. وقيل: مردَفين أَى أُردِف كلُّ إِنسان مَلَكًا. قال خزيمة (من بنى) نهد:
إِذا الجوزاءُ أَرْدَفَتْ الثريَّا
…
ظننتُ بآل فاطمةَ الظُّنونا
ظننت بها وظَنُّ المرْء حُوبٌ
…
وإِن أَوفَى وإِن سَكَن الحَجُونا
وحالت دون ذلك من همومى
…
همومٌ تُخرج الداءُ الدّفينا
قال الخليل: سمعت رجلاً بمكَّة، يزعمون أَنه من القُرَّاء، وهو يقرأ (مُرُدِّفِينَ) بضمّ الميم والرّاءِ وكسر الدَّال المشدّدة، وعنه فى هذا الوجه كسر الرّاء. فالأُولى أَصلها مُرْتدفِين، لكن بعد الإِدغام حركت الرّاءُ بحركة الميم. وفى الثانية حرّكت الرّاءُ السّاكنة بالكسر. وعنه فى هذا الوجه [و] عن غيره فتح الراء، كأَن حركة التاءِ ألْقِيت عليها. وعن الجَحْدرىّ: بسكون الراءِ وتشديد الدّال جمعاً بين الساكنين.
يقال: أَتينا فلانا فارتدفناه، أَى أَخذناه من ورائه أَخْذًا. واستردفه: سأَله أَن يُردفه. وترادفَا: تعاونَا.