الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الرج والرجز والرجس
الرَّجّ: تحريك الشىءِ وإِزعاجه. رَجَّه فارْتجَّ. قال تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الأرض رَجّاً} . والرّجرجة: الاضطراب. وكتيبة رَجْراجة، وجارية رجراجة. وارتجَّ كلامُه: اضطرب.
والرجز أَصله الاضطراب، ومنه قولهم: رَجِز البعيرُ يَرْجَز رَجَزا فهو أَرْجز، [وناقة] رجزاءُ: إِذا تقارب خَطْوه واضطرب لِضعفٍ فيه. وشُبِّه الرَجَز به فى الشعر لتقارب [أَجزائه] وتصوّر رَجَزٍ فى اللسان عند إِنشاده، ويقال لنحوه من الشعر: أُرجوزة وأَرَاجيز. ورَجَز فلان وارتجزَ: إِذا عمل ذلك، أَو أَنشده. وهو راجز ورَجَّاز.
وقوله تعالى: {عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ} فالرِّجز ههنا كالزَّلزلة. وقوله: {والرجز فاهجر} قيل: هو صَنم، وقيل: هو كناية عن الذَّنب فسمّاه بالمآل كتسمية النَّدَى شحمًا. وقوله: {وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشيطان}
الشيطان، هنا عبارة عن الشُّهوة، فإِن كلَّ قوَّة ذميمة تسمى شيطاناً. وقيل: بل أَرَاد برجْز الشيطان ما يدعو إِليه من الكفر والبهتان والفساد.
والرِّجس: الشىءُ القَذِر. يقال: رجل رِجْسٌ، ورجال أَرجاس.
وهو على أَربعة أَوجه: إِمَّا من حيث الطَّبع، وإِمّا من جهة العقل، وإِمّا من جهة الشرع، وإِمّا من كلِّ ذلك، كالمَيتة فإِنَّها تُعاف طبعًا وعقلاً وشرعاً.
والرّجس من جهة الشرع: الخمر والمَيْسِرِ، وقيل: إِنَّ ذلك رِجْسٌ من جهة العقل، وعلى ذلك نبَّه بقوله {وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} لأَنَّ كلَّ ما يزيد إِثمُه على نفعه فالعقل يقتضى اجتنابَه. وجعل الكافرين رجساً من حيث إِنَّ الشرك أَقبح الأَشياء.
وقوله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرجس عَلَى الذين لَا يَعْقِلُونَ} ، قيل: الرّجس: النَتْن، وقيل: العذاب، وذلك كقوله:{إِنَّمَا المشركون نَجَسٌ} .
وقوله: {أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} وذلك من حيث الشرع. والله أَعلم.
وقوله تعالى: {قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ} أَى عذاب.
وقوله تعالى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ} أَى نِفاقًا إِلى نِفاقهم.
وقوله: {فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان} ، الرّجس بمعنى الصَنم.
قال الشاعر:
الغَدْرُ فى الشِيمة رِجْسٌ نِجْسُ
…
وإِنما الغادر جِبْسٌ نِكْسُ
فلا تمبلنَّ إِليه النفس
…
فإِنما ذلك خُلْق بَخْسُ