الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى شرك
الشِّركة والمشاركة: خَلْط المِلْكين. وقيل: هو أَن يوجد شىء لاثنين فصاعدًا، عينًا كان ذلك الشىء أَو معنى؛ كمشاركة الإِنسان والفَرَس فى الحيوانيّة، ومشاركة فرس وفرس فى الكُمْتة والدّهمة يقال: شَرِكْتُه، وشارَكته، وتشاركوا، واشتركوا، وأَشرَكته فى كذا.
قال تعالى: {وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي} ، وفى الحديث:"اللهمّ أَشرِكنا فى دعاءِ الصّالحين". ويروى أَنَّ الله تعالى قال لنبيّه صلى الله عليه وسلم: إِنِّى شرَّفتك وفضّلتك على جميع خَلْقى، وأَشركتك فى أَمرى، أَى جعلتك بحيث تُذكر معى، فأَمرتُ بطاعتك مع طاعتى، نحو:{أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرسول} .
وجَمْع الشَريك: شُرَكاء.
وشِرْك الإِنسان فى الدّين ضربان: أَحدهما: الشِرْك العظيم، وهو إِثبات شرِيك لله، تعالى الله عن ذلك، يقال: أَشرك فلان بالله. وذلك أَعظم كفر.
والثانى: شرك صغير، وهو مراعاة غير الله معه فى بعض الأُمور، وذلك كالرّياءِ والنفاق المشار ِإليه بقوله:{جَعَلَا لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتَاهُمَا} .
وقوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله إِلَاّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} قال بعضهم: معنى قوله: {وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} أَى واقعون فى شَرَك الدّنيا أَى حِبَالتها. قال: ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "الشِرْك فى هذه الأُمّة أَخفى من دَبِيب النَّمل على الصّفا". قال: ولفظ الشِّرْك من الأَلفاظ المشتركة.
وقوله: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً} فمحمول على الشِّرْكَيْن.
وقوله: {فاقتلوا المشركين} فأَكثر الفقهاءِ يحملونه على الكافرين جميعًا؛ لقوله تعالى: {وَقَالَتِ اليهود عُزَيْرٌ ابن الله وَقَالَتْ النصارى المسيح ابن الله} ، وقيل: هم مَنْ عدا أَهلَ الكتاب، لقوله تعالى:{إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا} ، فأَفرد المشركين عن اليهود والنَّصارى.
وقيل: إِنَّ الشرك والشريك ورد فى القرآن على ستة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى الإِشراك بالله: {وَمَن يُشْرِكْ بالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السمآء} {لَا تُشْرِكْ بالله إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ، {إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} ونظائره كثيرة.
الثَّانى: الشِّرك فى الطاعة: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً} .
الثالث: الشرك مع أَحدٍ فى أَمرٍ: {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السماوات} .
الرَّابع: الشِّرك بمعنى الشَّريك إِبليس: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتَاهُمَا} .
الخامس: بمعنى الأَصنام والأَوثان: {فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ} .
السّادس: بمعنى الشريك المعروف: {فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ} ، قال:
تأَمّل فى نبات الأَرض وانظر
…
إِلى آثار ما صَنع المليكُ
عيونٌ من لُجَينٍ فاتراتٌ
…
على أَحداقها ذهبٌ سَبِيك
على قُضُب الزَّبَرْجَدِ شاهدات
…
بأَنَّ الله ليس له شريكُ