الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الروم والروى والريب والريش والريع والرين
الرَّوْمُ، والمرام: الطَّلب. والرُّوم - بالضَّم -: جِيلٌ من ولد / الرّوم ابن عيصو. وهو رُومىٌّ، وهم رُوم.
والرَّوَى والرِّىّ والرَّىّ: ضد العَطَش. رَوِى من الماءِ واللَّبن يَرْوَى - كَرضِىَ يرضَى - رِيًّا ورَيًّا. ورَوَى وتَرَوَّى وارْتَوَى، بمعنى، والاسم الرِّىُّ، قال تعالى:{هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً} . فمن لم يهمز جعله من رَوِىَ، كأَنَّه رَيّان من الحسن، ومن همز فلِلَّذى يُرْمَق من حسنه.
والرَّيْب: صَرْف الدّهر، سُمِّى به لِمَا يتوهَّم فيه من المكر، والحاجةُ، والظَّنَّة، والتُّهَمة كالرِّيبة بالكسر، وقد رابنى، وأَرابنى. وأَرَبْتُه: جعلت فيه ريبة. وقيل: الرَّيب أَنْ يتوَهَّم بالشىءِ أَمرًا ما فينكشف عمًا يتوهَّمه، ولهذا قال تعالى:{لَا رَيْبَ فِيهِ} ، والإِرابة: أَنْ يتوهَّم فيه أَمرًا فلا ينكشف عمًا يتوهَّمه.
وقوله تعالى: {نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون} سماه رَيْبًا من حيث إِنَّه يُشَكّ فى قوت حصوله، لأَنَّه مشكوك فى كونه. فالإِنسان أَبدًا فى ريب المنون من جهة وقته لا من جهة كونه. قال الشاعر:
النَّاس قد علِمُوا أَن لا بقاءَ لهم
…
لو أَنَّهُم عَمِلُوا مقدار ما عَلِمُوا!
والارتياب يجرى مَجْرى الإِرابة. ونفى عن المؤْمنين الارتياب فقال: {وَلَا يَرْتَابَ الذين أُوتُواْ الكتاب والمؤمنون} ، وقال:{إِنَّمَا المؤمنون الذين آمَنُواْ بالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ} .
والرِّيبة: اسم من الرِّيب، قال تعالى:{لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الذي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ} ، أَى يدلُّ على دَغَل وقِلَّة يقين منهم.
ورِيش الطَّائر معروف. وقد يختصّ بالجناح من بين سائره، ولكون الرّيش للطائر كالثياب للإِنسان استعير للثياب، قال تعالى:{لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً} . ورِشْتُ السَّهْمَ أَريشه: جعلتُ عليه الرِّيش. واستعير لإِصلاح الأَمر فقيل: رِشْت فلانًا فارتاش: أَى حسُن حاله. قال:
فرِشْنى بخيرٍ طَالَما قد بَرَيْتَنِى
…
فخير الموالِى مَن يَرِيش ولا يَبرى
والرِّيع - بالكسر -: المكان العالى. قال تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} ، ومنه استعير الرَّيع للزِّيادة والارتفاع الحاصل.
والرِّيْن: الطَّبَع والدَّنَس، والصّدأُ يعلو الشىءَ الجلىَّ. ران على قلبه رَيْنَة ورَيْنًا ورُيُونا: غلب. وكلُّ ما غلبك فقد رانك، وران بك وران عليك. قال تعالى:{كَلَاّ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ} أَى صار ذلك كصَدَإٍ على جِلاءِ قلوبهم فعَمّى عليهم معرفة الخير من الشرِّ.