الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى ظن
الظَنّ: علم يحصل من مجرَّد أَمَارة، ومتى قَوِيَتْ أَدّت إِلى العِلم، ومتى ضعُفت جدًّا لم يَتجاوز حَدّ التوهّم، ومتى قَوِىَ أَو تُصوّر بصورة القوىّ استُعمل معه أَنَّ المثقَّلة وأَنِ المخففة منها، ومَتى ضعف استُعمل معه أَنِ المختصّة بالمعدوم من القول والفعل. وجمع الظنّ: ظُنُونٌ وأَظانِينُ. وفى الأَحاديث القُدسيّة: "أَنا عند ظنّ عبدى بى، وأَنا معه إِذا ذكرنى". وفى الحديث الصّحيح: "إِيّاكم والظنّ، فإِن الظنّ أَكذب الحديث". وقال: "لايموتَنّ أَحدكم إِلَاّ وهو يحسن الظنّ بالله". قال الشاعر:
أَحسنتَ ظنَّك بالأَيَّام إِذْ حَسُنت
…
ولم تخَفْ سُوءَ ما يأتى به القَدَرُ
وسالَمَتْكَ اللَّيالى فاغتررتَ بها
…
وعند صفْو الليالى يحدُث الكَدَرُ
وقد ورد الظنّ فى القرآن مجملاً على أَربعة أَوجه:
بمعنى اليقين، وبمعنى الشكّ، وبمعنى التُهَمة، وبمعنى الحُسْبَان.
فالذي بمعنى اليقين فى عشرة مواضع: {يَظُنُّونَ أَنَّهُم ملاقوا رَبِّهِمْ} {وَظَنَّ أَنَّهُ الفراق} ، {إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} ، {وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ الله فِي الأرض} ، {أَلا يَظُنُّ أولائك أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ} ، {وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ} ، {وظنوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} ، يعنى رُكَّاب السّفن فى البحر. {وظنوا أَن لَاّ مَلْجَأَ مِنَ الله إِلَاّ إِلَيْهِ} ، يعنى المتخلِّفين من غزوة تَبُوك. {إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ الله} ، {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} .
وأَمّا الذى بمعنى الشكّ والتُهَمَة فعلى وجوه مختلفة: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} : لن نضيّق عليه. {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ الله} ، {وَتَظُنُّونَ بالله الظنونا} ، يعنى فى حرْب الأَحزاب، {إِنْ هُمْ إِلَاّ يَظُنُّونَ} يعنى اليهود. {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} ؛ {وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السوء} يعنى المنافقين فى حقّ المؤمنين. {الظآنين بالله ظَنَّ السوء} ، {يَظُنُّونَ بالله غَيْرَ الحق ظَنَّ الجاهلية} . {إِن نَّظُنُّ إِلَاّ ظَنّاً} ، يعنى فى حقّيّة البعث، {وظنوا أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ الله} يعنى بنى قُرَيْظَة وحصونهم
{إِنَّ الظن لَا يُغْنِي مِنَ الحق شَيْئاً} . {وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ الإنس والجن عَلَى الله كَذِباً} ، {وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ} . {إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ بلى} يعنى أَبا جهل ظنّ أَن لا يعاد.
وقوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الغيب بِضَنِينٍ} يعنى أَنَّ النبىّ صلى الله عليه وسلم غيرُ متَّهم فيما يقول.
والظنّ فى كثير من الأُمور مذموم، ولهذا قال تعالى:{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَاّ ظَنّاً إِنَّ الظن لَا يُغْنِي مِنَ الحق شَيْئاً} ، وقال تعالى:{اجتنبوا كَثِيراً مِّنَ الظن إِنَّ بَعْضَ الظن إِثْمٌ} .
وفيه ظِنَّة، أَى تُهَمة. وهو ظِنَّتى، أَى موضع تُهْمتى. وبئر ظَنُونٌ: لا يُوثَقُ بمائها. ورجل ظَنُونٌ: لا يوثق/ بخبَره.
وهو مَظِنِّة للخير، وهو من مظانِّه. وظنَنْت به الخير فكان عند ظنِّى.