الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى صمع وصنع
يقال: هو أَصمع القلب: إِذا كان متيقِّظًا ذكيًّا. والأَصمعان: القلب الذكىّ والرّأُى الحازم. والأَصمع: الصّغير الأُذُن. والصّمعاءُ من النبت: ما كان مدقَّقًا مُدَمْلَكًا. وقيل: كلّ بُرعومة ما دامت مجتمْعة منضمّة لم تَتَفتَّح فهى صَمعاءُ.
وصَوْمعة النَّصارَى سمّيت صومعة لأَنَّها دقيقة الرّأْس. وقال ابن عبّاد: يقال: صوامعٌ أَيضًا. ويقال للعُقَاب: صومعة لأَنَّها أَبدًا مرتفعة منتصبة على شَرَف. والصّوامع: البرانِس. وصومعة الثريد: ذروتها.
وظبى مصمَّع، أَى مؤلَّل. وثريدة مصمّعة، أَى مدقِّقة الرأْس محدّدته. وصومعَ الثريدة: دَقَّقها وحدّد رأْسَها.
والصُّنْع - بالضمّ -: مصدر قولك: صَنع إِليه معروفًا. وصنع به صنيعًا قبيحًا، أَى فعل. وقول النبىّ صلى الله عليه وسلم:"إِن من كلام النبوّة الأُولى إِذا لم تستَحْىِ فاصنع ما شئت"، أَى اصنع ما شئت فإِنَّ الله مجازيك. قال ثعلب: وهذا على الوعيد، كقوله تعالى: {فَمَن شَآءَ
فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} قيل: هذا أَمر معناه الخبر، كأَنَّه قال: من لم يستَحْىِ صنع ما شاءَ. وقيل: معناه أَن يريد الرّجل أَن يعمل الخير فيدَعه حياء من النَّاس، كأَنَّه يخاف مذهب الرّياءِ، أَى لا يمنعُك الحياء من المضىّ لما أَردت. وهذا معنى صحيح يشبهه حديثه الآخر:"إِذا جاءَك الشيطان وأَنت تصلِّى فقال: إِنَّك ترائى فزدها طولاً". قال:
إِذا لم تَخْشَ عاقبةَ اللَّيالى
…
ولم تَسْتَحْى فاصنع ما تشاء
وقوله تعالى: {صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} ، قال الزَّجّاج: القراءة بالنصب، ويجوز الرّفع، فمن نصب فعلى المصدر. وقوله تعالى:{وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السحاب} دليل على الصّنعة، كأنَّه قال: صَنَعَ الله ذلك صُنْعًا. ومن قرأَ بالضمّ فعلى معنى: ذلك صنع الله.
والمَصْنَعة كالحوض يُجمع فيها ماءُ المطر، وكذلك الصِّنْع، قال الله تعالى:{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} . والمصانع: المبانى من القصور والحصون. قال لبيد رضى الله عنه:
بَلِينا وما تَبْلَى النّجومُ الطوالعُ
…
وتبقى الجبالُ بعدنا والمصانعُ
وقال الأَصمعى: العرب تسمّى القُرَى مصانع، وأَنشد لتَميم بن أُبىّ ابن مقبل:
كأَنَّ أَصواتَ أَبكار الحَمَام به
…
فى كلّ مَحْنِيَةٍ منه يُغنّينا
أَصواتُ نِسوان أَنباطٍ بمصنَعة
…
بَجّدْن للنَّوح واجْتَبْنَ التبابينا
بجَّدن: لبسن البُجُد. ويروى الأَتابينا: جمع (إِتَاب، جمع إِتْب) .
واصطنعت عند فلان صَنِيعة. واصطنعت فلانًا لنفسى، قال الله تعالى:{واصطنعتك لِنَفْسِي} ، أَى اخترتك لخاصّة أَمر أَستكفيكه. وقيل الاصطناع: المبالغة فى إِصلاح الشىء.
وقولُه تعالى: {وَلِتُصْنَعَ على عيني} إشارة إِلى نحو ما قال بعض الحكماءِ: إِنَّ الله تعالى إِذا أَحبّ عبدًا تفقَّدهُ كما يتفقَّد الصديقُ صديقه. والتصنّع: تكلُّف حُسْن السَّمْت. والمصانعة: الرّشوة، والمداراة أَيضًا. قال زُهَيْر بن أَبى سُلْمَى
ومن لم يُصانِعْ فى أُمورٍ كثيرة
…
يُضرَّسْ بأَنيابٍ ويطأْ بمَنْسِم
أَى من لم يُدارِ النَّاس غلبوه وقهروه وأَذلَّوه.