الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى صلدا وصلا
حَجَرٌ صَلْدٌ: وصَلِيد، وصَلُود: صُلْب لا يُنبِت. وجَبِينٌ صَلْدٌ وصَلِيد: أَمْلس شديد. قال رؤبة:
لَمّا رأَتنى خَلَقَ المُمَوَّهِ
…
بَرّاق أَصلادِ الجبين الأَجلَهِ
بعد غُدَانِىّ الشَّباب الأَبلَهِ
…
لَيْتَ المُنى والدّهرَ جرى السُّمَّهِ
وصَلَدَ الزَنْدُ يَصْلِد صُلُودًا: إِذا صوَت ولم يُخرج نارًا. والصَّلُود والصَّليد: الفرس الَّذى لا يَعْرق. والقِدْر البطيئة الغَلْى. وناقة صَلُود ومِصْلاد: بَكِيئة.
وقوله تعالى: {فَتَرَكَهُ صَلْداً} ، أَى حَجَرًا صَلْدًا. والصِّلد - بالكسر - لغة فى الصَّلد بالفتح. وقرأ الخليل:(فَتَرَكَهُ صِلْدًا) بالكسر.
(والصَّلَى: الإِيقادَّ بالنَّار) صَلِى بكذا، أَى بُلِى به. واصطلَى بالنَّار.
وصَلَيْتُ الشاةَ: شَوَيتها. وقوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَآ إِلَاّ الأشقى} قيل معناه: لا يصطِلى بها إِلَاّ الأَشقى.
الخليل: صلِىَ الكافر النَّارَ: قاسَى حَرّها. وصَلَى اللَّحمَ يَصلِيه صَلْيا: شَواه، وأَلقاه فى النار للإِحراق، وكأَصلاه وصلَاّه. وصَلَّى يده بالنار: سخَّنها وصلِىَ النارَ - كرضى - وبالنار صُلِيَّا وصَلَاء وصِلَاء، وتصلَاّها: قاسَى حرّها. وأَصلاه النَّار وصلَاّه إِيّاها وفيها وعليها: أَدخله إِيّاها وأَثْواه فيها. والصِّلاءُ: يقال للوَقُود وللشِّواءِ.
والصَّلاة: الدّعاء والرحمة والاستغفار، وحُسن الثناءِ من الله تعالى على رسوله، وعبادةٌ فيها ركوع وسجود، اسم يوضع موضع المصدر. وصلَّى صلاة، ولا تقل: تصلية، أَى دَعا. وقال صلى الله عليه وسلم:"إِذا دُعِى أَحدكم إِلى طعام فليُجب، فإِن كان صائما فليصلّ لأَهله". وصلاة الله للمسلمين هى فى التَّحقيق تزكيته لهم، وهى من الملائكة والنَّاس: الدّعاءُ والاستغفار. وسمّيت العبادة المعروفة صلاة كتسمية الشىء ببعض ما يتضمنّه.
والصّلاة من العبادات الَّتى لم تنفكُ شريعةٌ منها، وإِن اختلفت صُوَرها بحسب شرعٍ شرْعٍ، ولذلك قال تعالى:{إِنَّ الصلاة كَانَتْ عَلَى المؤمنين كِتَاباً مَّوْقُوتاً} .
وقال بعضهم: أَصل الصّلاة من الصَلَى. ومعنى صلَّى الرّجل أَزال عن نفسه بهذه العبادة الصَلَى الذى هو نار الله الموقدة. وبِناء صَلَّى بناءُ مَرَّض وقرَّد: إِذا أَزال المرض والقُرَاد.
ويسمّى موضع العبادة الصّلاة، ولذلك سمّيت الكنائس صَلَوات. قال تعالى:{لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} .
وكل موضع مدح الله تعالى بفعل الصّلاة أَو حثَّ عليها ذُكر بلفظ الإِقامة، نحو قوله تعالى:{والمقيمين الصلاة} ، {وَأَقِيمُواْ الصلاة} . ولم يقل المصلِّين إِلَاّ المنافقين، نحو قوله:{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الذين هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} وقوله: {وَلَا يَأْتُونَ الصلاة إِلَاّ وَهُمْ كسالى} . وإِنَّما خصّ لفظ الإِقامة تنبيهًا أَنَّ المقصود من فعلها توفية حقوقها وشرائطها، لا الإِتيان بهيآتها فقط، ولهذا رُوى أَنَّ المصلِّين كثير، والمقيمين لها قليل.
وقد ورد الصلاة فى القرآن على ثلاثة عشر وجها:
1-
بمعنى الدّعاءِ: {إِنَّ صلاوتك سَكَنٌ لَّهُمْ} .
2-
بمعنى الاستغفار: {ياأيها الذين آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} .
3-
بمعنى الرّحمة: {هُوَ الذي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} .
4-
بمعنى صلاة الخوف: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصلاة} .
5-
بمعنى صلاة الجنازة: {وَلَا تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً} .
6-
بمعنى صلاة العيد: {وَذَكَرَ اسم رَبِّهِ فصلى} .
7-
بمعنى صلاة الجمعة: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الجمعة} .
8-
بمعنى صلاة الجماعة: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصلاة اتخذوها هُزُواً} .
9-
بمعنى صلاة السَّفَر: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصلاة} .
10-
بمعنى صلاة الأُمم الماضية: {وَأَوْصَانِي بالصلاة والزكاة} .
11-
بمعنى كنائس اليهود: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} .
12-
بمعنى الصلوات الخمس: {وَأَقِيمُواْ الصلاة وَآتُواْ الزكاة} .
13-
بمعنى الإِسلام: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صلى} ، أَى لا أَسلم.
وقد ذكر الله تعالى الصّلاة فى مائة آية من القرآن العظيم. وفى كل آية إِمّا وَعَد المصلِّين بالكرامة، أَو أَوعد التَّاركين لها بالعقوبة والملامة. أَوّلها:{يُؤْمِنُونَ بالغيب وَيُقِيمُونَ الصلاة} ، وآخرها:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر}
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ البيت إِلَاّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً} ، سمّى صلاتهم مُكاءَ وتصدية تنبيهًا على إِبطال صلاتهم، وأَن لا اعتداد بفعلهم ذلك، بل هم كطيور تَمْكُو وتُصَدِّى.