الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الرسخ والرس والرسل
رَسَخ رَسُوخًا: ثبت. ورسَخ الغديرُ: نَشَّ ماؤُه ونَضَب فذهَب، والمطرُ: نَضَبَ نداهُ فى الأَرض فالتقى الثَرَيان. وأَرسخه: أَثبته. والرّاسخ فى العِلْم: المتحقِّق به الَّذى لا يعترضه شبهة. والراسخون في العلم: هم الموصوفون بقوله: {الذين آمَنُواْ بالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ} .
والرَّسّ: وادٍ بأَذْرَبِيجان فيه أَربعة آلاف نهر جارٍ، قال:
فهو لوادى الرسّ كاليَدِ لِلْفَمِ
وأَصل الرسّ: الأَثر القليل الموجود فى الشىءِ، يقال: سمعت رَسًّا من خَبَر. وَرَسَّ الحديثَ في نفْسه. ووجد رَسًّا من الحُمَّى. ورُسَّ
الميْتُ: دُفِن وجُعل أَثرًا بعد عين.
والرِّسْلُ - بالكسر - والرِّسْلَةُ: الرِفْق والتُؤَدة، والانبعاث على مَهَل. والرَّسْل /- بالفتح -: السَّهْل من السّيرِ، وقد رَسِل - بالكسر - رسَلاً ورَسَالةً. والإِرسال: التَّسليط، والإِطلاق، والإِهمال، والتَّوجيه. والاسم الرِّسالة، والرَّسالة، والرّسول، والرّسيل. والرسول: المرسَل أَيضاً، والجمع: أَرْسُلٌ ورُسُلٌ ورُسَلاءُ. والرّسول أَيضاً: الموافق لك من النِّضال ونحوه. وإِبل مَراسيل: منبعثة انبعاثاً سهلا، ومنه الرَّسول: المنبعِث. وتُصُوِّر منه تارة الرّفق فقيل: على رِسْلك: إِذا أَمرته بالرِّفق. وتارة الانبعاث فاشتُقَّ منه الرّسول.
والرَّسول تارة يقال للقول المتحمَّل كقوله:
أَلا أَبلِغْ أَبا حفصٍ رسولاً
وتارة لمتحمِّل القول. الرَّسول يقال للواحد والجمع، قال تعالى:{لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ} ، وقال:{إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العالمين} ، ولم يقل رُسُل لأَنَّ فعولا وفعيلاً يستوى فيهما المذكَّر والمؤَنَّث والواحد والجمع؛ مثل عَدُوٍّ وصديق. وقيل: معناه: إِنَّا ذَوُو رسالة ربٍّ العالمين، لأَنَّ الرّسول يذكر ويراد به الرِّسالة كما تقدّم، قال كُثَيِّر:
لقد كذب الواشون ما بُحتُ عندهم
…
بليلَى ولا أَرسلتهم برسول
أَى برسالة. وأَمَّا الرّسول بمعنى الرُّسُل فكقول أَبى ذُؤَيب:
أَلِكْنى إِليها وخَيْرُ الرسُو
…
لِ أَعْلَمهُم بنواحِى الخَبَر
أَى وخير الرُّسُل.
وقوله: {مَا وَعَدتَّنَا على رُسُلِكَ} أَى على أَلسنة رُسُلِك.
والمراسيل: الإِبل الخِفاف التى تعطيك ما عندها عَفْوًا، الواحدة رَسْلة. قال كعب بن زهير:
أَمْسَت سعاد بأرضٍ لا تبلِّغها
…
إِلَاّ العِتاقُ النَّجيبات المراسيلُ
وقوله تعالى: {والمرسلات عُرْفاً} [أَى الرياح] أُرسلت كعُرْف الفَرَسِ، وقيل: الملائكة. وقيل: الخيل.
والرَّسَل - بالتَّحريك - من الإِبل والغنم ما بين عشر إِلى خمس وعشرين، وقيل: القطيع من الإِبل والغنم.
والرِّسْل - بالكسر - الّلبَن لنزوله على تؤدة، وهو من القول: الليِّنُ الخَفِيضُ، قال الأَعشى:
فقال للمَلْك سرِّح منهم مائةً
…
رِسْلاً من القول مخفوضًا وما رَفَعا
ورُسُل الله تارة يراد بها الملائكة، وتارة يراد بها الأَنبياءُ، فمن الملائكة قوله تعالى:{إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ} ، ومن الأَنبياءِ قوله تعالى:{جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بالبينات فردوا أَيْدِيَهُمْ في أَفْوَاهِهِمْ} . وقوله تعالى: {ياأيها الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات} ، قيل: عنى به الرّسول وصَفوةَ أَصحابه، فسمّاهم رُسُلا لضمّهم إِليه، كتسميتهم المُهَلَّب وأَولاده المهالبة.
والإِرسال يقال فى الإِنسان وفى الأَشياء المحبوبة والمكروهة. وقد يكون ذلك بالتسخير كإِرسال الريح والمطر. وقد يكون ببعث مَن يكون له اختيار، نحو إِرسال الرّسل، وقد يكون ذلك بالتخلية وترك المنع نحو:{أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا الشياطين عَلَى الكافرين} .
والإِرسال يقابل بالإِمساك قال تعالى: {وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ} . قال:
ياحبيبى وخليلى
…
ومُنَى قَلْبِى ورسُولِى
فتبيّنْ وتَيقَّن
…
أَنا فى إِثْرِ الرسولِ
والرسول فى القرآن ورد على اثنى عشر وجهًا:
الأَوّل: بمعنى جبريل وميكائيل والمصطَفَين منهم: {الله يَصْطَفِي مِنَ الملائكة رُسُلاً} .
الثاني: بمعنى الأَنبياء: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} .
الثَّالث: بمعنى صالحٍ النبى: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله نَاقَةَ الله} .
الرَّابع: بمعنى نوح: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي} .
الخامس: بمعنى هود: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ} .
السادس: بمعنى موسى الكليم: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} .
السَّابع: بمعنى شُعَيب: {وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بالذي أُرْسِلْتُ بِهِ} ، {ياقوم لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي} .
الثامن: بمعنى يوسف الصّدِّيق: {وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ} إِلى قوله: {مِن بَعْدِهِ رَسُولاً} .
التَّاسع: بمعنى رُسُل بِلْقِيس إِلى سليمان: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المرسلون} .
العاشر: بمعنى شخص غير معيَّن: {أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً} .
الحادى عشر: بمعنى عيسى: {إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم} .
الثاني عشر: بمعنى سيِّد المرسلين: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ} ، {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً} ، {والرسول يَدْعُوكُمْ} ، {مَالِ هاذا الرسول} . وله نظائر.