الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة (331): لا يعتبر ملك النِّصاب في الفطرة
.
وقال أبو حنيفة: يعتبر.
1584 -
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا العبَّاس بن العبَّاس بن المغيرة ثنا أحمد بن منصور الرَّماديُّ ثنا سليمان بن حربٍ ثنا حمَّاد بن زيدٍ عن النُّعمان بن راشد عن الزُّهريِّ عن ثعلبة بن صُعَير (1) عن أبيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أدُّوا صاعًا من قمحٍ- أو قال: برٍّ - عن الصَّغير والكبير، والذَّكر والأنثى، والحرِّ والمملوك، والغنيِّ والفقير، أمَّا غنيُّكم فيزكِّيه الله، وأمَّا فقيركم فيردُّ الله عليه أكثر ممَّا أعطى ".
رواه الدَّارَقُطْنِيُّ من طريقٍ أخرى عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير (2)، وهو الصَّحيح، لأنَّ ثعلبة هو الصَّحابيُّ لا صُعَير.
ز: هذا حديثٌ مضطرب الإسناد والمتن، وقد تكلَّم فيه الإمام أحمد بن حنبل وغيره، وأنا أذكر بعض ألفاظه، وبعض ما قيل فيه:
1585 -
قال الحافظ أبو حامد أحمد بن محمَّد بن الشَّرقيِّ: حدَّثنا محمَّد ابن يحيى الذُهْلِيُّ ثنا موسى بن إسماعيل المنقريُّ أبو سلمة ثنا همَّام عن (3) بكرٍ الكوفي أنَّ الزُّهريَّ حدَّثهم عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير عن أبيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبًا، فأمر بصدقة الفطر: صاعُ تمرٍ أو صاع شعيرٍ، عن كلِّ واحدٍ - أو عن كلِّ رأسٍ -، عن الصَّغير والكبير، والحرِّ والعبد.
قال محمَّد- هو ابن يحيى الذُّهْلِيُّ (4) -: لم يقم أحدٌ هذا الحديث عن
(1) في مطبوعة "السنن": (ابن أبي صعير).
(2)
"سنن الدارقطني": (2/ 148).
(3)
في (ب): (حماد بن) خطأ.
(4)
انظر: "سنن البيهقي": (4/ 168).
الزُّهريِّ عن عبد الله بن ثعلبة إلا همَّام عن بكر، وبكر: هو ابن وائل، فوافق روايته (1) رواية ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1586 -
وقال أبو القاسم سليمان بن أحمد الطَّبرانيُّ الحافظ: حدَّثنا محمَّد بن أبان الأصبهانيُّ ثنا محمَّد بن عبد الملك الواسطيُّ ثنا عمرو بن عاصم ثنا همَّام عن بكر بن وائل عن الزُّهريِّ عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير عن أبيه أنَّ النَبيَّ صلى الله عليه وسلم قام خطيبًا، فأمر بصدقة الفطر على الصَّغير والكبير، والحرِّ والعبد، صاع تمرٍ أو صاع شعيرٍ، عن كلِّ واحدٍ- أو عن كلِّ رأسٍ - صاعُ (2) قمحٍ بين اثنين (3).
1587 -
وقال أبو إسحاق الجوزجانيُّ: حدَّثنا سليمان بن حرب ثنا حمَّاد ابن زيدٍ عن النُّعمان عن الزُّهريِّ عن ثعلبة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أدُّوا صدقة الفطر، صاعًا من قمحٍ- أو قال: بُرٍّ- عن كل إنسانٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ"(4).
1588 -
وقال الإمام أحمد بن حنبل: حدَّثنا عفَّان قال: سألت حمَّاد بن زيد عن صدقة الفطر، فحدَّثني عن نعمان بن راشد عن الزُّهريِّ عن ابن ثعلبة بن أبي صُعَير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أدُّوا صاعًا من قمحٍ- أو صاعًا من تمرٍ (5)، وشكَّ حمَّاد-، عن كلِّ اثنين صغيرٍ أو كبيرٍ، ذكرٍ أو أنثى، حرٍّ أو مملوكٍ، غنٍّي أو فقيرٍ، أمَّا غنيُّكم فيزكِّيه الله، وأمَّا فقيركم فيردُّ عليه أكثر ممَّا يعطي "(6).
(1) كذا بالأصل، ولعلها:(بروايته).
(2)
كذا بالأصل و (ب)، وفي مطبوعة "المعجم الكبير":(وصاع).
(3)
"المعجم الكبير": (2/ 87 - رقم: 1389).
(4)
ذكره ابن قدامة في "المغني": (4/ 287 - المسألة رقم: 467).
(5)
في (ب) ومطبوعة "المسند": (صاعًا من برٍّ).
(6)
"المسند": (5/ 432).
رواه أبو داود عن محمَّد بن يحيى النَّيسابوريِّ (1).
وعن عليِّ بن الحسن الدَّرَابجِرديِّ عن عبد الله بن يزيد عن همَّام عن بكر عن الزُّهريِّ عن ثعلبة بن عبد الله- أو قال: عبد الله بن ثعلبة- عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
وعن مسدَّد وسليمان بن داود العتكيِّ عن حمَّاد بن زيد عن النُّعمان بن راشد عن الزُّهريِّ- قال مسدَّد: عن ثعلبة بن عبد الله بن أبي صُعير (3) عن أبيه. وقال سليمان: عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صُعير عن أبيه- بمعناه (4).
وعن أحمد بن صالح عن عبد الرَّزَّاق عن ابن جريج قال: وقال ابن شهاب: قال عبد الله بن ثعلبة: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفطر بيومين بمعناه (5).
ورواه الإمام أحمد عن عبد الرَّزَّاق أيضًا هكذا (6).
ورواه الإمام أبو بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة في "صحيحه" عن محمَّد بن يحيى عن موسى بن إسماعيل المنقريِّ عن همام عن بكرٍ الكوفيِّ (7).
قال مُهنَّا: ذكرت لأحمد حديث ثعلبة بن أبي صُعير في صدقة الفطر
(1)"سنن أبي داود": (2/ 351 - رقم: 1617) بإسناد السابق برقم (1585).
(2)
"سنن أبي داود": (2/ 350 - 351 - رقم: 1616).
(3)
في مطبوعة "سنن أبي داود": (ثعلبة بن أبي صعير)، وما هنا موافق لما في "تحفة الأشراف" للمزي:(2/ 126 - 127 - رقم: 2073).
(4)
"سنن أبي داود": (2/ 350 - رقم: 1615).
(5)
"سنن أبي داود": (2/ 351 - 352 - رقم: 1618).
(6)
"المسند": (5/ 432).
(7)
"صحيح ابن خزيمة": (4/ 87 - رقم: 2410).
نصفُ صاعٍ من برٍّ، فقال: ليس بصحيحٍ، إنَّما هو مرسلٌ، يرويه معمر وابن جريج عن الزُّهريِّ مرسلاً. قلت: مِنْ قِبَل مَنْ هذا؟ قال: مِن قِبَل النُّعمان بن راشد، ليس هو بقويٍّ في الحديث. وضعَّف حديث ابن أبي صُعير، وسألته عن ابن أبي صُعَير: أمعروفٌ هو؟ قال: من يعرف ابن أبي صُعَير؟ ليس هو بمعروفٍ (1).
وذكر أحمد وعليُّ بن المدينيِّ= ابن أبي صُعَير فضعَّفاه جميعًا (1).
وقال ابن عبد البرِّ: ليس دون الزُّهريِّ مَنْ تقوم به حجَّةُ (2).
وقال الجوزجانيُّ: والنِّصف صاعٍ ذكره عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وروابته ليس تثبت (3).
وكذلك تكلَّم فيه ابن المنذر (4).
والنُّعمان بن راشد: قال معاوية عن يحيى بن معين: ضعيفٌ (5). وقال عبَّاس عن يحيى: ليس بشيءٍ (6). وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: مضطرب الحديث (7). وقال البخاريُّ: في حديثه وهمٌ كثيرٌ، وهو صدوقٌ في الأصل (8). وقال ابن عَدِيٍّ: والنُّعمان بن راشد قد احتمله النَّاس، روى عنه الثِّقات، مثل: حمَّاد بن زيدٍ وجرير بن حازمٍ ووهيب بن خالدٍ وغيرهم من
(1)"المغني" لابن قدامة: (4/ 287 - المسألة رقم: 467).
(2)
"التمهيد": (14/ 329 - 330).
(3)
"المغني" لابن قدامة: (4/ 287 - المسألة رقم: 467).
(4)
انظر: "المغني" لابن قدامة: (4/ 287 - المسألة رقم: 467).
(5)
"الكامل" لابن عدي: (7/ 13 - رقم: 1955).
(6)
"التاريخ": (4/ 252 - رقم: 4220).
(7)
"العلل": (2/ 493 - رقم: 3247).
(8)
"التاريخ الكبير": (8/ 80 - رقم: 2248).
الثِّقات، وله نسخةٌ عن الزُّهريِّ، لا بأس به (1).
وقال شيخنا أبو الحجَّاج في " التَّهذيب ": (خ د س) عبد الله بن ثعلبة ابن صُعَير- ويقال: ابن أبي صُعَير- العذريُّ، أبو محمَّد المدنيُّ، الشاعر، حليف بني زهرة، ويقال: ثعلبة بن عبد الله بن صُعَير، وأمُّه من بني زهرة، مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ورأسه زمن الفتح، ودعا له.
روى (خ د س) عن: النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم و (د) عن أبيه ثعلبة بن صُعير وجابر ابن عبد الله و (خ) سعد بن أبي وقَّاص وعليُّ بن أبي طالب وعمر بن الخطَّاب و (س) أبي هريرة.
روى عنه: سعد بن إبراهيم وعبد الله بن مسلم- أخو الزُّهريِّ- وعبد الحميد بن جعفر- ولم يدركه- و (خ د س) محمَّد بن مسلم بن شهاب الزُّهريُّ.
قال سعد بن إبراهيم: ثنا عبد الله بن ثعلبة بن الأصعر بن أختٍ لنا.
وقال محمَّد بن سعدٍ: كان أبوه ثعلبة بن صُعَير شاعرًا، وكان حليفًا لبني زهرة. وقال الحاكم أبو أحمد: أبو محمَّد عبد الله بن ثعلبة صُعَير العذريَّ، ابن عمِّ خالد بن عرفطة بن صُعَير، حليف بني زهرة.
قيل: إنَّه ولد قبل الهجرة، وقيل: بعد الهجرة، وتوفِّي سنة سبعٍ- وقيل: سنة تسعٍ- وثمانين، وهو ابن ثلاث وثمانين، وقيل: ابن ثلاث وتسعين، وقيل غير ذلك في تاريخ وفاته، ومبلغ سنِّه (2) O.
*****
(1)" الكامل": (7/ 14 - رقم: 1955).
(2)
"تهذيب الكمال" للمزي: (14/ 353 - 354 - رقم: 3193).