الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة (375): إذا دخل في صوم التَّطوُّع لم يلزمه إتمامه، فإن أفطر لم
يلزمه القضاء.
وقال أبو حنيفة ومالك: يلزمه، فإن أفطر وجب القضاء.
لنا أربعة أحاديث:
1897 -
الحديث الأوَّل: قال الإمام أحمد: حدَّثنا وكيع ثنا شعبة عن قتادة عن أبي أيُّوب الهجريِّ (1) عن جويرية أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على جويرية في يوم جمعة وهي صائمةٌ، فقال لها:" أصمتِ أمس؟ " قالت: لا. قال: " تصومين غدًا؟ " قالت: لا. قال: " فأفطري "(2).
انفرد بإخراجه البخاريُّ (3).
1898 -
طريقٌ آخرٌ: قال أحمد: وحدَّثنا محمَّد بن جعفر ثنا سعيد (4) عن قتادة عن سعيد بن المسيَّب عن عبد الله بن عمرو أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على جويرية بنت الحارث وهي صائمةٌ، في يوم جمعة، فقال لها:" أصمت أمس؟ "
فقالت: لا. قال: " أتريدين أن [تصومي] (5) غدًا؟ " فقالت: لا. قال: " فأفطري إذًا "(6).
(1) كذا بالأصل و (ب)، وفي "التحقيق":(العتكي).
وفي هامش الأصل: (حـ: كذا فيه: " الهجري "، وكذا وجدته في "المسند"، والمعروف: العتكي المراغي الأزدي يحيى بن مالك، ويقال: حميد [كذا بالأصل، والصواب: حبيب] و [] من البصرة) ا. هـ ومحل البياض لم نتمكن من قراءته.
(2)
"المسند": (6/ 324).
(3)
"صحيح البخاري": (3/ 498)؛ (فتح- 4/ 232 - رقم:1986).
(4)
في "التحقيق": (شعبة).
(5)
في الأصل: (تصومين) والمثبت من (ب) و"التحقيق".
(6)
"المسند": (2/ 189).
ز: رواه النَّسائيُّ عن إسماعيل بن مسعود عن بشر بن المفضَّل عن سعيد به (1) O.
1899 -
الحديث الثَّاني: قال أحمد: وحدَّثنا يحيى عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أمِّ المؤمنين أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأتيها وهو صائم، فيقول:" أصبح عندكم شيءٌ تطعمونيه؟ " فتقول: لا، ما أصبح عندنا شيءٌ. فيقول:" إنِّي صائمٌ ". ثمَّ جاءها بعد ذلك، فقالت: أهديت لنا هديَّة، فخبأنا لك. قال:" ما هي؟ " قالت: حَيْس. قال: " قد أصبحت صائمًا ". فكل (2).
انفرد بإخراجه مسلمٌ (3).
زْ: 1900 - قال البيهقيُّ: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمَّد بن نصر الإمام ثنا أبو كامل ثنا عبد الواحد بن زياد، [قال: وأخبرنا أبو عمرو ثنا عبد الله بن محمَّد ثنا بشر بن معاذ العَقَدِيُّ ثنا عبد الواحد بن زياد،] (4) ثنا طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله حدَّثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أمِّ المؤمنين قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: " يا عائشة، هل عندك شيءٌ؟ " قالت: قلت: لا، والله ما عندنا شيءٌ. قال:" إنِّي صائمٌ ". قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهديت لنا هديَّة - أو جاءنا زَوْرٌ (5) -، فلمَّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله،
(1)"السنن الكبرى": (2/ 142 - رقم: 2753).
(2)
"المسند": (6/ 49).
(3)
"صحيح مسلم": (3/ 159)؛ (فؤاد- 2/ 808 - رقم: 1154).
(4)
زيادة استدركت من (ب) و"سنن البيهقي".
(5)
في " النهاية ": (2/ 318 - زور): (الزَّوْر: الزائر) أ. هـ
أهديت لنا هدّيَة- أو جاءنا زَوْرٌ -، وقد خبَّأت لك شيئًا. قال:" ما هو؟ " قلت: حَيْسٌ. قال: " هاتيه ". فجئت به، فأكل، ثمَّ قال:" قد كنت أصبحت صائمًا ". قال أبو عبد الله: لفظ العَقَدِيُّ.
رواه مسلمٌ في " الصَّحيح "(1) عن أبي كامل الجَحْدَريِّ، وزاد فيه: قال طلحة: فحدَّثت مجاهدًا بهذا الحديث، قال: ذلك بمنزلة الرَّجل يخرج الصَّدقة من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.
1901 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزير ثنا أبو العبَّاس محمَّد ابن يعقوب أنا الرَّبيع بن سليمان أنا الشَّافعيُّ أنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن عمَّته عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: دخل عَلَيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنَّا خبَّأنا لك حَيْسًا. فقال: " أما إنِّي كنت أريد الصَّوم، ولكن قرِّبيه ".
هكذا رواه الجماعة عن سفيان بن عيينة، وكذلك رواه جماعة عن طلحة ابن يحيى، لم يذكر أحد منهم القضاء في هذا الحديث.
1902 -
وقد أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا أبو محمَّد بن حيَّان الأصبهانيُّ ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل ثنا محمَّد بن عمرو بن العبَّاس ثنا سفيان بن عيينة عن طلحة بن يحيى عن عمَّته عن عائشة قالت: دخل عَلَيَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقلت: خبَّأنا لك حَيْسًا. فقال: " إنِّي كنت أريد الصَّوم، ولكن قرِّبيه، واقضي يومًا مكانه ".
وكان أبو الحسن الدَّارَقُطْنِيُّ (2) يحمل في هذا اللفظ على محمَّد بن عمرو ابن العبَّاس الباهليِّ هذا، ويزعم أنَّه لم يروه بهذا اللفظ غيره، ولم يتابع عليه.
(1)(3/ 159)؛ (فؤاد- 2/ 808 - رقم: 1154).
(2)
هو في "السنن": (2/ 177).
وليس كذلك، فقد حدَّث به ابن عُيينة في آخر عمره، وهو عند أهل العلم بالحديث غير محفوظٍ:
1903 -
أخبرنا بذلك أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمَّد الأُرْمَويُّ أنا شافع بن محمَّد أنا أبو جعفر بن سلامة ثنا المزنيُّ ثنا الشَّافعيُّ أنا سفيان
…
فذكر هذا الحديث، بهذا اللفظ الذي رواه الرَّبيع، وزاد في آخره:" سأصوم يومًا مكانه ".
قال المزنيُّ: سمعت الشَّافعيَّ يقول: سمعت سفيان عامة مجالسه لا يذكر فيه: " سأصوم يومًا مكانه "، ثمَّ عرضته عليه قبل أن يموت بسنة فأجاب فيه:" سأصوم يومًا مكانه ".
قال البيهقيُّ: وروايته عامَّةُ دهره لهذا الحديث لا يذكر فيه هذا اللفظ، مع رواية الجماعة عن طلحة بن يحيى لا يذكره منهم أحد، منهم: سفيان الثَّوريُّ وشعبة بن الحجَّاج وعبد الواحد بن زياد ووكيع بن الجرَّاح ويحيى بن سعيد القطَّان ويعلى بن عبيد وغيرهم، فدلَّ على خطأ هذه اللفظة، والله أعلم.
وقد روي من وجه آخر عن عائشة ليس فيه هذه اللفظة:
1904 -
حدَّثناه أبو بكر محمَّد بن الحسن بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن معاذ عن سِماَك عن عكرمة عن عائشة قالت: دخل عَلَيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال:" أعندك شيءٌ؟ " قلت: لا. قال: " إذًا أصوم ". قالت: ودخل عَلَيَّ يومًا آخر، فقال:" أعندك شيءٌ؟ " قلت: نعم. قال: " إذًا أفطر، لإن كنت فرضت الصَّوم ".
وهذا إسنادٌ صحيحٌ (1) 0 انتهى ما ذكره.
(1)"سنن البيهقي": (4/ 274 - 275).
1905 -
قال النَّسائيُّ في " السُّنن الكبير ": أخبرنا محمَّد بن منصور ثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن عمَّته عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: إنَّ عندنا حيسًا، قد خبَّأناه لك. قال:" قرِّبوه ". فكل، وقال:" إنِّي كنت أردت الصَّوم، ولكن أصوم يومًا مكانه ".
قال أبو عبد الرَّحمن: هذا خطأٌ، قد روى هذا الحديث جماعةٌ عن طلحة، فلم يذكر أحدٌ منهم:" ولكن أصوم يومًا مكانه ".
1906 -
أخبرنا عليُّ بن عثمان ثنا المعافى بن سليمان ثنا [خطَّاب](1)
ابن القاسم عن خُصيف عن عكرمة عن ابن عبَّاس أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل على
حفصة وعائشة وهما صائمتان، ثمَّ خرج، فرجع وهما تأكلان، فقال:" ألم تكونا صائمتين؟ " قالتا: بلى، ولكن أهُدي لنا هذا الطَّعام، فأعجبنا، فكلنا منه. قال:" صوما يومًا مكانه ".
قال أبو عبد الرَّحمن: هذا الحديث منكرٌ، وخُصيف ضعيفٌ في الحديث، وخطَّاب لا علم لي به (2) O.
1907 -
قال المصنِّف: طريقٌ آخرٌ: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: حدَّثنا أبو بكر النَّيسابوريُّ ثنا حمَّاد بن الحسن بن عَنْبسة ثنا أبو داود ثنا سليمان بن معاذ الضَّبِّيُّ عن سِماَك بن حرب عن عكرمة قال: قالت عائشة: دخل عَلَيَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال:" عندك شيءٌ؟ " قلت: نعم. قال: " إذًا أطعم، وإن كنت قد فرضت الصَّوم".
(1) في الأصل و (ب): (عتَّاب)، والتصويب من "السنن الكبرى".
(2)
"السنن الكبرى": (2/ 249 - رقمي: 3300 - 3301)، وكلام النسائي في خصيف وخطاب غير موجود في مطبوعة "السنن الكبرى"، ولكن ذكره المزي في "تحفة الأشراف":(5/ 130 - رقم: 6071).
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هذا إسنادٌ [حسنٌ](1) صحيحٌ (2).
ز: هذا الإسناد ليس مذكورًا في شيءٍ من "الكتب السِّتَّة"، وسليمان بن معاذ هو: ابن قَرْم بن معاذ الضَّبيُ، روى له مسلمٌ (3)، لكن لا أدري هل روى له متابعةً أم أصلاً؟ ووثَّقه أحمد (4)، وضعَّفه ابن معين (5) والنَّسائيُّ (6)، وقال ابن حِبَّان: كان رافضيًّا غاليًا، وكان يقلب الأخبار (7). وقال الإمام أحمد بن حنبل أيضًا: لا أرى به بأسًا، لكنه كان يفرط في التَّشيُّع (8).
وسِمَاك بن حرب: روى له مسلمٌ (9)، ووثَّقه ابن معين (10) وغيره، وكان شعبة يضعِّفه (11)، وقال يعقوب بن شَيْبة: روايته عن عكرمة خاصةً مضطربة، وهو في غير عكرمة صالحٌ (12) O.
1908 -
الحديث الثَّالث: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وحدَّثنا يعقوب بن إبراهيم البزَّاز ثنا الحسن بن عرفة ثنا عليُّ بن ثابت عن محمَّد بن عبيد الله عن عطاء عن أمِّ سلمة أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصبح من الليل وهو يريد الصَّوم، فيقول: " أعندكم
(1) زيادة من (ب) و"التحقيق" و"سنن الدارقطني".
(2)
"سنن الدارقطني": (2/ 175 - 176).
(3)
"رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (1/ 272 - رقم: 584).
(4)
"تهذيب الكمال" للمزي: (12/ 52 - 53 - رقم: 2555).
(5)
"التاريخ" برواية الدوري: (3/ 412 - رقم: 2011).
(6)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 116 - رقم: 251).
(7)
"المجروحون": (1/ 332).
(8)
"الضعفاء الكبير" للعقيلي: (2/ 137 - رقم: 625) من رواية محمد بن عوف عنه. (9)"رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (1/ 292 - رقم: 631).
(10)
"الكامل" لابن عدي: (3/ 460 - رقم: 875) من رواية ابن أبي مريم.
(11)
المصدر السابق.
(12)
"تهذيب الكمال" للمزي: (12/ 120 - رقم: 2579).
شيءٌ؟ أتاكم شيءٌ؟ ". قالت: فنقول: أو لم تصبح (1) صائمًا؟ فيقول: " بلى، ولكن لا بأس أن أفطر، ما لم يكن نذرًا، أو قضاء رمضان " (2).
قال المصنِّف: محمَّد بن عُبيد الله هو: العَرْزَمِيُّ، ضعيفٌ.
ز: هذا الحديث لم يخرِّجه أحدٌ من أصحاب " السُّنن الأربعة "، والعَرْزَمِيُّ: تركوه، والله أعلم O.
1909 -
الحديث الرَّابع: قال التَّرمذيُّ: حدَّثنا قتيبة ثنا أبو الأحوص عن سِماَك بن حرب عن ابن أمِّ هانئ عن أمِّ هانئ قالت: كنت قاعدة عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فأُتي بشرابٍ، فشرب منه، ثمَّ ناولني فشربت، فقلت: إنِّي أذنبت، فاستغفر لي. فقال:" وما ذاك؟ " قلت: كنت صائمةً فأفطرت. فقال: " أَمِن قضاء كنت تقضينه؟ " قلت: لا. قال: " فلا يضرُّك "(3).
1910 -
طريقٌ آخرٌ: قال الإمام أحمد: حدَّثنا أبو داود الطَّيالسيُّ ثنا شعبة عن جعدة عن أمِّ هانئ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فدعا بشرابٍ، فشرب، ثمَّ ناولها، فشربت، وقالت: يا رسول الله، أما إنِّي كنت صائمةً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصَّائم المتطوِّع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أقطر ". قال: قلت له: سمعته من أمِّ هانئ؟ قال: لا، حدَّثنيه أبو صالح وأهلنا عن أمِّ هانئ (4).
1911 -
طريقٌ آخرٌ: قال أحمد: ثنا محمَّد بن جعفر ثنا شعبة عن جعدة عن أمِّ هانئ- وهي جدَّته- أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح،
(1) في "التحقيق": (لعله يصبح)!
(2)
"سنن الدارقطني": (2/ 175).
(3)
" الجامع: (2/ 101 - رقم: 731).
(4)
"المسند": (6/ 341).
فأُتي بإناءٍ، فشرب، ثمَّ ناولني، فقلت: إنِّي صائمةٌ. فقال: " إنَّ المتطوِّع أميرٌ على نفسه، فإن شئت فصومي، وإن شئت فأفطري "(1).
1912 -
طريقٌ آخرٌ: قال أحمد: وثنا بهز ثنا حمَّاد بن سلمة ثنا سِمَاك ابن حرب عن هارون بن بنت أمِّ هانئ- أو: ابن ابن (2) أمِّ هانئ- عن أمِّ هانئ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب شرابًا، فناولها لتشرب، فقالت: إنِّي صائمةٌ، ولكن كرهت أن أردَّ سؤرك. فقال:" فإنَّ كان قضاءً من رمضان فاقضي يومًا مكانه، وإن كان تطوُّعًا فإن شئت فاقض، وإن شئت فلا تقضي "(3).
ز: هذا الحديث في إسناده اختلافٌ، وقال التِّرمذيُّ: حديث أمِّ هانئ في إسناده مقالٌ (4).
وقد رواه النَّسائيُّ من غير وجه، وقال: قد اختلف على سِمَاك بن حرب فيه، وليس ممَّن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث (5). والله أعلم.
وقال البخاريُّ في جَعدة: لا يعرف إلا بحديث واحد فيه نظر، وهو:" المتطوِّع أمير نفسه "(6).
وقال ابن عَدِيٍّ: لا أعرف له إلا هذا الحديث الواحد، كما ذكره البخاريُّ (7).
(1)"المسند": (6/ 343).
(2)
(ابن) الثانية سقطت من "التحقيق".
(3)
"المسند": (6/ 343 - 344).
(4)
"الجامع": (2/ 103 - رقم: 732).
(5)
"السنن الكبرى": (2/ 252 - رقم: 3309).
(6)
كذا جاء في "تهذيب الكمال" للمزي: (4/ 567 - رقم: 931)، وأما في مطبوعة "التاريخ الكبير":(2/ 239 - رقم: 2316) فلم يذكر البخاري نص الحديث.
(7)
"الكامل": (2/ 179 - رقم: 366).
1913 -
وقال البيهقيُّ: أخبرنا أبو ذرٍّ محمَّد بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكِّر ثنا يحيى بن منصور القاضي ثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك المستمليُّ ثنا محمَّد بن رافع ثنا يحيى بن أبي الحجَّاج ثنا حاتم بن أبي صَغِيرة عن سِمَاك بن حرب عن أبي صالح عن أمِّ هانئ قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستسقى، فشرب، فناولني سُؤره وأنا صائمةٌ، فشربت سُؤر رسول الله-صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، فعلت شيئًا لا أدري أصبت أم أخطأت؟! ناولتني سُؤرَك وأنا صائمةٌ، فكرهت أن أردَّ سؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:" أمتطوِّعةٌ أم قضاءٌ من رمضان؟ " قلت: متطوِّعةٌ. قال: " المتطوِّع بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر ".
1914 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب ثنا بكَّار بن قتيبة القاضي ثنا صفوان بن عيسى القاضي ثنا أبو يونس حاتم بن أبي صَغِيرْة عن سِمَاك بن حرب عن أبي صالح عن أمِّ هانئ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " الصَّائم المتطوِّع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر ".
1915 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمر وثنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الصَّفَّار ثنا أحمد بن محمَّد البِرْتيُّ القاضي ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة (ح) وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أَنا أبو محمَّد بن حيَّان أنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجَّاج ثنا أبو عوانة عن سِمَاك عن ابن ابن أمِّ هانئ عن جدَّته- أنَّه سمعه منها-، قالت: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرابٍ يوم فتح مكَّة، فشرب، ثمَّ ناولني، فشربت، وكنت صائمةً، فكرهت أن أردَّ فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنِّي كنت صائمةً، فكرهت أن أردَّ فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لها:" أكنت تقضين عنك شيئًا؟ ". قالت: لا. قال: " فلا يضرُّك ".
هذا لفظ حديث إبراهيم، وفي رواية أبي الوليد قال: هارون ابن ابن أمِّ
هانئ عن أمِّ هانئ- زعم أنَّه سمعه منها- أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لها: " أكنت تقضين عنك شيئًا؟ ". قالت: لا. قال: " فلا يضرُّك ".
قال أبو الوليد: حدَّثنا حديث سِمَاك من كتابه.
1916 -
وحدَّثنا أبو بكر بن فُورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أنا جَعدة- رجلٌ من قريش- وهو ابن أمِّ هانئ، وكان سِمَاك يحدِّثه فيقول: أخبرني ابنا أمِّ هانئ. قال شعبة: فلقيت أنا أفضلهما جعدة، فحدَّثني عن أمِّ هانئ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فناولته شرابًا، فشرب، ثمَّ ناولها، فشربت، فقالت: يا رسول الله، كنت صائمةً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصَّائم المتطوِّع أمين- أو: أمير- نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر ".
قال شعبة: فقلت لجعدة: أسمعته أنت من أمِّ هانئ؟ قال: أخبرني أهلنا وأبو صالح- مولى أمِّ هانئ- عن أمِّ هانئ.
1917 -
أخبرنا أبو عليٍّ الرُّوذَباريُّ أنا محمَّد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن أمِّ هانئ قالت: لمَّا كان يوم فتح مكَّة، جاءت فاطمة، فجلست عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمُّ هانئ عن يمينه، قال: فجاءت الوليدة بإناءٍ فيه شراب، فناولته، فشرب، ثمَّ ناوله أمَّ هانئ، فشربت منه، فقالت: يا رسول الله، لقد أفطرت وكنت صائمةً. فقال لها:" أكنت تقضين شيئًا؟ " قالت: لا. قال: " فلا يضرُّك إن كان تطوُّعًا ".
1918 -
أخبرنا أبو عليٍّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ببغداد ثنا حمزة بن محمَّد بن العبَّاس ثنا عبَّاس بن محمَّد ثنا عبيد الله- يعني: ابن
موسى- ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: إذا أصبحت وأنت تنوي الصِّيام، فأنت بآخر (1) النَّظرين، إن شئت صمت، وإن شئت أفطرت.
1919 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب أنا الرَّبيع بن سليمان أنا الشَّافعيُّ أنا مسلم بن خالد وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح أنَّ ابن عبَّاس كان لا يرى بأسًا أن يفطر الإنسان في صيام التَّطوُّع، ويضرب لذلك أمثالاً: رجل طاف سبعًا ولم يوفه، فله أجر ما احتسب؛ أو صلى ركعةً ولم يصلِّ أخرى، فله أجر ما احتسب.
1920 -
وأخبرنا أبو زكريا ثنا أبو العبَّاس أنا الرَّبيع أنا الشَّافعيُّ أنا مسلم وعبد المجيد عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال: كان ابن عبَّاس لا يرى بالإفطار في صيام التَّطوُّع بأسًا.
1921 -
وأخبرنا أبو زكريا ثنا أبو العبَّاس أنا الرَّبيع أنا الشَّافعيُّ أنا عبد الجيد عن ابن جريج عن أبي الزُّبير عن جابر بن عبد الله أنَّه كان لا يرى بالإفطار في صيام التَّطوُّع بأسًا.
1922 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزَّاز ثنا سعدان ابن نصر ثنا أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعيِّ عن سعد بن عُبيدة عن ابن عمر قال: الصَّائم بالخيار، ما بينه وبين نصف النَّهار.
وروي هذا من أوجه أخر مرفوعًا، ولا يصحُّ رفعه.
1923 -
أخبرنا أبو الحسن محمَّد بن الحسين العلويُّ أنا أبو الفضل
(1) هكذا في الأصل و (ب)، وفي مطبوعة "سنن البيهقي":(بأحد).
العبَّاس بن محمَّد بن قُو هيَار ثنا إبراهيم بن عبد الله السَّعديُّ أنا عون بن عمارة ثنا حميد الطَّويل أبو عُبيدة عن أنس بن مالك أنَّ النَّبيَّ-صلى الله عليه وسلم قال: " الصَّائم بالخيار، ما بينه وبين نصف النَّهار ".
1924 -
وحدَّثنا أبو الحسن العلويُّ أنا أبو الفضل ثنا إبراهيم أنا عون ابن عمارة ثنا جعفر بن الزُّبير عن القاسم عن أمامة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مثله.
تفرَّد به عون بن عمارة الغُيرَيُّ (1)، وهو ضعيفٌ.
1925 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمَّد بن إبراهيم البزَاز - ببغداد- ثنا محمَّد بن الفرج الأزرق ثنا يحيى بن غيلان ثنا إبراهيم بن مزاحم ثنا سريع بن نبهان قال: سمعت أبا ذرٍّ يقول: سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: " الصَّائم في التَّطوُّع بالخيار إلى نصف النَّهار ".
1926 -
وأخبرنا عليُّ بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصَّفار ثنا محمَّد بن الفرج الأزرق
…
فذكره بإسناده مثله.
إبراهيم بن مزاحم وسريع بن نبهان: مجهولان (2).
1927 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة الأنصاريُّ أنا أبو حاتم بن أبي الفضل [الهرويُّ](3) ثنا محمَّد بن عبد الرَّحمن الشَّاميُّ (4) ثنا
(1) كذا في الأصل و (ب)، وفي مطبوعة "سنن البيهقي":(العنبري)، وفي حاشيته:(كذا في أكثر النسخ، وفي " مد ": " العنزي "، وضبطه في " الخلاصة ": " العبدي ") أ. هـ
(2)
"سنن البيهقي": (4/ 276 - 278)، والكلام الآتي للبيهقي أيضًا ولكنه في باب آخر، فلا ندري هل كان في نسخة الحافظ ابن عبد الهادي من " سنن اليهقي " سقط أم أنه حذف بعضى الأحاديث اختصارًا؟ الله أعلم.
(3)
في الأصل: (الهروني)، والمثبت من (ب) و"سنن البيهقي".
(4)
كذا بالأصل، وفي (ب) و"سنن البيهقي":(السامي)، وانظر:" الإكمال " لابن ماكولا: (4/ 557).
إسماعيل بن أبي أويس ثنا أبو أويس عن محمَّد بن المنكدر عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ أنَّه قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا، فأتاني هو وأصحابه، فلما وضع الطَّعام، قال رجلٌ من القوم: إنِّي صائمٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعاكم أخوكم وتكلَّف لكم ". ثمَّ قال له: " أفطر، وصم مكانه يومًا إن شئت ".
وروي ذلك بإسنادٍ آخر عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ قد أخرجناه في " الخلاف "(1) O.
فصلٌ (375/أ)
ولا يجب قضاء ذلك اليوم، ودليلنا ما سبق من حديث أمِّ هانئ.
واحتجُّوا على وجوب القضاء بأحاديث:
1928 -
قال الإمام أحمد: حدَّثنا يزيد أنا سفيان بن حسين عن الزُّهريِّ عن عروة عن عائشة قالت: أُهديت لحفصة شاة ونحن صائمتان، فأفطرتني، وكانت ابنة أبيها، فلمَّا دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرنا ذلك له، فقال:" أبدلا يومًا مكانه "(2).
قال المصنِّف: وهذا محمولٌ على الاستحباب.
1929 -
وقال التِّرمذيُّ: حدَّثنا أحمد بن منيع ثنا كثير بن هشام (3) ثنا
(1)"سنن البيهقي": (4/ 279)، وحديث أبي سعيد ذكره في " مختصر الخلافيات ":(3/ 88 - رقم المسألة: 17 " الصِّيام ").
(2)
"المسند": (6/ 141، 238).
(3)
في (ب): (زهير) خطأ، ووقع في هذا الموضع سقط في مطبوعة "التحقيق"، فسقط الراوي عن الترمذي والترمذي وشيخ الترمذي وشيخ شخيه، فليتبه لذلك.
جعفر بن بُرقان عن الزُّهريِّ عن عروة عن عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين، فعرض لنا طعام اشتهيناه، فأكلنا منه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدرتني إليه حفصة، وكانت ابنةَ أبيها، فقالت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا صائمتين، فعرض لنا طعامٌ اشتهيناه، فكلأ منه، فقال:" اقضيا يومًا آخر مكانه ".
قال التِّرمذيُّ: روى هذا الحديث مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفَّاظ عن الزُّهريِّ عن عائشة مرسلاً، ولم يذكروا فيه:(عروة)، وهذا أصحُّ، لأنَّه روي عن ابن جريج قال: سألت الزُّهريَّ، قلت له: أحدَّثك عروة عن عائشة؟ فقال: لم أسمع من عروة في هذا شيئًا، ولكنِّي سمعت من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث (1).
قال الدَّارَقُطْنِيُّ في الحديث الأوَّل والثَّاني: ليس في ذلك شيءٌ يثبت (2).
ز: هذا الحديث رواه النَّسائيُّ من رواية سفيان بن حسين وجعفر بن برقان وغيرهما عن الزُّهريِّ، وتكلَّم على علَّتِه (3)، وقد رواه البيهقيُّ وأتقن الكلام عليه، فقال:
1930 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا: ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال: قرى على عبد الله بن وهب: أخبرك عبد الله بن عُمر ومالك بن أنس ويونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: بلغني أنَّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين، متطوِّعتين، فأُهدي لهما طعامٌ، فأفطرتا عليه، فدخل عليهما النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة: فقالت حفصة- وبدرتني بالكلام، وكانت ابنة أبيها-: يا رسول
(1)"الجامع": (2/ 104 - 105 - رقم: 735).
(2)
"العلل": (5/ق 125/أ).
(3)
"السنن الكبرى": (2/ 247 - 249 - الأرقام: 3291 - 3299).
الله، إنِّي أصبحت أنا وعائشة صائمتين متطوِّعتين، وأُهدي لنا طعام، فأفطرنا عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اقضيا مكانه يومًا آخر ".
هذا حديثٌ رواه الثِّقات الحفَّاظ من أصحاب الزُّهريِّ عنه منقطعًا: مالك بن أنس ويونس بن يزيد ومعمر بن راشد وابن جريج ويحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر وسفيان بن عيينة ومحمَّد بن الوليد الزُّبيديُّ وبكر بن وائل وغيرهم.
1931 -
وقد حدَّثنا أبو محمَّد عبد الله بن يوسف الأصبهانيُّ إملاء أنا أبو بكر محمَّد بن الحسن القطَّان ثنا عليُّ بن الحسين الهلاليُّ ثنا عبيد الله بن موسى أنا جعفر بن بُرقان عن الزُّهريِّ عن عروة بن الزُّبير عن عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين، فعرض لنا طعامٌ، فاشتهيناه، فأكلناه، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدرتني حفصة، وكانت ابنة أبيها، فقصَّت عليه القصَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اقضيا يومًا آخر ".
هكذا رواه جعفر بن بُرقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حُسين عن الزُّهريِّ، وقد وهموا فيه على الزُّهريِّ.
1932 -
وقد أخبرنا أبو الحسين عليُّ بن محمَّد بن عبد الله بن بشران - ببغداد- أنا أبو جعفر محمَّد بن عمرو الرَّزَّازُ ثنا عبد الملك بن محمَّد ثنا رَوْح بن عبادة ثنا ابن جريج عن ابن شهاب، قلت له: أحدَّثك عروة عن عائشة أنَّها قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين
…
؟ فقال: لم أسمع من عروة في هذا شيئًا، ولكن حدَّثني ناسٌ في خلافة سليمان بن عبد الملك عن بعض من كان يدخل على عائشة أنَّها قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين، فأهدي لنا هديَّة، فأكلناها، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدرتني حفصة، وكانت ابنة أبيها، فذكرت ذلك له، فقال:" اقضيا يومًا مكانه ".
وكذلك رواه عبد الرَّزَّاق بن همَّام ومسلم بن خالد عن ابن جريج.
1933 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكيُّ أنا أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ثنا أحمد بن عليٍّ الأبَّار ثنا محمَّد بن منصور الجَوَّاز ثنا سفيان قال: سمعناه من صالح بن أبي الأخضر عن الزُّهرىِّ عن عروة عن عائشة قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين، فأُهدي لنا طعام، والطَّعام محروص عليه، فكلنا منه، ودخل علينا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فابتدرتني حفصة، وكانت ابنت أبيها، فقالت: يا رسول الله، أصبحنا صائمتين، فأهدي لنا طعامٌ، فأكلنا منه.
فتبسَّم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال:" صوما يومًا مكانه ". قال سفيان: فسألوا الزُّهريَّ - وأنا شاهدٌ - فقالوا: هذا عن عروة؟ قال: لا.
1934 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطَّان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميديُّ ثنا سفيان قال: سمعت الزُّهرىَّ يحدِّث عن عائشة
…
فذكر هذا الحديث مرسلاً. قال سفيان: قيل للزُّهريِّ: هو عن عروة؟ قال: لا. وكان ذلك عن (1) قيامه من المجلس، وأقيمت الصَّلاة. قال سفيان: وقد كنت سمعت صالح بن أبي الأخضر حدَّثناه عن الزُّهريِّ عن عروة، قال الزُّهريُّ: ليس هو عن عروة. فظننت أنَّ صالحًا أُتي من قبل العرض.
قال أبو بكر الحميديُّ: أخبرني غير واحد عن معمر أنَّه قال في هذا الحديث: لو كان من حديث عروة ما نسيته 0
فهذان ابن جريج وسفيان بن عيينة شهدا على الزُّهريِّ- وهما شاهدا عدل- بأنه لم يسمعه من عروة، [فكيف](2) يصحُّ وصل من وصله؟!
(1) في (ب) و"السنن": (عند).
(2)
في الأصل: (وكيف) ولم نتمكن من قراءتها في (ب)، والمثبت من "سنن البيهقي".
قال محمَّد بن عيسى التِّرمذيُّ (1): سألت محمَّد بن إسماعيل البخاريَّ عن هذا الحديث، فقال: لا يصحُّ حديث الزُّهريِّ عن عروة عن عائشة.
وكذلك قال محمَّد بن يحيى الذُّهْليُّ، واحتجَّ بحكاية ابن جريج وسفيان ابن عيينة، وبإرسال من أرسل الحديث عن الزُّهريِّ من الأئمة.
وقد روي عن جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد عن عَمْرة عن عائشة، وجرير بن حازم وإن كان من الثِّقات، فهو واهمٌ فيه، وقد خطَّأه في ذلك أحمد ابن حنبل وعليُّ بن المدينيِّ، والمحفوظ عن يحيى بن سعيد عن الزُّهريِّ عن عائشة مرسلاً: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عليُّ بن بندار الصَّيرفيُّ قال: سمعت عمر بن محمَّد بن بُجَير يقول: سمعت أبا بكر الأثرم يقول: قلت لأبي عبد الله- يعني أحمد بن حنبل-: تحفظه عن يحيى عن عَمْرَة عن عائشة: أصبحت أنا وحفصة صائمتين
…
؟ فأنكره، وقال: من رواه؟ قلت: جرير بن حازم. قال: جرير كان يحدِّث بالتَّوهم.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدَّثني محمَّد بن مظفَّر الحافظ ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن موسى الخلال ثنا أحمد بن منصور الرَّماديُّ قال: قلت لعليِّ بن المدينيِّ (2): يا أبا الحسن، تحفظ عن يحيى بن سعيد عن عَمْرَة عن عائشة قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين
…
؟ فقال لي: من [روى](3) هذا؟
قلت: ابن وهب عن جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد. قال: فضحك، ثمَّ قال: مثلك يقول مثل هذا؟! ثنا حمَّاد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن الزُّهريِّ أنَّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين.
(1) هو في "العلل الكبير": (ص: 119 - رقم: 203).
(2)
انظر: "التاريخ" للمقدمي: (ص: 198 - 199 - رقم: 981).
(3)
زيادة من "سنن البيهقي".
وروي من وجه آخر عن عروة عن عائشة:
1935 -
أخبرناه محمَّد بن عبد الله الحافظ ومحمَّد بن موسى بن الفضل قالا: ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب ثنا الرَّبيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني حَيْوة وعمر بن مالك عن ابن الهاد قال: حدَّثني زُميل- مولى عروة- عن عروة بن الزُّبير عن عائشة أنَّها قالت: أُهدي لي ولحفصة طعامٌ، وكنَّا صائمتين، فقالت إحداهما لصاحبتها: هل لك أن تفطري؟ قالت: نعم.
فأفطرنا، ثمَّ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالتا له: يا رسول الله، إنَّا أهدي لنا هديَّة، فاشتهيناه، فأفطرنا. فقال:" لا عليكما، صُومَا يومًا آخر مكانه ".
أقام إسناده جماعة عن ابن وهب، وقال بعضهم:(عن أبي زميل)، ولم يذكر بعضهم (عروة) في إسناده.
أخبرنا أبو سعيد (1) المالينيُّ أنا أبو أحمد عبد الله بن عَدِيٍّ قال: زُميل بن عبَّاس عن عروة، روى عنه ابن الهاد، لا يعرف لزُميل سماعٌ من عُروة، ولا لابن الهاد من زُميل، ولا تقوم به الحجَّة. سمعت ابن حمَّاد يذكره عن البخاريِّ (2). انتهى ما ذكره.
وقد روى حديث جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد: النَّسائيُّ عن أحمد ابن عيسى عن ابن وهب عنه، وقال: هذا خطأٌ (3).
وقد روى حديث زُميل: أبو داود عن أحمد بن صالح عن ابن وهب عن
(1) كذا في الأصل و (ب)، وفي "سنن البيهقي":(أبو سعد) وهو الصواب.
(2)
"سنن البيهقي": (4/ 279 - 281).
(3)
"السنن الكبرى": (2/ 248 - رقم: 3299) ولكن سقط من المطبوعة كلام النسائي، وهو موجود في "تحفة الأشراف":(12/ 427 - رقم: 17945)، كما وقع تصحيف في الإسناد، ففيها:(عن يحيى بن سعيد عن عروة) والصواب: (عن يحيى بن سعيد عن عمرة)، وهو على الصواب في "تحفة الأشراف"، والله أعلم.
حَيوة بن شرُيح عن ابن الهاد عنه (1)، ورواه النَّسائيُّ عن الرَّبيع بن سليمان عن ابن وهب عن حَيْوة وعمر بن مالك عن ابن الهاد قال: حدَّثني زُميل
…
فذكره، وقال: زُميل ليس بالمشهور (2).
وقال البيهقيُّ: وروي من أوجه أخر عن عائشة، لا يصحُّ شيءٌ من ذلك، وقد بيَّنت ضعفها في " الخلاف "(3).
1936 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمَّد بن عبد الوهَّاب أنا جعفر بن عون أنا مِسْعَر عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عبَّاس قال: إذا أصبح أحدكم صائمًا فبدَا له أن يفطر، فليصم يومًا مكانه- أو قال: مكانه يومًا. شك مِسْعَر (4) - O.
1937 -
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: حدَّثنا الحسين بن إسماعيل ثنا محمَّد بن عمرو بن العبَّاس الباهليُّ ثنا سفيان بن عيينة قال: حدَّثنيه طلحة بن يحيى عن عمَّته عائشة عن عائشة أمِّ المؤمنين قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:" إنِّي أريد الصَّوم ". وأُهدي لى حَيْسٌ، فقال:" إني آكل وأصُوم يومًا مكانه ".
قال الدَارَقُطْنِيُ: لم يروه بهذا اللفظ عن ابن عيينة غير الباهليِّ، ولم يتابع على قوله:" وأصوم يومًا مكانه "، ولعله شُبِّه عليه- والله أعلم- لكثرة من خالفه عن ابن عيينة (5).
(1)"سنن أبي داود": (3/ 191 - 192 - رقم: 2449).
(2)
"السنن الكبرى": (2/ 247 - رقم: 3290)، ووقع في المطبوعة سقط وتحريف يصحح من "تحفة الأشراف":(12/ 5 - رقم: 16337).
(3)
انظر: " مختصر الخلافيات ": (3/ 90).
(4)
"سنن البيهقي": (4/ 281).
(5)
"سنن الدارقطني": (2/ 177).
ز: قد تقدَّم هذا الحديث والكلام عليه (1)، والباهليُّ: وثَّقه ابن خِراش فيما حكاه عنه ابن عُقْدة (2) O.
1938 -
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: حدَّثنا أحمد بن محمَّد بن سوادة (3) ثنا حمَّاد ابن خالد عن محمَّد بن أبي حميد عن إبراهيم بن عبيد قال: صنع أبو سعيد الخُدريُّ طعامًا، فدعى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال رجلٌ من القوم: إنِّي صائمٌ. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنع لك أخوك، وتكلَّف لك أخوك، أفطر وصم يومًا مكانه ".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هذا مرسلٌ (4).
قال المصنِّف: قلت: ومحمَّد بن أبي حميد: قال فيه يحيى: ليس حديثه بشيءٍ (5). وقال النَّسائيُّ: ليس بثقة (6). وقال ابن حِبَّان: لا يحتجُّ به (7).
ز: كذا في النُّسخة التي كتبت منها، وقد سقط بين الدَّارقُطْنِيُّ وبين أحمد بن محمَّد بن سوادة رجلٌ، وكأنه ابن مخلد (8).
(1) برقم: (1902). وانظر الأرقام: (1899 - 1905).
(2)
"تاريخ بغداد" للخطيب: (3/ 127 - رقم: 1145).
(3)
كذا وقع في الأصل و (ب) و"التحقيق"، وقد سقط من الإسناد شيخ الدارقطني، وهو: أحمد بن محمَّد بن يزيد الزعفراني، كما في مطبوعة "السنن" و"إتحاف المهرة":(5/ 163 - رقم: 5119).
(4)
"سنن الدارقطني": (2/ 177).
(5)
"التاريخ" برواية الدوري: (3/ 180 - رقم: 800).
(6)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 83 - رقم: 137).
(7)
"المجروحون": (1/ 253).
(8)
بل هو أحمد بن محمَّد بن يزيد الزعفراني كما سبق، لكن تنبُّه المنقح لهذا يدل على دقته وسعة حفظه رحمه الله.
وأحمد بن محمَّد بن سوادة: كنيته: أبو العبَّاس، ويعرف بـ " خُشَيْش "، وهو كوفيٌّ نزل بغداد، وحدَّث عن عُبيدة بن حُميد وعَمرو بن عبد الغفَّار وزيد بن الحبُاب وحمَّاد بن خالد، قال الدَّارَقُطْنِيُّ: يعتبر بحديثه ولا يحتجُّ به (1). وقال ابن أبي حاتم: كتبنا من حديثه فلم يُقضَ لنا السَّماع منه (2). وقال الخطيب: ما رأيتُ أحاديثه إلا مستقيمة (3). مات سنة ثمان وخمسن ومائتين.
وإبراهيم بن عبيد هو: ابن رفاعة بن رافع الأنصاريُّ، الزُّرقيُّ، المدنيُّ، روى له مسلمٌ (4)، ووثَّقه أبو زرعة (5)، وقال فيه الإمام أحمد: ليس بمشهور بالعلم (6).
ومحمَّد بن أبي حميد هو: المدنيُّ، ويقال له: حمَّاد أًضَا، قال ابن عَدِيٍّ: هو مع ضعفه يكتب حديثه (7).
وقد تقدَّم (8) هذا الحديث من رواية محمَّد بن المنكدر عن أبي سعيدٍ، وفي آخره:" وصم يومًا مكانه إن شئت ".
1939 -
وقال أبو داود الطَّيالسيُّ: ثنا محمَّد بن أبي حميد عن إبراهيم [بن](9) عبيد (10) بن رفاعة الزُّرقيِّ عن أبي سعيد قال: صنع رجلٌ طعامًا،
(1)"تاريخ بغداد": (5/ 12 - رقم: 2360).
(2)
"الجرح والتعديل": (2/ 73 - رقم: 141).
(3)
"تاريخ بغداد": (5/ 12 - رقم: 2360).
(4)
"رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (1/ 43 - رقم: 39).
(5)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (2/ 114 - رقم: 342).
(6)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (2/ 114 - رقم: 342) من رواية ابنه صالح عنه.
(7)
"الكامل": (6/ 197 - رقم: 1671).
(8)
برقم: (1927).
(9)
في الأصل: (عن)، والتصويب من " مسند الطيالسي "، وهي غير ظاهرة في (ب).
(10)
في مطبوعة "المسند": (عبيد الله)، وهو على الصواب في " المطالب العالية " لابن حجر:(3/ 72 - 73 - رقم: 2447).
ودعى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال رجلٌ: إنِّي صائمٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخوك صنع طعامًا ودعاك، أفطر واقض يومًا مكانه "(1).
قال البيهقيُّ: ورواه ابن أبي فُديك عن ابن أبي حميد، وزاد فيه:" إن أحببت " يعني القضاء، وابن أبي حميد: يقال له: محمَّد، ويقال: حمَّاد، وهو ضعيفٌ (2) O.
1940 -
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وحدَّثنا محمَّد بن أحمد بن عمرو ثنا عليُّ بن سعيد الرَّازيُّ ثنا عَمرو بن خُليف (3) بن إسحاق الخثعميُّ ثنا أبي ثنا عمِّي إسماعيل ابن مرسالٍ ثنا محمَّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: صنع رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا، دعى النَّبيَّ-صلى الله عليه وسلم وأصحابه له، فلما أتى الطَّعام تنحَّى أحدُهم، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:" مالك؟ " قال: إنِّي صائمٌ. فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: " تكلَّف لك أخوك وصنع، ثمَّ تقول: إنِّي صائم! كل وصم يومًا مكانه "(4).
قال ابن عَدِيٍّ: عمرو بن خليف متهمٌ بوضع الحديث (5). وقال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث (6).
(1)" مسند الطيالسي ": (ص: 293 - رقم: 2203).
(2)
"سنن البيهقي": (7/ 264)، ويلاحظ أن هذا الكلام في كتاب الصداق، وهذا من مزايا نقل الحافظ ابن عبد الهادي فهو يجمع لك للكلام المتفرق من الكتب الكبار في مكان واحد.
(3)
في مطبوعة "سنن الدارقطني": (خلف)، وهي كما بالأصل في "إتحاف المهرة" لابن حجر:(3/ 549 - رقم: 3712).
(4)
"سنن الدارقطني": (2/ 178).
(5)
"الكامل" لابن عدي: (5/ 154 - رقم: 1318)، وانظر ما يأتي في التعلق التالي.
(6)
"المجروحون": (2/ 80).
(تنبيه) كلام ابن عدي وابن حبان السابق، وكلام ابن عبد الهادي الآتي، كل ذلك في عمرو ابن خليف الحتَّاوي أبو صالح من أهل عسقلان، هذا كل ما جاء في نسبته فيما وقفنا عليه من كتب التراجم، ولسنا بمتحققين من كونه نفس الرجل الذى في إسناد الدارقطني، فنخشى أن يكون آخرًا، والله أعلم.
ز: عمرو بن خليف: كنيته أبو صالح، ويقال له:(الحَتَّاوي)، و" حَتَّاوة " قرية بعسقلان، ليس هو بشيءٍ، وأبوه وإسماعيل: مجهولان.
وقد تقدَّم (1) هذا الحديث من رواية أبي أويس عن ابن المنكدر عن أبي سعيد O.
1941 -
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وحدَّثنا القاسم بن إسماعيل أبو عبيد ثنا (2) القاسم بن هاشم السِّمسار ثنا عتبة بن السَّكن ثنا الأوزاعيُّ ثنا عُبادة بن نُسي وهبيرة بن عبد الرَّحمن قالا: ثنا أبو أسماء الرَّحَبِيُّ ثنا ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في غير رمضان، فأصابه غمٌّ آذاه، فتقيَّأ، فقاء، فدعا بوَضوءٍ، فتوضَّأ، ثمَّ أفطر، فقلت: يا رسول الله، أفريضةٌ الوُضوء من القيء؟ قال:" لو كمان فريضةً لوجدتَه في القرآن ". قال: ثمَّ صام الغد، سممعته يقول:" هذا مكن إفطاري أمس ".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: عتبة بن السَّكن متروك الحديث (3).
1942 -
قال الدَّارَقُطْنيُ: وحدَّثنا الحسن بن الحسين الأنطاكيُّ ثنا يوسف بن بحر (4) ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا محمَّد بن حميد عن الضَّحَّاك بن حمزة (5) عن منصور بن أبان عن الحسن عن أُمِّه عن أُمِّ سلمة أنَّها صامت يومًا
(1) برقم: (1927).
(2)
في "التحقيق" زيادة: (أبو)، وهي مقحمة.
(3)
"سنن الدارقطني": (2/ 184)، وانظر:(1/ 159).
(4)
في هامش الأصل: (حـ: يوسف بن بحر التميمي، أبو القاسم، سكن حمص، قال الدارقطني: ليس بالقوي) أ. هـ وكللام الدارقطني ذكره الذهبي في "الميزان": (4/ 463 - رقم: 9859).
(5)
كذا بالأصل و"التحقيق"، وفي (ب) كأنها:(جمرة)، والصولب:(حُمْرة) بضم الحاء الهملة، وبالراء.
تطوُّعًا، فأفطرت، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقضي يومًا مكانه. تفرَّد به الضَّحَّاك عن منصور (1)، قال يحيى: الضَّحَّاك ليس بشيءٍ (2).
وقال أبو زرعة: محمَّد بن حميد كذَّابٌ (3).
ز: كان في النُّسخة التي نقلت منها: (الحسين بن الحسن الأنطاكيُّ)، وهو وهمٌ، إنَّما هو: الحُسين بن الحُسين بن عبد الرَّحمن الأنطاكيُّ، قاضي الثغور، ويعرف ب " ابن الصَّابونيُّ "، روى عنه أبو بكر الشَّافعيُّ والدَّارَقُطْنِيُّ وابن شاهين، وكان ثقةً، توفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وقد وجدته على الصَّواب في نسخة أخرى.
وقوله: (عن محمَّد بن حميد) وهمٌ، وظنَّه المؤلِّف: الرَّازيُّ، فتكلَّم فيه، وإنَّما هو: محمَّد بن حِمْيَر السَّليحيُّ (4)، وهو ثقةٌ، روى له البخاريُّ في "صحيحه"(5)، والجُرْجُسيُّ (6) لا يروي عن محمَّد بن حميد الرَّازيِّ شيئًا.
وقوله: (عن منصور بن أبان) وهمٌ، إنَّما هو: منصور بن زاذان (7)، أحد الثِّقات المشهورين، والأولياء الصَّالحين O.
*****
(1)" أطراف الغرائب والأفراد " لابن طاهر: (5/ 400 - رقم: 5857).
(2)
"التاريخ" برواية الدوري: (4/ 380 - رقم: 4877).
(3)
انظر: "تاريخ بغداد" للخطيب: (2/ 263)، وانظر ما يأتي في كلام المنقح.
(4)
تصحف في " أطراف الغرائب والأفراد " إلى: (محمَّد بن جبير).
(5)
"التعديل والتجريح" للباجي: (2/ 629 - رقم: 475).
(6)
هو يزيد بن عبد ربه الزُّبيدي.
(7)
هو على الصواب في " أطراف الغرائب والأفراد ".