الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال التِّرمذيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ (1).
ز: رواه أبو داود عن محمَّد بن كثيرٍ عن شعبة (2).
ورواه التِّرمذيُّ عن ابن مثنَّى عن غندر عن شعبة، وقال: حسنٌ صحيحٌ، وهو عبيد الله بن رافع كاتب عليٍّ.
ورواه النِّسائيُُّ عن عمرو بن عليٍّ عن يحيى عن شعبة (3).
وعن محمَّد بن حاتم عن حِبَّان بن موسى عن عبد الله بن المبارك عن حمزة الزَّيَّات عن الحكم بن عتيبة عن بعض أصحابه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث أرقم بن أبي أرقم على الصَّدقة، فقال لأبي رافع: هل لك أن تتبعني
…
فذكره (4).
ورواه ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عبَّاس O.
*****
مسألة (346): المانع من أخذ الزَّكاة أن يكون له كفايةٌ على الدَّوام
، وهو قول الشَّافعيِّ.
وعن أحمد: اعتبار الكفاية، أو أن يملك خمسين درهمًا، أو قيمتها من الذَّهب.
(1)"الجامع": (2/ 38 - رقم: 657)، وفيه:(حسن صحيح).
(2)
"سنن أبي داود": (2/ 368 - رقم: 1647).
(3)
"سنن النسائي": (5/ 107 - رقم: 2612).
(4)
انظر: "تحفة الأشراف" للمزي: (9/ 201 - رقم: 12018).
وقال أبو حنيفة: إذا ملك نصابًا لم تحلَّ له.
لنا على الرِّواية الأولى:
1656 -
ما روى الإمام أحمد بن حنبل: ثنا إسماعيل أنا أيُّوب عن هارون بن رئاب (1) عن كنانة بن نعيم عن قَبِيصة بن المخارق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: " إنَّ المسألة لا تحلُّ إلا لثلاثة: رجلٌ تحمَّل حمالة قوم، فيسأل فيها حتَّى يؤدِّيها، ثُمَّ يمسك؛ ورجلٌ أصابته جائحةٌ اجتاحت ماله، فيسأل فيها حتَّى يصيب قوامًا من عيشٍ- أو سدادًا من عيشٍ -، ثُمَّ يمسك؛ ورجلٌ أصابته فاقه، فيسأل ضى يصيب قوامًا من عيشٍ- أو سَدَادًا من عيشٍ-، ثُمَّ يمسك "(2).
انفرد بإخراجه مسلمٌ (3).
1657 -
قال أحمد: ثنا عبد الرَّحمن (4) ثنا سفيان عن مصعب بن محمَّد عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت حسين عن أبيها حسين بن عليٍّ قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: " للسَّائل حقٌّ، وإن جاء على فرسٍ "(5).
ز: رواه الإمام أحمد عن وكيع عن سفيان (6)، ورواه أبو داود عن محمَّد بن كثيرٍ عن سفيان عن مصعب بن محمَّد بن شُرَخبيل (7)، ورواه الطَّبرانيُّ عن أبي مسلم الكشيِّ عن محمَّد بن كثيرٍ (8).
(1) في "التحقيق": (ذئاب) خطأ.
(2)
"المسند": (5/ 60).
(3)
"صحيح مسلم": (3/ 97 - 98)؛ (فؤاد- 2/ 722 - رقم: 1044).
(4)
في "التحقيق": (ثنا وكيع)، وانظر ما سيأتي في كلام المنقح.
(5، 6)"المسند": (3/ 201).
(7)
"سنن أبي داود": (2/ 374 - رقم: 1662).
(8)
"المعجم الكبير": (3/ 130 - 131 - رقم: 2893).
ورواه زهير عن شيخٍ- رأى سفيان عنده- عن فاطمة بنت حسين عن أبيها عن عليٍّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وهو حديثٌ لا يثبت عن النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم.
ومصعب هو: ابن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن شُرَحْبيل العبدريُّ- من بني عبد الدَّار-، قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عنه، فقال: لا أعلم إلا خيرًا (1). ووثَّقه يحيى بن معين في رواية ابن أبي خيثمة عنه (2)، وقال أبو حاتم: صالحٌ، يكتب حديثه، ولا يحتجُّ به (3).
ويعلى بن أبي يحيى- ويقال: بالعكس-: غير معروفٍ، قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه، فقال: مجهولٌ (4).
وروي عن الإمام أحمد بن حنبل أنَّه قال: أربعة أحاديث تدور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسواق ليس لها أصلٌ: " من بشَّرني بخروج آذار بشَّرته بالجنَّة"، و" من آذى ذميًّا فأنا خصمه يوم القيامة "، و" نحركم يوم صومكم "، و" للسائل حقٌّّ وإن جاء على فرسٍ ".
ذكر هذا أبو عمرو بن الصَّلاح (5) O.
ووجه الرِّواية الأخرى:
(1، 2)"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (8/ 305 - رقم: 1408).
(3)
المرجع السابق، ولكن فيه:(صالح) فحسب، وهو بتمامه في "تهذيب الكمال" للمزي:(28/ 43 - رقم: 5989).
(4)
"الجرح والتعديل": (9/ 303 - . رقم: 1304).
(5)
" علوم الحديث ": (ص: 265 - 266 - النوع: 30).
ولنظر ما ذكره الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع- وفقه الله- في حاشيته على " المقنع " لابن الملقن: (2/ 428 - 429)، فقد أفاد هناك أن ابن الجوزي أسنده في " الموضوعات ":(2/ 236).
1658 -
ما روى الإمام أحمد: ثنا وكيع ثنا سفيان عن حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل وله ما يغنيه، جاءت يوم القيامة خدوشًا- أو كدوحًا- في وجهه ". قالوا: يا رسول الله، وما غناه؟ قال:" خمسون درهمًا، أو حسابها من الذَّهب "(1).
قال المؤلِّف: حكيم بن جبيرٍ مجروحٌ، قال أحمد بن حنبل: هو ضعيف الحديث، مضطرب (2). وقال يحيى (3) والنَّسائيُّ (4): ضعيفٌ. وقال يحيى مرَّةً: ليس بشيءٍ (5). وقال السَّعديُّ: كذَّابٌ (6).
وقد احتجَّ من صحَّح هذا الحديث بما حكاه التِّزمذيُّ، قال: ثنا محمود ابن غيلان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان عن حكيم بن جبير بهذا الحديث، فقال له عبد الله بن عثمان- صاحب شعبة-: لو غير حكيم حدَّث بهذا؟! فقال له: وما لحكيم؟! لا يحدِّث عنه شعبة؟ قال: نعم، قال سفيان: سمعت زبيدًا يحدِّث بهذا عن محمَّد بن عبد الرَّحمن (7).
فأجيب من قال هذا، فقيل له: ليس في هذا حجَّة، فإنَّ سفيان ما أسنده، إنَّما قال: ثنا زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن فحسب، ولم يرفعه.
وقد روى هذا الحديث عبد الله بن سلمة بن أسلُم- بضمِّ اللام- عن
(1)"المسند": (1/ 388).
(2)
"العلل" برواية عبد الله: (1/ 396 - رقم:798).
(3)
"الضعفاء الكبير" للعقيلي: (1/ 317 - رقم: 389) من رواية محمد بن عثمان.
(4)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 80 - رقم: 129).
(5)
"التاريخ" برواية الدوري: (2/ 287 - رقم: 1363).
(6)
" الشجرة في أحوال الرجال ": (ص: 49 - رقم: 23).
(7)
"الجامع": (2/ 34 - رقم: 651).
عبد الرَّحمن بن المسور بن مخرمة عن أبيه عن ابن مسعود عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ابن أسلُم ضعيفٌ (1).
ورواه بكر بن خنيس (2) عن أبي شيبة عبد الرَّحمن بن إسحاق عن القاسم ابن عبد الرَّحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النَّبيِّ- صلى الله عليه وسلم.
وبكر وأبو شيبة ضعيفان بمرَّةٍ.
ثُمَّ ليس في هذا الحديث أنَّ من ملك خمسين درهمًا لم تحلَّ له الصَّدقة، وإنَّما فيه أَنَّه كره له المسألة فقط، والمسألة إنَّما تكون مع الضَّرورة، ولا ضرورة لمن يجدما يكفيه في وقته.
ز: وقد روى حديث حكيم بن جبيرٍ: أبو داود عن الحسن بن عليٍّ عن يحيى بن آدم عن سفيان عنه، قال يحيى: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أنَّ شعبة لا يروى عن حكيم بن جبير. فقال سفيان: فقد حدَّثناه زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد (3).
ورواه التِّرمذيُّ عن قتيبة وعليِّ بن حُجر عن شريك عن حَكيم بن جبير، وقال: حديث ابن مسعود حديثٌ حسنٌ، وقد تكلَّم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث. ثُمَّ ذكر ما حكاه عنه المؤلِّف (4).
ورواه النَّسائيُّ عن أحمد بن سليمان عن يجيى بن آدم، وقال: لا نعلم
(1)"سنن الدارقطني": (2/ 121).
(2)
في "التحقيق": (بكير بن حنيش) خطأ.
(3)
"سنن أبي داود": (2/ 354 - 355 - رقم: 1623).
(4)
"الجامع": (2/ 33 - 34 - رقم: 650).
أحدًا قال في هذا: (عن زبيد) غير يحيى بن آدم (1). ولم يذكر عبد الله بن عثمان.
ورواه ابن ماجة عن الحسن بن عليٍّ به سواء (2).
وقال عليُّ بن المدينيِّ: سألت يجيى بن سعيد عن حكيم بن جبير، فقال: كم روى؟ إنَّما روى شيئًا يسيرًا. قلت: من تركه؟ قال: شعبة، من أجل حديث الصَّدقة، كان يحدِّث عن من دونه (3).
وقال أحمد بن سنان القطَّان: قلت لعبد الرَّحمن بن مهديٍّ: لم تركت حديث حكيم بن جبير؟ فقال: حدَّثني يحيى القطَّان قال: سألت شعبة عن حديث حكيم بن جبير، فقال: أخاف النَّار (4).
[وقال معاذ بن معاذ: قلت لشعبة: حدَّثني بحديث حكيم بن جبير.
فقال: أخاف النَّار] (5).
وقال عبد الرَّحمن بن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن حكيم بن جبير، فقال: في رأيه شيءٌ. قلت: ما محلُّه؟ قال: الصِّدق إن شاء الله. وسألت أبي عنه، فقال: ما أقربه من يونس بن خبَّاب في الضَّعف والرأي، وهو ضعيف الحديث، منكر الحديث، له رأيٌ غير محمودٍ، نسأل الله السَّلامة. قلت: هو
(1)"سنن النسائي": (5/ 97 - رقم: 2592)، وهو في " الكبرى " أيضا:(2/ 52 - رقم: 2373)، وكلام النسائي غير موجود في مطبوعتيهما، وقد ذكره المزي في " تحفة الأشرلف ":(7/ 85 - رقم: 9386).
(2)
"سنن ابن ماجة": (1/ 589 - رقم: 1840).
(3)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 201 - رقم: 873).
(4)
" التاريخ الأوسط " للبخاري: (2/ 13 - رقم: 1061).
(5)
"الكامل" لابن عدي: (2/ 216 - رقم: 402).
والزيادة من (ب).
أحبُّ إليك أو ثوير؟ قال: ما فيهما إلا ضعيفٌ غالٍ في التَّشيُّع، وهما متقاربان (1). وقال البخاريُّ: كان شعبة يتكلَّم فيه (2). وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث (3). وقال النَّسائيُّ: ليس بالقويِّ (4). وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروكٌ (5).
وقال ابن عَدِيٍّ: حدَّثنا ابن حمَّاد قال: حدَّثني أبو الحسن محمَّد بن عبد الله ابن مخلد ثنا إسحاق بن راهويه قال: قال يحيى بن آدم: قال سفيان الثَّوريُّ: شعبة ينكر على حكيم بن جبير حديث الصَّدقة، أمَّا إني قد سمعته من زبيد.
قال: وثنا ابن أبي بكر ثنا عبَّاس قال: سمعت يحيى (6) يقول- وسألته عن حديث حكيم بن جبير (حديث ابن مسعود: " لا تحلُّ الصدقة لمن كان عنده خمسون درهمًا "): يرويه أحدٌ غير حكيم؟ - فقال يحيى: نعم، يرويه يحيى ابن آدم عن سفيان عن زبيد، ولا أعلم أحدًا يرويه إلا يحيى بن آدم، وهذا وهمٌ، لو كان هذا كذا لحدَّث به النَّاس جميعًا عن سفيان، ولكنَّه حديثٌ منكر. هذا الكلام قاله يحيى أو نحوه (7).
وقال عمرو بن عليٍّ: كان عبد الرَّحمن لا يحدِّث عن حكيم بن جبير، وكان يحيى يحدِّث عنه (8).
(1)"الجرح والتعديل": (3/ 202 - رقم: 873).
(2)
"التاريخ الكبير": (3/ 16 - رقم: 65).
(3)
"تهذيب الكمال" للمزي: (7/ 168 - رقم: 1452).
(4)
"السنن الكبرى": (2/ 137).
(5)
"سنن الدارقطني": (2/ 122).
(6)
هو في "التاريخ" برواية الدوري: (3/ 346 - رقم: 1671).
(7)
"الكامل": (2/ 216 - رقم: 402).
(8)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 201 - 202 - رقم: 873).
وقال محمَّد بن عبد الرَّحمن العنبريُّ: سُئل عبد الرَّحمن بن مهديٍّ عن حكيم بن جبير، فقال: إنَّما روى أحاديث يسيرة، وفيها أحاديث منكرات (1). وقال أبو بكر الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: حديث حكيم بن جبير في الصَّدقة، رواه زبيد أيضًا؟ فقال: كذا قال يحيى بن آدم، قال: سمعت سفيان يقول لعبد الله بن عثمان: أبو بسطام- يعني: شعبة- يروي عن حكيم بن جبير شيئًا؟ فقال: لا. فقال سفيان: فحدَّثنا زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد (2).
وقال ابن عَدِيٍّ: سمعت أحمد بن حفص يقول: سُئل أحمد بن حنبل- يعني وهو حاضر-: متى تحلُّ الصَّدقة؟ قال: إذا لم يكن خمسون درهمًا أو حسابها من الذَّهب. قيل له: حديث حكيم بن جبير؟ قال: نعم. ثُمَّ حكى عن يحيى بن آدم أنَّ الثوريَّ قال يومًا: قال أبو بسطام يحدِّث- يعني: شعبة- هذا الحديث عن حكيم بن جبيرٍ؟ قيل له: لا. قال: حدَّثني زبيد عن محمَّد ابن عبد الرَّحمن. ولم يزد عليه. قال أحمد: كأنَّه أرسله، أو كره أن يحدِّث به، أما تعرف الرَّجل. كلامًا نحو ذا.
وذكر ابن عَدِيٍّ لحكيم أحاديث، ثُمَّ قال: وله غير ما ذكرت من الحديث شيءٌ يسيرٌ، والغالب في الكوفين التَّشيُّع (3).
وقال أبو حاتم بن حِبَّان في كتاب " الضُّعفاء ": حكيم بن جبير الأسديُّ، من أهل الكوفة، يروي عن سعيد بن جبير والنَّخعيِّ، روى عنه الثَّوريُّ وشريك، كان غاليًا في التَّشيُّع، كثير الوهم فيما يروي، كان أحمد بن
(1)"الكامل" لابن عدى: (2/ 217 - رقم: 402).
(2)
"الكامل": (2/ 218 - رقم: 402).
(3)
"الكامل": (2/ 218 - 219 - رقم: 402).
حنبل لا يرضاه، وهو الَّذي يروي عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من سأل النَّاس وهو غنيٌّ، جاء يوم القيامة كدوحًا وخدوشًا في وجهه ". قيل: يا رسول الله، ما غناه؟ قال:" خمسون درهمًا أو قيمتها من الذَّهب ".
1659 -
أخبرناه زكريا بن يحيى السَّاجيُّ ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حمَّاد بن سلمة ثنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن حكيم بن جبير عن محمَّد ابن عبد الرَّحمن بن يزيد.
هكذا أبنا السَّاجيُّ عن إسرائيل عن حكيم بن جبير نفسه.
ولقد أخبرنا خالد بن النَّضر بن عمرو القرشيُّ ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حمَّاد بن سلمة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود مثله، وهذا أشبه.
قال ابن حِبَّان: وليس له طريقٌ يعرف ولا رواية، إلا من حديث حكيم ابن جبير (1).
كذا وجدته ليس فيه (عن أبيه).
1660 -
وقال البيهقيُّ: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العبَّاس محمَّد ابن يعقوب ثنا الحسن بن عليِّ بن عفَّان العامريُّ ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان بن سعيد عن حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل وله ما يغنيه، جاء يوم القيامة خموشٌ- أو خدوشٌ أو كدوحٌ - في وجهه ". فقيل: يا رسول الله، وما الغنى؟ قال:" خمسون درهمًا، أو قيمتها من الذَّهب ". قال يحيى بن آدم: فقال عبد الله بن
(1)"المجروحون": (1/ 246 - 247).
عثمان لسفيان: حفظي أنَّ شعبة كان لا يروي عن حكيم بن جبير. فقال سفيان: فقد ثنا زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن (1) يزيد.
قال البيهقيُّ: وأنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب ابن سفيان
…
فذكر معنى هذه الحكاية بلاغًا (2) عن يحيى بن آدم عن سفيان، ثُمَّ قال يعقوب: هي حكاية بعيدة، لو كان حديث حكيم بن جبير عن زبيد ما خفي على أهل العلم (3).
وقد سُئل الحافظ الدَّارَقُطْنِيُّ عن هذا الحديث في "العلل"، فقال: يرويه حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن أبيه، حدَّث به عنه: الثَّوريُّ وشريك وإسرائيل وحمَّاد بن شعيب.
ورواه محمَّد بن مصعب القرقسانيُّ عن حمَّاد بن سلمة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن محمَّد بن عبد الرَّحمن [بن](4) يزيد، ووهم في قوله:(عن أبي إسحاق) وإنَّما رواه إسرائيل عن حكيم بن جبير.
ورواه شعبة عن حكيم بن جبير أيضًا، حدَّث به عنه: إبراهيم بن طهمان ويحيى القطَّان.
ورواه زبيد ومنصور بن المعتمر عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد، لم يجاوزا به محمدًا (5)، وقولهما أولى بالصَّواب.
1661 -
حدَّثنا يحيى بن محمَّد بن صاعدٍ ثنا أبو هشام الرِّفاعيُّ
(1) في مطبوعة "سنن البيهقي": (عن) خطأ.
(2)
تصحفت في مطبوعة "سنن البيهقي" إلى: (بل إنما)!
(3)
"سنن البيهقي": (7/ 24).
(4)
زيادة من (ب) و"العلل".
(5)
في مطبوعة "العلل": (لم يجاوز ابنه محمَّدًا) خطأ.
وعبد الأعلى بن واصل قالا: ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان، وحدَّثنا ابن غيلان ثنا أبو هشام الرِّفاعيُّ ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان، عن حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يسأل عبدٌ مسألةٌ وله ما يغنيه، إلا جاءت يوم القيامة شيئًا أو خدوشًا أو كدوحًا - في وجهه ". قالوا: يا رسول الله، وماذا غناه- أو ماذا يغنيه-؟ قال:" خمسون درهمًا، أو حسابها من الذَّهب ". قال أبو هشام في حديثه في هذا الموضع: (قال يحيى بن آدم: قيل لسفيان: لو كان غير حكيم بن جبير؟
فقال: حدَّثنا زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد). وقال عبد الأعلى بن واصل في حديثه:) قال يحيى بن آدم: قال سفيان: وقد سمعت زبيدًا يحدِّث عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد نحوه- أو شبهه-). انتهى كلام الدَّارَقُطْنِيِّ (1).
1662 -
وقد روى الإمام أحمد بن حنبل هذا الحديث في "مسنده" من وجهٍ آخر ضعيفٍ، فقال: حدَّثنا نصر بن باب عن الحجَّاج عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل مسألةً وهو عنها غنيٌّ جاءت يوم القيامة كدوحًا في وجهه، ولا تحلُّ الصَّدقة لمن له خمسون درهمًا أو عرضها من الذَّهب "(2).
حجَّاج هو: ابن أرطأة، وقد اشتهر الكلام فيه.
والحمل في هذا الحديث على نصر بن باب، فإنَّه مشهورٌ بالضَّعف، قال يحيى بن معين: ليس بثقةٍ (3). وقال مرَّةً: ليس حديثه بشيءٍ (4). وقال
(1)"العلل": (5/ 215 - 217 - رقم: 829).
(2)
"المسند": (1/ 466).
(3)
"الكامل" لابن عدي: (7/ 36 - رقم: 1971) من رواية ابن الدورقي.
(4)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/ 469 - رقم: 2145) من رواية ابن أبي خيثمة.