الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بمشهورٍ، وبشَّار بن عبد الملك هو: المزنيُّ، بصريٌّ، قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: بشَّار بن عبد الملك ضعيفٌ (1). وقال أبو حاتم الرَّازيُّ: روى عن جدَّتِه أمِّ حكيم بنت دينار، روى عنه موسى بن إسماعيل وعبد الصَّمد بن عبد الوارث (2). وقال البخاريُّ في "التَّاريخ": بشَّار بن عبد الملك يعدُّ في البصريين، قال لنا موسى بن إسماعيل: ثنا بشَّار بن عبد الملك قال: حدَّثتني أمُّ حكيم سمعت مولاتها أمَّ إسحاق الغنوية قالت: هاجرت إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم (3) O.
*****
مسألة (363): لا تكره القبلة للصائم إذا كان ممَّن لا تحرِّك شهوته
.
وعنه: تكره، كقول مالك.
لنا أربعة أحاديث:
1747 -
الحديث الأوَّل: قال أحمد: ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل وهو صائمٌ (4).
1748 -
الحديث الثَّاني: قال أحمد: وثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا هشام
(1)"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (2/ 415 - رقم: 1641).
(2)
المصدر السابق.
(3)
"التاريخ الكبير": (1/ 129 - رقم: 1931).
(4)
"المسند": (6/ 42)؛ "صحيح البخاري": (3/ 482 - 483)؛ (فتح- 4/ 149، 152 - رقمي: 1927 - 1928)؛ "صحيح مسلم": (3/ 134 - 135)؛ (فؤاد- 2/ 776 - رقم: 1106).
الدَّستوائيُّ عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن زينب بنت أمِّ سلمة عن أمِّ سلمة أنَّها قالت: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم يقبِّلها وهو صائمٌ (1).
الحديثان في "الصَّحيحين".
1749 -
الحديث الثَّالث: قال أحمد: وحدَّثنا حجَّاج ثنا ليث قال: حدَّثني بكير عن عبد الملك بن سعيدٍ الأنصاريِّ عن جابر بن عبد الله عن عمر ابن الخطَّاب قال: هششت يومًا فقبَّلت وأنا صائمٌ، فأتيت النَّبيَّ-صلى الله عليه وسلم فقلت: صنعت اليوم أمرًا عظيمًا! قبَّلتُ وأنا صائمٌ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرأيت لو تمضمضت وأنت صائمٌ؟ ". قلت: لا بأس (2). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ففيم؟! "(3).
قال المؤلِّف: ليثٌ ضعيفٌ.
ز: كذا قال! وهو وهمٌ ظاهرٌ، فإنَّ ليثًا هذا هو ابن سعدٍ الإمام، وليس بابن أبي سُليم المتكلَّم فيه.
قال شيخنا الإمام العلامة أبو العبَّاس: ليث هذا هو: الليث بن سعدٍ الإمام الجليل، لا يختلف في فضله ونبله وثقته وفقهه اثنان! توهَّم المؤلِّف رحمه الله أنَّه ليث بن أبي سليم، وذاك مع حفظه قد ضُعِّف، وليس طبقة ليث بن سعدٍ طبقة ابن أبي سليم؛ فإنَّ ابن أبي سليم يروي عن عطاء ومجاهد وكبار التَّابعين.
(1)"المسند": (6/ 310)؛ "صحيح البخاري": (3/ 483)؛ "صحيح مسلم": (1/ 167، 177)؛ (فؤاد- 1/ 243، 257 - رقمي: 296، 324)، ولم يذكر مسلم محل الشاهد.
(2)
في "التحقيق": (لا بأس بذلك).
(3)
"المسند": (1/ 21).
وأحمد لا يروي عن واحدٍ عنه، وإنَّما يروي عن اثنين، والرُّواة عنه مثل: سفيان وشعبة.
وبكير- محدِّث الليث- هو: بكير بن عبد الله بن الأشج، رجلٌ مصريٌّ من بلد الليث بن سعد، لا يروي عنه الليث بن أبي سليم أبدًا ولا يمكن ذاك.
وإنَّما أُتي المصنِّف رحمه الله من حيث قيل: (ليث) - بحذف اللام-، وفي الغالب إنَّما تسقطان في ابن أبي سُليم وتثبتان في ابن سعدٍ، وما ذاك بضربة لازبٍ (1)، فإنَّ حذفها في ابن سعدٍ كثيرٌ في "المسند"، انتهى كلام شيخنا رحمه الله (2).
وقد روى هذا الحديث أيضًا: عبد بن حميد في "مسنده" عن أبي الوليد عن ليث (3).
ورواه أبو داود عن أحمد بن يونس وعيسى بن حمَّاد عن الليث (4).
ورواه النَّسائيُّ عن قتيبة عن ليث.
وقال: هذا حديثٌ منكرٌ، وبكير مأمون، وعبد الملك بن سعيد روى
(1) في " لسان العرب ": (1/ 738 - لزب): (أي لازم شديد) أ. هـ
(2)
هذا النقل عن الإمام ابن تيمية من أغرب ما مرَّ بنا في هذا الكتاب! ووجه الغرابة: أن الانتقاد فيه موجَّه إلى كلام ابن الجوزي، بدليل قوله:(توهم المؤلف رحمه الله أنه ليث بن أبي سليم)، فهل لابن تيمية حواشٍ على "التحقيق"؟ أم أنه كتب هذا في هامش كتاب آخر لابن الجوزي وجلبه ابن عبد الهادي الى هنا؟ أم ثَمَّ أمر آخر؟ الله أعلم.
(3)
" المنتخب ": (1/ 61 - رقم: 21).
(4)
"سنن أبي داود": (3/ 159 - رقم: 2377).
عنه غير واحدٍ، ولا ندري ممَّن هذا؟! (1).
ورواه أبو حاتم بن حِبَّان البستيُّ عن الفضل بن الحبُاب الجُمحيِّ عن أبي الوليد عن ليث (2).
ورواه الهيثم بن كُليب الشَّاشيُّ من رواية شبابة عن الليث (3).
ورواه البيهقيُّ من رواية يحيى بن بُكيرٍ عن الليث (4).
ورواه الحاكم في "المستدرك" وقال: على شرط الشَّيخين (5).
وليس كلما قال، فإنَّ عبد الملك بن سعيد بن سويد انفرد به مسلمٌ (6)، لكن هو صدوق.
وقد ضعَّف الإمام أحمد بن حنبل هذا الحديث، وقال: هذا ريحٌ، ليس من هذا شيء (7).
وإنَّما ضعَّف الإمام أحمد هذا الحديث وأنكره النَّسائيُّ مع أنَّ رواته صادقون، لأنَّ الثَّابت عن عمر خلافه:
1750 -
فروى عبد الرَّزَّاق عن معمر عن الزُّهريِّ عن ابن المسيَّب أنَّ عمر بن الخطَّاب كان ينهى عن القبلة للصائم، فقيل له: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
(1)" سنن النسائي الكبرى ": (2/ 199 - رقم: 3048)، وكلام النسائي غير موجود في المطبوعة، وهو في "تحفة الأشراف":(8/ 17 - رقم: 10422).
(2)
"الإحسان": (8/ 313 - رقم: 3544).
(3)
ومن طريقه الضياء في "المختارة": (1/ 196 - رقم: 100).
(4)
"سنن البيهقي": (4/ 261).
(5)
"المستدرك": (1/ 431).
(6)
"رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (1/ 434 - رقم: 977).
(7)
"المغني" لابن قدامة: (4/ 361).
يقبِّل وهو صائم. فقال: من ذا له من الحفظ والعصمة ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟! (1).
وقد حمل أبو عمر بن عبد البرِّ قول عمر هذا على التَّنزيه، فقال: لا أرى معنى حديث ابن المسيَّب في هذا الباب عن عمر إلا تنزهًا واحتياطًا منه، لأنَّه قد روي فيه عن عمر حديثٌ مرفوعٌ، ولا يجوز أن يكون عند عمر حديثٌ ويخالفه إلى غيره (2).
ثمَّ ذكر حديث الليث عن بكير O.
1751 -
الحديث الرَّابع: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن زياد بن علاقة عن عمرو ابن ميمون عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل في شهر رمضان.
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هذا إسنادٌ صحيحٌ (3).
ز: روى هذا الحديث مسلمٌ (4) وأبو داود (5) والتِّرمذيُّ وصحَّحه (6) والنَّسائيُّ (7) وابن ماجة (8) من حديث أبي الأحوص.
ورواه مسلمٌ من حديث بهز بن أسد عن أبي بكر النهشليِّ عن زياد بن
(1)" المصنف ": (4/ 182 - رقم: 8406).
(2)
التمهيد": (5/ 112 - 113).
(3)
"سنن الدارقطني": (2/ 180).
(4)
"صحيح مسلم": (3/ 136)؛ (فؤاد- 2/ 778 - رقم: 1106).
(5)
"سنن أبي داود": (3/ 158 - رقم: 2375).
(6)
"الجامع": (2/ 97 - رقم: 727).
(7)
"السنن الكبرى": (2/ 206 - رقم: 3090).
(8)
"سنن ابن ماجة": (1/ 537 - رقم: 1683).
علاقة (1) O.
أما حجُّتُهم:
1752 -
فقال أحمد بن حنبل: ثنا أبو نُعيم ثنا إسرائيل عن زيد بن جبير عن أبي يزيد [الضِّنِّيِّ](2) عن ميمونة بنت سعدٍ قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجلٍ قبَّل امرأته وهما صائمان. قال: " قد أفطرا "(3).
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هذا لا يثبت، وأبو يزيد [الضِّنِّيُّ](4) ليس بمعروفٍ (5).
ز: رواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن الفضل بن دُكين (6)، وهو غيرٍ ثابتٍ كما قال الدَّارَقُطْنِيُّ.
1753 -
وقال البيهقيُّ: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثيُّ نا أبو أسامة عن عمر بن حمزة ثنا سالم عن عبد الله بن عمر قال: قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فرأيته لا ينظرني! فقلت: يا رسول الله، ما شأني؟! فالتفت إليَّ فقال: ألسْتَ المقبِّل وأنت الصَّائم؟!
(1)"صحيح مسلم": (3/ 136)؛ (فؤاد- 2/ 778 - رقم: 1106).
(2)
في الأصل و"التحقيق" ومطبوعة "المسند": (الضبي)، والتصويب من (ب).
وانظر: "الأنساب" للسمعاني: (8/ 163)؛ "تهذيب الكمال": (34/ 408 - رقم: 7705)؛ "توضيح المشتبه": (5/ 410).
(3)
"المسند": (6/ 463) وفي مطبوعته: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل قبل امرأته وهو صائم، قال: " قد أفطر ").
(4)
في الأصل و"التحقيق" ومطبوعة "سنن الدارقطني": (الضبي)، والتصويب من (ب).
(5)
"سنن الدارقطني": (2/ 184).
(6)
"سنن ابن ماجة": (1/ 538 - رقم: 1686).