الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب التغْلِيظ فِي اليَمينَ الفَاجِرَة
3243 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبّاحِ البَزّازُ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ، أَخْبَرَنا هِشامُ بْنُ حَسّانَ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ قال: قال النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ مَصْبُورَةٍ كاذِباً فَلْيَتبوَّأْ بِوَجْهِهِ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ"(1).
* * *
باب التغليظ في اليمين الفاجرة
[3242]
(2)(حدثنا محمد بن الصبّاح البزاز) بزاءين كما تقدم (ثنا يزيد ابن هارون) السلمي الواسطي (أخبرني هشام بن حسان) الأزدي مولاهم (عن محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين) رضي الله عنهما (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين مصبورةٍ) أي: أُصبر لها، بمعنى: ألزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم (3).
قال عياض: يحتمل أن الصبر بمعنى الإكراه أي: أكره حتى حلف، ويحتمل أنه بمعنى الجرأة والإقدام كقوله تعالى:{فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (4). وقيل لها؛ مصبورة. تجوزاً؛ لأنها وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور؛ لأنه إنما صبر من أجلها، أي: حبس من جهة الحاكم على اليمين حتى يحلف بها. ولو حلف من غير الحاكم. لم
(1) رواه ابن أبي شيبة 11/ 369 (22589)، وأحمد 4/ 436، 441، والحاكم 4/ 294. وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1837).
(2)
سبق أن هذا الحديث مكانه في النسخ المطبوعة أول الباب. وانظر تعليقنا هناك.
(3)
انظر: "النهاية" لابن الأثير 3/ 9.
(4)
انظر: "إكمال المعلم شرح صحيح مسلم" 1/ 392.
يكن صبرًا، لكن وصفت اليمين بالصبر وأصيغت إليه مجازا (1). وقوله:"يمين مصبورة" الأكثر تنوين يمين ونصب صفة (2). وقيل: هو على الإضافة وحذف التنوين مثل رواية "الصحيح": " يمين صبر"(3) هو أيضًا بإضافة اليمين إلى صبر. ويمين الصبر: هي التي يحبس الحالف نفسه عليها (4). وقيل: المراد الحالف هو الذي صبر نفسه، أي: حبسها وقهرها على اليمين (كاذبًا) أي: متعمدًا للكذب مثل حديث: من كذب عليه متعمدًا (5). ومن لم يتعمد لا إثم عليه (فليتبوأ بوجهه مقعده من النار) يعبر عن جملة البدن بالوجه والرأس والرقبة فكأنه قال: فلينزل ببدنه في مقعده من النار. ويجوز أن يكون التقدير: فلينزل مكبًّا بوجهه في مقعده من النار كما قال تعالى: {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} (6).
* * *
(1) انظر: "النهاية" لابن الأثير 3/ 9.
(2)
كذا بالنسخ الخطية.
(3)
البخاري (4549)، ومسلم (138).
(4)
"شرح النووي على مسلم" 2/ 160.
(5)
البخاري (110)، ومسلم (3) من حديث أبي هريرة.
(6)
النمل: 90.