الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30 - باب صَنْعَةِ الطَّعَام لأَهْلِ المَيِّتِ
3132 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيانُ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ خالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اصْنَعُوا لآِلِ جَعْفَرٍ طَعامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ"(1).
* * *
باب صنعة (2) الطعام لأهل الميت
[3132]
(حَدَّثَنَا مسدد قال: حَدَّثَنَا سفيان) بن عيينة (عن جعفر بن خالد) المخزومي، ثقة (عن أبيه) سارة المخزومي المكي وثق (عن عبد الله بن جعفر قال) لما (قال (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر) لأهل بيته، أي: أهله وأقاربه لما جاء نعي جعفر الصادق (4)، وفي قوله:"اصنعوا لآل جعفر" إشارة إلى أن المخاطب بذلك جيران أهل الميت وأقاربه لا جيران الميت، حتى لو كان الميت في بلد وأهله في بلد استحب أن يصنع ذلك لأهله؛ لأنهم المصابون المشغولون لا جيران الميت كما اتفق لجعفر رضي الله عنه حين مات في غزوة مؤتة.
وفي بعض طرق هذا الحديث عن أسماء بنت عميس - وهي والدة عبد الله بن جعفر - أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وقد عجنت عجين بني
(1) رواه الترمذي (1019)، وابن ماجة (1610)، وأحمد 1/ 205.
حسنه الألباني في "صحيح الجامع"(1015).
(2)
في (ر): صفة.
(3)
مكررة في (ل).
(4)
هكذا في النسخ الخطية.
جعفر، فدعى بني جعفر في اليوم الذي قتل فيه جعفر وأصحابه.
قالت: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشمهم وتذرف (1) عيناه. فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبلغك عن جعفر شيء؟ قال:"نعم، قتل اليوم هو وأصحابه". قالت: فقمت أبكي فاجتمع إلينا النساء. قالت: ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا") (2) فيه أنه يستحب لأقرباء الميت وجيران أهله الذين لا يشتغلون بالمصيبة أن يهيئوا طعامًا.
وفي قوله: "يصنعوا طعامًا" إشارة إلى أن يكون مصنوعًا بالطبخ وغيره، ومما يستحب منه الخزيرة لما في الحديث:"إنها تذهب ببعض الحزن"(3) إذ هي من أسرع ما يطبخ وأقل كلفة وأنفعه للمحزونين.
قال أصحابنا وغيرهم: ويستحب أن يكون الطعام يشبعهم يومهم وليلتهم، وهذا من البر (4) والمعروف الذي أمر الله تعالى به.
وأما إصلاح أهل الميت طعامًا وجمع الناس عليه فبدعة غير مستحبة.
روى جرير بن عبد الله قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة. رواه أحمد وابن ماجة بإسنادٍ صحيح (5).
ونص على ذلك صاحب "الشامل"(6) والشافعي (7) قال: وأكره
(1) في النسخ: تدور. والمثبت من "المخلصيات" 3/ 58.
(2)
رواه أبو طاهر المخلص "المخلصيات" 3/ 58.
(3)
رواه البخاري (5417).
(4)
سقط من (ر).
(5)
"المسند" 2/ 204، "سنن ابن ماجة"(1612).
(6)
انظر: "البيان" للعمراني 3/ 126، "المجموع" 5/ 320.
(7)
"الأم" 2/ 638.
المأتم، وهي الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يكلف الجزيل ويجدد المؤنة والكلفة لأهل الميت مع اشتغالهم بحزنهم. قال: وأكره الأكل من طعام المأتم. قال: وأما الذبح والعقر عنه فمذموم.
قال أبو البختري: بيتوتة الناس عند أهل الميت ليست إلا من فعل الجاهلية. قال القرطبي في "التذكرة": وهذِه الأمور قد صارت عند الناس اليوم سنة الان، وتركها بدعة، فانقلب الحال وتغيرت الأحوال.
قال ابن عباس: لا يأتي على الناس زمان إلا أماتوا سنة وأحيوا بدعة (1).
(فإنهم قد أتاهم) أي: فاجأهم (أمر يشغلهم) رواية: شغلهم، بفتح الياء والغين وضم الغين لغة شاذة، أي: يشغلهم، أي: عن تهيئة الطعام [والسعي فيه، وفيه إشارة إلى استحباب أكل أهل الميت من الطعام](2) ما يستعينون به على حزنهم، ولا يجمعوا بين الحزن والهم والجوع.
وكان قتل جعفر في جمادى سنة ثمانٍ من الهجرة في غزوة مؤتة وهو موضع معروف عند الكرك (3).
* * *
(1)"التذكرة" ص 338.
(2)
سقط من (ر).
(3)
انظر: "المجموع" 5/ 319.