الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
71 - باب في تَعْمِيقِ القَبْرِ
3215 -
حدثنا عَبْدُ اللهِ بْن مَسْلَمَةَ القَعْنَبيُّ أَنَّ سُلَيْمانَ بْنَ المُغِيرَةِ حَدَّثَهُمْ، عَنْ حُمَيْدٍ -يَعْني: ابن هِلالٍ - عَنْ هِشامِ بْنِ عامِرٍ قال: جاءَتِ الأَنْصارُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فَقالوا أَصابَنا قَرْحٌ وَجَهْدٌ فَكَيْفَ تَأْمُرُنا قالَ: "احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا واجْعَلُوا الرَّجُلَيْنِ والثَّلاثَةَ في القَبْرِ" .. قِيلَ: فَأَيُّهُمْ يُقَدَّمُ؟ قالَ: "أَكْثَرُهُمْ قُرْآنًا" .. قال: أُصِيبَ أَبي يَوْمَئِذٍ عامِرٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ أَوْ قال: واحِدٌ (1).
3216 -
حدثنا أَبُو صالِحٍ -يَعْني: الأَنْطاكيَّ- أَخْبَرَنا أَبُو إِسْحاقَ -يَعْني: الفَزاريَّ- عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ بإسْنادِهِ وَمَعْناهُ زادَ فِيهِ:"وَأَعْمِقُوا"(2).
3217 -
حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حدثنا جَرِيرٌ، حدثنا حُمَيْدٌ - يَعْني ابن هِلالٍ - عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشامِ بْنِ عامِرِ بهذا الحَدِيثِ (3).
* * *
باب في تعميق القبر
[3215]
(حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، أن سليمان بن المغيرة) القيسي البصري مولى بني قيس بن ثعلبة من حفاظ البصرة، قال أحمد: ثبت ثبت (4)(حدثهم عن حميد بن هلال) العدوي قال قتادة:
(1) رواه الترمذي (1713)، والنسائي 4/ 80، وابن ماجه (1560)، وأحمد 4/ 19.
وصححه الألباني في "الإرواء"(743).
(2)
رواه والنسائي 4/ 80، وأحمد 4/ 20.
(3)
رواه الترمذي (1713)، والنسائي 4/ 80، وابن ماجه (1560)، وأحمد 4/ 19.
وصححه الألباني في "الإرواء"(743).
(4)
"الجرح والتعديل" 4/ 145.
ما كانوا يفضلون عليه أحدًا في العلم (1)(عن هشام بن عامر) رضي الله عنه بن أمية الأنصاري كان يسمى في الجاهلية: شهابا فسماه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هشاما (قال: جاءت الأنصارُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد) وكانت في شوال سنة ثلاث يوم السبت.
(فقالوا: أصابنا قُرح) بضم القاف قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر، عن عاصم، والباقون بفتحها (2)، لغتان كالضُعف والضَّعف أي: جراح، وقيل: بالفتح الجراح وبالضم ألمها (3)(وجهد) بفتح الجيم وضمها أي: مشقة، زاد النسائي (4): فقلنا يا رسول الله: الحفر علينا لكل إنسان شديد (فكيف تأمرنا) أي: في دفنهم؟ ) قال: أحفِروا) لهم قبورًا (وأَوسِعوا) بفتح الهمزة يعني: لا تضيقوا في الحفر، ويوضحه ما رواه المصنف في باب اجتناب الشبهات من كتاب البيوع عن رجل من الأنصار قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي الحافر: "أوسع من قبل رجليه، أوسع من قبل رأسه" الحديث. ورواه البيهقي (5) وإسناده صحيح (6).
وفيه؛ استحباب توسيع القبر من عند رأسه ومن عند رجليه ليصون ما يلي ظهره من الانقلاب ويمال رأسه قليلًا للقبلة ليكون كالراكع، وكذا تمال رجلاه قليلا إلى للقبلة.
(1)"التاريخ الكبير" للبخاري 2/ 346.
(2)
"السبعة" 1/ 216.
(3)
انظر: "الكشاف" للزمخشري 1/ 446.
(4)
"المجتبى" 4/ 85.
(5)
"السنن الكبرى" 3/ 414.
(6)
انظر: "التلخيص الحبير" 2/ 296.
(واجعلوا الرجُلِينِ والثلاثةَ في القبر) في القبر الواحد. فيه أن الضرورة إذا دعت أن يدفن في القبر الواحد أكثر من ميت وهذا إذا كثر الموتى أو القتلى، وتقدم في ذلك تفصيل بين أن يكون من جنس واحد أولا، وأما عند الاختيار فلا يجوز، وفي "الموطأ" عن هشام بن عروة، عن أبيه: لا أحب أن أدفن بالبقيع؛ لأن أدفن في غيره أحب إليَّ من أن أدفن فيه إنما هو أحد رجلين: إما ظالم فلا أحب أن أدفن معه، وإما صالح فلا أحب أن تنبش لي عظامه (1).
(قيل: فأيهم يُقَدَّم؟ قال: أكثرهم قرآنًا) فإن تساويا فأكثرهم صلاحا (قال) هشام بن عامر (أصيب أبي يومئذٍ) أي يوم غزوة أحد، وأبوه (عامر) بن أمية بن زيد الحَسحَاس -بفتح الحاءين المهملتين (2) - الأنصاري، شهد بدرًا وأحدًا، واستشهد يوم أحد (بين اثنين) رواية النسائي: فكان أبي ثالث ثلاثة في قبر واحد (3)(أو قال) مع (واحد) في قبر.
[3216]
(حدثنا أبو صالح الأنطاكي، قال: أنا أبو إسحاق الفزاري، عن الثوري، عن أيوب، عن حميد بن هلال، بإسناده) المتقدم (ومعناه، أزاد، فيه: وأعمقوا) بفتح الهمزة وسكون العين المهملة ويجوز إعجامها، قال الراغب في "مفرداته" (4): أصل العمق البعد سفلًا. وفي
(1)"الموطأ" رواية يحيى (550).
(2)
انظر: "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 2/ 918.
(3)
"المجنبى" 4/ 80.
(4)
"مفردات ألفاظ القرآن" 2/ 124.
الشواذ (من كل فج غميق)(1) وزعم قومٌ: أن ما كان منبسطًا على وجه الأرض منبسطًا قيل عنه: عميق كما في الآية، وما كان هاويًا إلى أسفل قيل فيه: غميق بالغين معجمة.
ويوضح قدر العمق إلى أسفل ما رواه ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عمر: أعمقوا لي قدر قامة وبسطة ولم ينكره أحد (2). قال النووي: المراد قامة رجل معتدل. والمراد أن يقوم ويبسط يده مرفوعة (3).
[3217]
(حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا جرير، قال: ثنا حميد ابن هلال، عن سعد بن هشام بن عامر، بهذا) فقد اختلف على حميد بن هلال راويه (4) عن هشام فمنهم من أدخل بينه وبينه ابنه سعد بن هشام، ومنهم من أدخل بينهما أبا الدهماء، ومنهم من لم يذكر بينهما أحدًا (5).
(1)"اللباب في علوم الكتاب" 14/ 74، ولم ينسبه لأحد.
(2)
"مصنف ابن أبي شيبة" 4/ 327 (11784)، و"الأوسط" 5/ 454) (3200)، وانظر:"التلخيص الحبير" 2/ 296.
(3)
"روضة الطالبين" 2/ 132.
(4)
في الأصل (رواية) وهو خطأ والمثبت من "التلخيص".
(5)
انظر: "التلخيص الحبير" 2/ 295.