الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب عِيادَةِ النِّساءِ
3092 -
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ أَبِي عَوانَةَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُمِّ العَلاءِ قالَتْ: عادَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضَةٌ فَقَالَ: "أَبْشِري يَا أُمَّ العَلَاءِ فَإِنَّ مَرَضَ المُسْلِمِ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ خَطاياهُ كَما تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ"(1).
3093 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ح وَحَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمانُ ابْنُ عُمَرَ - قالَ أَبُو داوُدَ: وهذا لَفْظُ ابن بَشَّارٍ - عَنْ أَبِي عامِرٍ الَخزَّازِ، عَنِ ابن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَشَدَّ آيَةٍ في القُرْآنِ قالَ: "أَيَّةُ آيَةٍ يا عائِشَةُ" .. قالَتْ: قَوْلُ اللهِ تَعالَى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قالَ: "أَمَا عَلِمْتِ يا عائِشَةُ أَنَّ المُؤْمِنَ تُصِيبُهُ النَّكْبَةُ أَوِ الشَّوْكَةُ فَيُكَافَأُ بِأَسْوَإِ عَمَلِهِ وَمَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ" .. قالَتْ: أَلَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)} قالَ: "ذَاكُمُ العَرْضُ يا عائِشَةُ مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ".
قالَ أَبُو داوُدَ: وهذا لَفْظُ ابن بَشَّارٍ قالَ: أَخْبَرَنَا ابن أَبِي مُلَيْكَةَ (2).
* * *
باب عيادة النساء
[3092]
(حَدَّثَنَا سهل بن بكار) الدارمي شيخ البخاري (عن أبي عَوَانة) لعله الوضاح اليشكري (3)(عن عبد الملك بن عُمير) بالتصغير الكوفي (عن أم العلاء) الأنصارية أم خارجة بن زيد، وعبد الملك بن
(1) رواه عبد بن حميد (1564)، والطبراني 25/ 141 (340)، وأبو نعيم في "المعرفة"(7995). صححه الألباني في "الصحيحة""714".
(2)
رواه مختصرا البخاري (103)، ومسلم (2876). وشطره الأول ليس فيهما.
(3)
بل هو جزمًا.
زيد، وهي من المبايعات، وهي عمة [حزام بن](1) حكيم بن حزام (2).
(قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة) فيه عيادة الرجال للنساء حيث يجوز اجتماعهم بهن (فقال: أبشري) بفتح الهمزة (يا أم العلاء، فإنَّ مَرَضَ المسلم) فيه أن الكافر إذا مرض أو أصيب بمصيبة لا يثاب عليها ولا يكفر عنه به شيء (يُذهِبُ) بضم أوله وكسر ثالثه (الله) عنه (به خطاياه كما تُذهِبُ النارُ خَبَثَ الذهب والفضة) أي: إذا صبر عليه واحتسبه عند الله تعالى.
ووجهه والله أعلم أن العبد يمتحن بما يصيبه من الأمراض وغيرها كما يمتحن الذهب والفضة بالنار، فإن صبر كما يصبر الذهب والفضة على النار خرجت عنه خطاياه كما يخرج الخبث منهما بالنار.
[3093]
(حَدَّثَنَا مسدد، حَدَّثَنَا يحيى) بن سعيد (ح وحَدَّثَنَا محمد بن بشار، وهذا لفظ ابن بشار، قال: حَدَّثَنَا عثمان بن عمر) ابن فارس العبدي (قال أبو داود) سليمان بن داود الطيالسي (3)(عن أبي عامر) صالح بن رستم (الخزاز) بخاء معجمة وزاي مكررة.
قال (أبو داود الطيالسي)(4) وأبو داود السجستاني (5): ثقة.
(1) من "تهذيب الكمال" 35/ 376.
(2)
قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 12/ 423: لكن سياق الحديث عن عبد الملك بن عمير عن امرأة منهم يقال لها: أم العلاء وعبد الملك لخمي فالظاهر أن صاحبة الترجمة لخمية وهي غير عمة حزام بن حكيم فالله تعالى أعلم.
(3)
الصواب أنه أبو داود السجستاني.
(4)
تكررت في (ل).
(5)
في النسخ: السختياني. وهو خطأ.
قال ابن عدي: لم أر له حديثًا منكرًا جدًّا (1)(عن) عبد الله بن عبيد الله (بن أبي مليكة، عن عائشة) رضي الله عنها (قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشدَّ آيةِ في كتاب الله) وقد روي أن هذِه الآية لما نزلت شق ذلك على كثير من الصحابة (قال: أيةُ آية يا عائشة؟ قالت) هي (قول الله عز وجل: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}) روى أبو بكر ابن مردويه بسنده عن أبي بكر الصديق قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذِه الآية {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر هل أقرئك آية نزلت عليَّ؟ ". قلت: بلى يا رسول الله. فأقرأنيها، فلا أعلم إلا أني وجدت انقصاما في ظهري حتى تمطأت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لك يا أبا بكر؟ " قلت: بأبي أنت (2) وأمي يا رسول الله، وأينا لم يعمل السوء، وإنا لمجزيُّون بكل سوء عملناه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما أنت وأصحابك يا أبا بكر المؤمنون فتجزون (3) بذلك في الدنيا، حتى تلقوا الله وليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزوا به يوم القيامة"(4). وِرواه الترمذي أيضًا لكن في سند ابن مردويه موسى بن عبيدة وهو يضعف ومولى ابن سباع مجهول (5).
(قال: أما علمت يا عائشة أن المؤمن تصيبه النَّكْبة) بفتح النون هي مثل العثرة تدمى منها الرجل (أو الشوكة) فيحاسب أي: على جميع ما عمل
(1)"الكامل" 5/ 111.
(2)
سقط من الأصل والمثبت من "تفسير ابن كثير".
(3)
في الأصل: فتجزوا. والمثبت من التفسير.
(4)
رواه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 2/ 418 - 419.
(5)
هما في "سنن الترمذي" أيضًا بل هذا كلامه فيهما في "السنن"(3039).
في الدنيا (فيكافأ) بهمزة آخره أي: يجازى (بأسوأ عمله) فيه أن الآية نزلت في المسلمين وأنها عامة في الحسنات والسيئات كما قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} (1) وإذا حوسب كفر عنه من سيئاته بكل ما يصيب المسلم من بلية أو شوكة كما في الحديث، وبالمرض والحزن واللأواء كما رواه أحمد (2) وابن حبان في "صحيحه"(3) وبالحمى، والبضاعة يضعها في كمه [فيفقدها](4) فيفزع لها فيجدها في ضبنه (5) كما رواه أبو داود الطيالسي (6) وبالصداع بالرأس كما في رواية أحمد (7).
(ومن حوسب عذب) رواية مسلم (8): "من نوقش الحساب" أي: من استقصي عليه عذب. قال النووي: له معنيان: أحدهما: أن نفس المناقشة وعرض الذنوب والتوقيف عليها هو التعذيب لما فيه من التوبيخ.
والثاني: أنه مفض إلى العذاب بالنار، ويؤيده قوله في الرواية الأخرى:"هلك" مكان "عذب" وهذا الثاني هو الصحيح، ومعناه: أن التقصير غالب في العباد، فمن استقصي عليه ولم يسامح هلك ودخل النار، ولكن الله تعالى يعفو ويغفر ما دون الشرك لمن يشاء (9).
(1) الزلزلة: 7 - 8.
(2)
"المسند" 1/ 11.
(3)
(2910).
(4)
ليست بالأصل، والمثبت من "مسند الطيالسي".
(5)
في النسخ تشبه: جيبه، والمثبت من "مسند أحمد".
(6)
"مسند أبي داود الطيالسي" 3/ 160 (1689).
(7)
"المسند" 5/ 198.
(8)
"صحيح مسلم (2876).
(9)
"شرح مسلم" للنووي 17/ 208 - 209.
(قالت: أليس يقول الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)}) قالت عائشة: يقرر بذنوبه ثم يتجاوز عنه. وقال الحسن: يجازى بالحسنة ويتجاوز عن السيئة. وعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم يه:"يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين: ديوان فيه العمل الصالح، وديوان فيه ذنوبه، وديوان فيه النعم من الله عليه، فيقول الله لأصغر نعمة: خذي ثمنك من عمله الصالح فيستوعب عمله الصالح، ثم تنحى وتقول: وعزتك ما استوفيت وتبقى الذنوب والنعم وقد ذهب العمل الصالح، فإذا أراد الله أن يرحم عبدا قال: يا عبدي قد ضاعفت لك حسناتك وتجاوزت عن سيئاتك، أحسبه قال: ووهبت لك نعمتي" رواه البزار (1).
(قال: ذاكم العرض [يا عائشة]) رواية البخاري في تفسير {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} قال: "ذاكِ العرضُ يُعرضون"(2) و (من نوقشَ الحساب) هلك، وفي رواية (عذب) وعن عائشة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم حاسبني حسابا يسيرا"(3). وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حاسب نفسه في الدنيا هون الله عليه حسابه يوم القيامة"(4). المناقشة: الاستقصاء في الحساب، انتقشت منه جميع حقي، ومنه: نقش الشوك من الرِّجل وهو استخراجه (5).
* * *
(1)"البحر الزخار" 13/ 99 (6462).
(2)
البخاري (4939).
(3)
رواه أحمد 40/ 260.
(4)
انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية 5/ 429 فلم أقف على الحديث إلا عنده.
(5)
انظر: "شرح السنة" للبغوي 15/ 132.