الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
72 - باب في تَسْوِيةِ القَبْرِ
3218 -
حدثنا محَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنا سُفْيانُ، حدثنا حَبِيبُ بْن أَبي ثابِتٍ، عَنْ أَبي وائِل، عَنْ أَبي هَيّاجٍ الأَسَديِّ قال: بَعَثَني عَليٌّ قال لي: أَبْعَثُكَ عَلَى ما بَعَثَني عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لا أَدَعَ قبرًا مُشْرِفًا إِلا سَوَّيْتُهُ وَلا تِمْثالاً إِلا طَمَسْتُهُ (1).
3211 -
حدثنا أَحْمَدُ بْن عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حدثنا ابن وَهْبٍ، حَدَّثَني عَمْرُو بْنُ الحارِثِ أَنَّ أَبا عَليٍّ الهَمْدانيَّ حَدَّثَه قالَ: كنّا مَعَ فَضالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ بِرُودِسَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَتُوُفِّيَ صاحِبٌ لَنا فَأَمَرَ فَضالَةُ بِقَبْرِهِ فَسُوّيَ ثمَّ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِتَسْوِيَتِها (2). قالَ أَبُو داوُدَ: رُودِسُ جَزِيرَةٌ في البَحْرِ.
3220 -
حدثنا أَحْمَدُ بْن صالِحٍ، حدثنا ابن أَبي فدَيْكٍ أَخْبَرَني عَمْرُو بْن عُثْمانَ بْنِ هانِئٍ، عَنِ القاسِمِ قال: دَخَلْتُ عَلَى عائِشَةَ فَقلْث: يا أُمَّهْ اكْشِفي لي عَنْ قبرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَصاحِبَيْهِ رضي الله عنهما فَكَشَفَتْ لي عَنْ ثَلاثَةِ قُبُورٍ لا مُشْرِفَةٍ وَلا لاطِئَةٍ مَبْطوحَةٍ بِبَطْحاءِ العَرْصَةِ الحَمْراءِ، قالَ أَبُو عَليٍّ: يُقال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُقَدَّمٌ وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ وَعُمَرُ عِنْدَ رِجْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).
* * *
باب في تسوية القبر
نسخة: القبور.
[3218]
(ثنا محمد بن كثير قال: ثنا سفيان) بن سعيد الثوري (ثنا
(1) رواه مسلم (969).
(2)
رواه مسلم (968).
(3)
رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 3/ 944، وأبو يعلى (4571)، والحاكم 1/ 368، والبيهقي 4/ 3. وضعفه الألباني في "المشكاة" (1712).
حَبيب) بفتح الحاء المهملة (ابن أبي ثابت) الأسدي كان مفتيا مجتهدًا، (عن أبي وائل) شقيق بن سلمة (عن أبي هَيَّاج) بفتح الهاء والياء المثناة تحت واسمه حيان، بفتح الحاء المهملة وتشديد المثناة تحت، ابن حصين (الأسدي رضي الله عنه قال: بعثني علي رضي الله عنه قال) لي (أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع قبرًا مشرفًا) أي: مرتفعًا، فيه أن السنة أن القبر لا يرفع عن الأرض رفعًا كثيرًا، ولا يسنم بل يرفع قدر شبر. (إلا سويتَه) فيه تسطيح القبر، وهو مذهب الشافعي، وروى الشافعي عن إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه مرسلا] (1) أنه رش قبر إبراهيم ووضع عليه حصباء. قال: والحصباء لا تثبت إلا على مسطح (2).
وعن القاسم: رأيت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر مسطحة. وذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد إلى أن تسنيم القبر أفضل من تسطيحه (3).
(ولا تمثالاً) أي: مثل ما فيه صورة ما فيه الروح، وهو يعم ما كان متجسدًا وما كان مصورًا في رقم أو نقش لاسيما وقد روي صورة مكان تمثال. وحاصل هذا الحديث الأمر بتغيير الصور مطلقًا. قاله القرطبي.
قال: وأنَّ إبقاءها كذلك منكر.
(إلا طمسته) أي: غيرته، وذلك يكون بقطع رؤوسها، وتغيير وجوهها، وغير ذلك مما يذهبها (4).
(1) انتهى السقط من (ر).
(2)
"الأم" 2/ 619.
(3)
"الأصل" 1/ 422، "الكافي" 1/ 283، "مسائل أحمد" رواية صالح 2/ 99 (655).
(4)
انظر: "المفهم" 2/ 625.
[3219]
(حدثنا أحمد بن عمرو بن السَّرْح) مولى بني أمية شيخ مسلم قال: (حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث) من رجال مسلم، (أن أبا عليّ) ثمامة بن شُفَي، بضم الشين المعجمة وفتح الفاء (الهَمْداني) بإسكان المينم وبالدال المهملة (قال: كنا مع فَضالة) بفتح الفاء (ابن عبيد برُودِسَ) براء مضمومة ثم واو ساكنة ثم دال مهملة مكسورة ثم سين مهملة، كذا نقله القاضي عياض عن الأكثرين، ونقل عن بعضهم فتح الراء. قال: وفي "سنن أبي داود" بذال معجمة وسين مهملة. قال: وهي جزيرة (بأرض الروم) معروفة (1)(فتوفِّي صاحب لنا، فأمر فضالة) ابن عبيد (بقبره فَسُوِّيَ، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها قال أبو داود: رودس جزيرة في البحر) فيه دليل على أن الأفضل في شكل القبر التسطيح دون التسنيم خلافًا لمالك وأبي حنيفة قالوا: لأن التسطيح صار شعار الروافض فالأولى مخالفتهم (2).
[3220]
(حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا) محمد بن إسماعيل (بن أبي فُدَيك قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن هانئ) المدني مولى عثمان، (عن القاسم) بن محمد (قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت: يا أُمَّه) بسكون هاء السكت (3) وهي أم المؤمنين (اكشِفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه) أبي بكر وعمر (فكشفت لي عن ثلاثة قبور، فرأيتها لا
(1) انظر: "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" 1/ 305، وعبارة القاضي فيه: وكلهم [أي: رواه مسلم] قالها بالسين والدل المهملتين إلا الصدفي عن العذري فإنها عنده بالشين المعجمة، وقيدناه في كتاب أبي داود جزيرة بأرض الروم.
(2)
انظر: "مغني المحتاج" 1/ 354.
(3)
في (ر، ع): التأنيث. خطأ، والمثبت من (ل).
مشرفة) أي: مرتفعة ارتفاعًا كثيرًا (ولا لاطئة) بهمز آخره، أي: ليست لاصقة بالأرض، يقال: لطِئ بكسر الطاء بعدها همزة أي: لصق.
وروى أبو داود في "المراسيل" عن صالح بن أبي الأخضر (1) قال: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم شبرًا أو (2) نحوًا من شبر (3). يعني: في الارتفاع، وإنما يرتفع ليعرف فيحترم ويزار. قال البيهقي: يمكن الجمع بين الحديثين بأنه كان أولًا مسطحًا كما قال القاسم ثم لما سقط الجدار في زمن الوليد بن عبد الملك أُصلح فجُعل مسنمًا، كما روى البخاري من حديث سفيان التمار: أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنمًا (4).
ورواه ابن أبي شيبة (5) من طريقه وزاد: وقبر أبي بكر وقبر عمر كذلك.
قال البيهقي: وحديث القاسم أولى وأصح (6).
(مبطوحة) بالنصب أي: ليست القبور مبطوحة بالأرض. وفي الحديث: أن عمر أول من بطح المسجد، وقال: ابطحوه من الوادي المبارك (7). ومعنى بطح المسجد: ألقى فيه فتات الحصى الصغار (8)
(1) في النسخ (و) والمثبت من "التلخيص".
(2)
في النسخ: صالح، والمثبت من "مراسيل أبي داود".
(3)
(1395).
(4)
"المراسيل"(241).
(5)
"المصنف" 3/ 334 (11856).
(6)
"السنن الكبرى" 4/ 3 - 4.
(7)
رواه ابن أبي شيبة 19/ 549 (37012)، و"الأوائل" لأبي عروبة 122 - 123، "السنن الكبرى" 2/ 441.
(8)
من (ل).
التي توجد (1) في بطن مسيل الوادي (ببطحاء) بالمد أي: مثل بطحاء (العرْصة) وهي الأرض المتسعة التي ليس فيها بناء (الحمراء) بالمد صفة للعرصة.
فيه دليل لما قاله العلماء: يستحب أن يرش الماء على القبر، ويوضع عليها الحصباء بالباء والمد؛ لأنه إذا رش لصق عليه الحصا وغيره، والمعنى: أن القبور ليست مرتفعة ارتفاعًا كثيرًا كما يفعله الجاهلية للتعظيم، ولا مساوية للأرض بل مرتفعة كشبر أو نحوًا من شبر كما تقدم عن "المراسيل".
واستثنى المتولي ما إذا مات مسلم في بلاد الكفار فقال: لا يرفع قبره، ويخفى لئلا يتعرضوا إليه إذا خرج المسلمون عنها (2).
(1) في (ر): تؤخر.
(2)
انظر: "الشرح الكبير" 5/ 226، "روضة الطالبين" 2/ 136.