الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - باب المَعارِيضِ في اليَمينِ
3255 -
حدثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قال: أَنا هُشَيْمٌ ح، وَحَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حدثنا هُشَيْمً، عَنْ عَبّادِ بْنِ أَبِي صالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَمِينُكَ عَلَى ما يُصَدِّقُكَ عَليْها صاحِبُكَ" .. قالَ مُسَدَّدٌ قالَ: أَخْبَرَني عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي صالِحٍ.
قالَ أَبُو داوُدَ: هُما واحِدٌ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي صالِحٍ وَعَبّادُ بْنُ أَبي صالِحٍ (1).
3256 -
حدثنا عَمْروٌ بْن مُحَمَّدٍ النّاقِدُ، حدثنا أبو أَحْمَدَ الزُّبَيْريُّ، حدثنا إِسْرائِيلُ، عَنْ إِبْراهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أَبِيها سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ قال: خَرَجْنا نُرِيدُ رَسُولَ اللهِ وَمَعَنا وائِلُ بْن حُجْرٍ فَأَخَذَهُ عَدُوٌّ لَهُ فَتَحَرَّجَ القَوْمُ أَنْ يَحْلِفُوا وَحَلَفْتُ أَنَّةُ أَخي فَخَلَّى سَبِيلَهُ فَأَتَيْنا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ القَوْمَ تَحَرَّجُوا أَنْ يَحْلِفُوا وَحَلَفْتُ أَنَّهُ أَخي قالَ: "صَدَقْتَ المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ"(2).
* * *
باب المعاريض في اليمين
يعني: وغيرها من الكلام، وفي حديث: أو عن بعض (3): إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب (4). المعاريض: جمع معراض، من
(1) رواه مسلم (1653/ 20).
(2)
رواه ابن ماجه (2119)، وأحمد 4/ 79.
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(3758).
(3)
وقع في حاشية (م): [قوله: في حديث أو عن بعض) قلت: رواه البخاري في "الأدب"عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن حصين موقوفًا].
(4)
رواه البخاري في "الأدب المفرد"(885) موقوفًا على عمران بن حصين وقال الألباني: صحيح، انظر:"صحيح الأدب المفرد" 1/ 327.
التعريض وهو خلاف التصريح من القول. يقال: عرفت ذلك في معراض كلامه وفي معرض كلامه بحذف الألف. قال في "النهاية": أخرجه أبو عبيد وغيره في حديث عمران بن حصين، وهو حديث مرفوع (1).
[3255]
(حدثنا عمرو بن عون) الواسطي البزاز شيخ البخاري (2)(وحدثنا مسدد، أنا هشيم (3) عن عباد بن أبي صالح قال: أخبرني عبد الله بن أبي صالح) (4) السمان المدني، أخرج له مسلم، وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث، وأخرجه أحمد (5) أيضًا (ثم اتفقا (6) عن أبيه أبي صالح) ذكوان السمان.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يمينك) التي يجوز لك أن تحلف عليها هي (ما يصدقك عليها صاحبك) بحيث لو أطلع عليها لعلم أنها حق وصدق في نفس حقيقتها، وهي صادقة، ظاهر الأمر فيها كباطنه
(1) انظر: "النهاية" لابن الأثير 5/ 295.
(2)
زاد هنا في (ر): السمان المدني. والصواب أنها ليست من نسب عمرو إنما هي من نسب أبي صالح الآتي بعده.
(3)
في (ر): هشام.
(4)
كذا بالنسخ وهو ملبس. والذي في نشرة شعيب 5/ 157: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم، عن عباد بن أبي صالح، وحدثنا مسدد، حدثنا هيثم: أخبرني عبد الله بن أبي صالح. أي: أن عمرًا سماه عبادًا، ومسددًا سماه عبد الله.
قال المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 432: عمرو بن عون ومسدد، كلاهما عن هشيم- قال عمرو بن عون: عن عباد بن أبي صالح، وقال مسدد: عن عبد الله بن أبي صالح- به. قال د: هما واحد.
(5)
"المسند" 2/ 228.
(6)
من (ل).
وسره كعلنه فيصدقك على ما حلفت عليه إذا اطلع عليك، فهذا خطاب لمن أراد أن يقدم على يمين فحقه أن يعرض اليمين على نفسه فإن رآها كما ذكرنا حلف إن شاء وإلا أمسك فإنها لا تحل له، هذا فائدة هذا اللفظ كما قاله القرطبي (1).
(قال مسدد: وقال: أخبرني عبد الله بن أبي صالح. قال) المصنف (هما واحد عباد بن أبي صالح وعبد الله) بن أبي صالح اسمان (2) لمسمى (3)(واحد) وهو ابن ذكوان السمان.
[3256]
(حدثنا عمرو بن محمد) بن بكير (الناقد) أبو (4) عثمان البغدادي شيخ الشيخين.
(حدثنا أبو أحمد) محمد بن عبد الله بن الزبير ابن عمر بن درهم الأسدي مولاهم (الزبيري) بضم الزاي نسبة إلى جده الكوفي الحبال (حدثنا إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي.
(عن إبراهيم بن عبد الأعلى) الجعفي (5) مولاهم الكوفي.
(عن جدته، عن أبيها سويد (6) بن حنظلة) قال ابن عبد البر: لا أعرف له نسبًا، ولا أعلم له غير هذا الحديث (7)، وحكى المزي عن سفيان
(1)"المفهم" 4/ 634.
(2)
سقط من (ر).
(3)
في (ر): المسمى.
(4)
في (ر): ابن
(5)
في (ر): الحنفي.
(6)
في (ر): سعيد.
(7)
"الاستيعاب" 2/ 676.
الثوري، عن [عياش العامري] (1) عن سويد بن حنظلة البكري أنه قال: مر بقومٍ يؤمهم رجل من المصحف في رمضان فكره ذلك ونحى (2) المصحف (3).
(قال: خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا وائل بن حجر) الحضرمي (فأخذه عدو له) ليقتله (فتحرج (4) القوم) أي: امتنعوا من (أن يحلفوا) خوفًا من الوقوع في الحرج وهو الإثم والضيق، ويدل عليه رواية بعضهم: وأبى أصحابي أن يحلفوا.
وفي حديث قتل الحيات: "فليحرج عليها"(5) هو أن يقول لها: أنت في ضيق إن عدت ظهرت لنا فلا تلومي إلا نفسك أن نضيق عليك بالتتبع (6) والطرد والقتل (وحلفت) لهم (أنه أخي) على نية أنه أخي في الإِسلام (فخلى سبيله فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته) بعد السلام عليه (أن القوم تحرجوا أن يحلفوا) أنه أخوهم (وحلفت أنه أخي فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزاد في رواية أحمد:"أنت كنت أبرّهم وأصدقهم"(7)(صدقت) في يمينك (المسلم أخو المسلم) كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا
(1) في النسخ: عباس. والعامري. والمثبت هو الموافق لما في "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 87 (7301)، و"المصاحف" لابن أبي داود ص 453 وقد روياه مسندًا.
(2)
في (ر): ونحو.
(3)
"تهذيب الكمال" 12/ 246 (2642).
(4)
في (ل): فحرج. وفي (ر): فخرج. والمثبت من المطبوع (3256).
(5)
سيأتي (5256).
(6)
بياض في (ر) والمثبت هو الموافق لما في (ل) ولما في "النهاية" لابن الأثير 1/ 828.
(7)
"المسند" 4/ 79.
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (1)، وهذِه اليمين واجبة؛ لأن فيها إنجاء المعصوم، وكذا إذا كان فيها إنجاء نفسه كما إذا ادعى عليه القتل وتوجهت عليه أيمان القسامة في دعوى القتل عليه وهو بريء منه (2)، فمهما كان في الصدق سفك دم مسلم قد اختفى من ظالم فالكذب فيه واجب، لكن استعمال المعاريض أولى إن أمكن بأن يقول عن المختفي: ما رأيته بيته (3)، ما أصبت رئته (4)، ونحو ذلك. وإنما تستعمل (5) المعاريض إذا اضطر الإنسان إلى الكذب. فمنها ما إذا بلغ الرجل عنك شيء فكرهت أن تكذب فقل: إن الله يعلم ما قلت من ذلك شيء (6). فيكون قولك (ما) حرف نفي عند المستمع وعندك للإبهام، وكان معاذ عامل عمر فلمَّا رجع قالت امرأته: ما جئت به مما يأتي به العمال من الهدايا شيء؟ ولم يكن أتى معه بشيء، فقال: كان معي ضاغط. قالت: كنت أمينًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند أبي بكر فبعث [عمر](7) معك ضاغطًا؟ فقامت بذلك في نسائها، فلمَّا بلغ ذلك عمر دعا معاذًا وقال: أبعثت (8) معك ضاغطًا؟ فقال: لم أجد ما أعتذر به إليها إلا ذلك،
(1) الحجرات: 10.
(2)
انظر: "المغني" لابن قدامة 11/ 167.
(3)
هكذا في (ل) وسقطت من (ر).
(4)
انظر: "لسان العرب" 14/ 291.
(5)
في (ر): استعمل.
(6)
من كلام إبراهيم النخعي كما في "الإحياء".
(7)
من "الإحياء".
(8)
في (ل) و (ر): أبعث. والمثبت هو الموافق لما في "الإحياء".
فضحك عمر وأعطاه شيئًا وقال: أرضها به (1).
وقوله: ضاغطًا. يعني ربه تعالى، وكان (2) إبراهيم النخعي لا يقول لابنته (3): أشتري لك سكرًا. بل يقول: أرأيت لو اشتريت لك. فإنه ربما لا يتفق له ذلك (4).
* * *
(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 96/ 365 وعنى بالضاغط أن الله رقيب عليه، قال في "تاج العروس" 19/ 450 (ومن المجاز: الضاغط مثل الرقيب والأمين على الشيء، يقال: أرسله ضاغطا على فلان سمي بذلك لتضييقه على العامل).
(2)
في (ر): فكان.
(3)
في (ر): لأتيته. والمثبت من (ل) و"الإحياء".
(4)
انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي 3/ 139.