الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 - باب كَمِ الصّاعُ في الكَفّارَةِ
3271 -
حدثنا أَحْمَد بْنُ صالِحٍ قال: قَرَأْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ عِياضٍ، حَدَّثَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبٍ بِنْتِ ذُؤَيْبِ بْنِ قَيْسٍ المُزَنِيَّةِ -وَكانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ منهمْ مِنْ أَسْلَمَ ثُمَّ كانَتْ تَحْتَ ابن أَخٍ لِصَفِيَّةَ زَوْجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ ابن حَرْمَلَةَ: فَوَهَبَتْ لَنا أمّ حَبِيبٍ صاعًا- حَدَّثَتْنا، عَنِ ابن أَخي صَفِيَّةَ، عَنْ صَفِيَّةَ أنَّهُ صاعُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ أَنَسٌ: فَجَرَّبْتُهُ، أَوْ قال: فَحَزَرْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُدَّيْنِ وَنصْفًا بِمُدِّ هِشام (1).
3280 -
حدثنا محَمَّدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ أبو عُمَرَ قال: كانَ عِنْدَنا مَكُّوكٌ يُقالُ لَه: مَكُّوكُ خالِدٍ وَكانَ كَيْلَجَتَيْنِ بِكَيْلَجَةِ هارُونَ، قالَ مُحَمَّد: صاعُ خالِدٍ صاعُ هِشامٍ يَعْني ابن عَبْدِ المَلِكِ (2).
3281 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ أبو عُمَرَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خالِدٍ قال: لّمَا وُلّيَ خالِدٌ القَسْريُّ أَضْعَفَ الصّاعَ فَصارَ الصّاعُ سِتَّةَ عَشَرَ رَطْلا.
قالَ أَبُو داوُدَ: محَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ قَتَلَهُ الزِّنْجُ صَبْرًا، فَقالَ بِيَدِهِ هَكَذا وَمَدَّ أَبُو داودَ يَدَهُ وَجَعَلَ بُطونَ كَفَّيْهِ إِلَى الأرضِ، قال: وَرَأَيْتُهُ في النَّوْم فَقُلْت: ما فَعَلَ اللهُ بِكَ قال: أَدْخَلَني الجَنَّةَ. فَفلْتُ: فَلَمْ يَضُرَّكَ الوَقْفُ (3).
* * *
باب كم الصاع في الكفارة
[3279]
(حدثنا أحمد بن صالح) الطبري المصري، شيخ البخاري (قال: قرأت على أنس بن عياض) الليثي المدني (حدثني عبد الرحمن
(1) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 491، والمزي في "تهذيب الكمال" 35/ 337. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود".
(2)
قال الألباني في "صحيح أبي داود": صحيح مقطوع.
(3)
قال الألباني في "صحيح أبي داود": صحيح مقطوع.
ابن حرملة) الأسلمي المدني، أخرج له مسلم في الصلاة (1) (عن أم حبيب) وكذا قال فيه محمد بن سعد: أم حبيب بغير هاء (2)، والذي ذكره المزي وغيره: أم حبيبة (3)(بنت ذؤيب بن قيس المزنية، وكانت تحت رجل منهم) أي: من قبيلة عبد الرحمن بن حرملة (من أسلم) بن أقصى بن خزاعة من (4) الأزد (ثم كانت) بعده (تحت ابن أخٍ لصفية) بنت حيي (زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال) عبد الرحمن (بن حرملة: فوهبت لنا أم حبيب) أو أم حبيبة كما تقدم (صاعًا) مما يكال به (وحدثتنا عن) زوجها (ابن أخي صفية) بنت حيي (عن) عمته (صفية) زوج النبي صلى الله عليه وسلم (أنه صاع النبي صلى الله عليه وسلم) الذي كان يكال به في الفطرة وغيرها.
(قال أنس) بن عياض نسخة: فحزيته (5)(فجربته) بالجيم والباء الموحدة من التجربة أي: حزرته وأحكمت أمره (فوجدته مدين ونصفًا بمد هشام) بن عبد الملك بن مروان بن الحكم وهو أزيد من مد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما ولي خالد بن عبد الله القسري (6) الدمشقي أمير العراقيين لهشام فأضعف الصالح فصار الصالح ستة عشر رطلًا (7). وهذا حجة
(1)(679).
(2)
"الطبقات الكبرى" 8/ 491.
(3)
في "تحفة الأشراف" 11/ 340: أم حبيبة. وفي "تهذيب الكمال" 35/
335: قال: (ويقال: أم حبيب).
(4)
سقط من (ر).
(5)
كذا تشبه في النسخ الخطية. وفي المطبوعة: فحزرته.
(6)
في (ر): المري.
(7)
انظر: "معالم السنن" 3/ 64.
للإمام مالك فإنه ذهب إلى أن الاعتبار في كفارة الظهار بمد هشام بن عبد الملك فحمل الإطعام في الظهار على الإطعام في فدية الأذى للمحرم إذا حلق رأسه أو لبس أو تطيب. ومد هشام بن عبد الملك مدان بمد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو مشهور مذهب مالك كما في "رسالة ابن أبي زيد"، وهو الذي في كتاب ابن حبيب في "المدونة"، وقيل: مدان إلا ثلث، وقيل: مد ونصف، وقيل: مد وثلث (1).
وقال ابن القصار: يطعم في الظهار بمد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الشافعي. ورد أصحابنا هذا كله بأن ذلك لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أحدث بعده، ولا يجوز أن يعتبر بمد لم يكن في عهده بل حدث بعده في خلافة هشام بن عبد الملك، وأخرج ابن خزيمة (2) والحاكم (3) من طريق عروة، عن أسماء بنت أبي بكر: أنهم كانوا يخرجون زكاة الفطر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمد الذي يقتات به أهل المدينة.
وللبخاري عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يعطى زكاة رمضان عند النبي صلى الله عليه وسلم بالمد الأول (4).
[3280]
(قال أبو داود) المصنف (حدثنا محمد بن محمد بن خلاد أبو عمر قال: كان عندنا مكوك (5) يقال له: مكوك خالد، وكان كيلجتين
(1)"المدونة الكبرى" 2/ 323.
(2)
"صحيح ابن خزيمة"2401.
(3)
"المستدرك" 1/ 411.
(4)
"صحيح البخاري"(6335).
(5)
طاس يشرب به ومكيال لأهل العراق. "العين" باب الكاف والميم.
بكيلجة (1) هارون، قال محمد: صاع خالد صاع هشام بن عبد الملك).
[3281]
(ثم قال أبو داود) المصنف (محمد بن محمد بن خلاد قتله الزنج صبرًا قال: ورأيته في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أدخلني الجنة. قلت: فلم يضرك الوقف (2) فقال بيده هكذا، ومد أبو داود يده وجعل بطون كفيه إلى الأرض).
* * *
(1) الكيلجة: قيل لأهل العراق يسع منا وسبعة أثمان منا. "الصحاح"(مكك).
(2)
قال في "عون المعبود" 14/ 93 - 94: يشبه أن يكون المعنى أي: فلم يضرك الوقف بين يدي الزنج صبرا ولم تنقص درجتك عن هذا العمل بل إنما ازداد رفعتك ومنزلتك عند الله تعالى، والله أعلم.