الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - باب التَّعْجِيلِ بِالجَنَازَةِ وَكَراهِيَةِ حَبْسِها
3159 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ الرُّؤاسىُّ أَبُو سُفْيانَ وَأَحْمَدُ بْنُ جَنابٍ قالا: حَدَّثَنَا عِيسَى - قالَ أَبُو داوُدَ: هُوَ ابن يُونُسَ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ البَلَويِّ، عَنْ عَزْرَةَ - وقالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: عُرْوَةُ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصاريُّ - عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الحُصَيْنِ بْنِ وَحْوَحٍ أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ البَرَاءِ مَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ فَقالَ:"إِنِّي لا أَرى طَلْحَةَ إِلَّا قَدْ حَدَثَ فِيهِ المَوْتُ، فَآذِنُونِي بِهِ وَعَجِّلُوا، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغي لِجِيفَةِ مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرانَى أَهْلِهِ"(1).
* * *
باب التعجيل بالجنازة
[3159]
(حَدَّثَنَا عبد الرحيم بن مطرّف الرؤاسي) بضم الراء ثقة، مات 232 (أبو سفيان، وأحمد بن جَنَاب) بفتح الجيم والنون المخففة وبعد الألف باء موحدة شيخ مسلم المصيصي، وكان صدوقًا (قالا: حَدَّثَنَا عيسى) بن يونس بن أبي إسحاق أحد الأعلام (عن سعيد بن عثمان البَلَوي) بفتح الموحدة واللام، لم يرو عنه غير عيسى بن يونس فقط، ذكر في "ثقات ابن حبان"(2)(عن عَزْرَةَ)(3) بفتح العين وإسكان الزاي ابن سعيد.
(وقال عبد الرحيم: ) بن مطرف (عن عروة بن سعيد الأنصاري، عن
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "الأولياء"(74)، والطبراني 4/ 28 (3554)، وابن بطة في "الإبانة" 7/ 79. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (3232).
(2)
6/ 361.
(3)
في (ر): عروة.
أبيه) سعيد الأنصاري، تفرد عنه أبو داود (عن الحُصين) بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين مصغر آخره نون (ابن وَحْوَح) بفتح الواوين وتكرير الحاء المهملة الأوسي، وكانت له صحبة (1).
(أن طلحة بن البراء) بفتح الباء الموحدة، ابن عمير الأنصاري، قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم يه لما مات:"اللهم الق طلحة وأنت تضحك إليه ويضحك إليك"(2). عداده في أهل الحجاز، قاله ابن الأثير (3).
(مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: إني لا أُرى) بضم الهمزة أي: أظن، وروي:"لا أَرى" بفتحها، وروي:"ما أرى"(طلحة إلا قد حدث به الموت، أو فيه الموت) فيه إعلام الميت بأن علامة الموت ظهرت عليه ليكونوا على يقظة (4) من أمره (فآذنوني) بمد الهمزة، أي: أعلموني (به) أي: بموته. فيه جواز الإعلام بموت الميت للصلاة عليه وغيرها، وعلى ذلك يحمل نعيه (5) النجاشي للناس بخلاف نعي (6) الجاهلية فإنه مكروه، وهو المشتمل على ذكر المفاخر والمآثر (وعجلوا) أي:(بتجهيزه لأن)(7) تجهيزه عبادة، والمبادرة إلى العبادة أولى؛ ولأنه (8) يخشى عليه الفساد،
(1) انظر: "معجم الصحابة" للبغوي (2/ 156/ رقم 518)، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم 2/ 840 (2203).
(2)
رواه الطبراني في "الكبير" 4/ 28 (3554)، وفي "الأوسط" 8/ 125 (8168)، وضعفه الألباني في "الضعيفة"(3232).
(3)
انظر: "جامع الأصول" 12/ 540 (1336).
(4)
في (ر، ل): بعضه. والمثبت من (ع).
(5)
في (ر): بعثة.
(6)
في (ر): نفي.
(7)
سقط من (ر).
(8)
في (ر): لا. وهو خطأ.
ولما روى الترمذي (1) وابن ماجة (2): "ثلاث لا تؤخروها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفأً". وهذا إذا تيقن موته، فإن شك في موته لم يجز المبادرة. ويدخل في التعجيل الإسراع في حمل الجنائز كما سيأتي في بابه. (فإنه) هذا ضمير الشأن والقصة (لا ينبغي لجيفة مسلم) نسخة: جيفة مسلمة الجيفة: جثة الميت آدميًّا كان أو غيره، وأشار بالجيفة إلى علة تجهيزه وهو سرعة تغيره وظهور رائحته. قال عطية العوفي: لما قتل قابيل هابيل ندم فضمه إليه حتى أروح وعكفت عليه الطيور والسباع تنتظر متى يرمي به فتأكله. رواه ابن جرير (3).
(أن تحبس بين ظهراني)(4) بفتح الظاء المعجمة والنون (أهله) أي: بينهم وبين ظهورهم. زاد الطبراني (5): فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي، وكان قال لأهله لما دخل الليل: إذا مت فادفنوني ولا تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أخاف عليه يهود أن يصاب بسببي، فأُخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه.
والعرب تضع الاثنين مكان الجمع.
* * *
(1)"سنن الترمذي"(1075).
(2)
"سنن ابن ماجة"(1486) مختصرًا.
(3)
انظر: "تفسير الطبري" 10/ 226 (11759).
(4)
كتب في حاشية (ل): رواية: ظهري.
(5)
انظر: "المعجم الكبير" 4/ 28 (3554).