الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحق: هذا يرويه مسلمة (1) بن علي الخشني، وهو ضعيف.
* * *
10 - باب الخُرُوج مِنَ الطَّاعُونِ
3103 -
حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنِ ابن شِهابٍ، عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبّاسٍ قال: قال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَاِذا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِها فَلا تَخْرُجُوا فِرارًا مِنْهُ" .. يَعْني: الطّاعُونَ (2).
* * *
باب الخروج من الطاعون
[3103]
(حَدَّثَنَا القعنبي، عن مالك، عن) محمد (بن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب) أبي عمر العدوي الأعرج، عامل عمر بن عبد العزيز على الكوفة (عن عبد الله بن عبد الله ابن الحارث بن نوفل) بن الحارث بن عبد المطلب المدني وثقه النسائي، وقتلته السَّمُومُ (3) بالأبواء وهو مع سليمان بن عبد الملك (4).
(1) في الأصل (سلمة). والصواب ما أثبتناه، كما في "المعجم الأوسط" للطبراني 1/ 55 (152) و"شعب الإيمان" للبيهقي 11/ 414 (8755) و"العلل" للدارقطني 11/ 232 (2254).
(2)
رواه البخاري (5729)، ومسلم (2219).
(3)
السَّمُومُ: الريح الحارة تؤنث وجمعها سَمَائِمُ قال أبو عبيدة: السَّمُومُ بالنهار وقد تكون بالليل. انظر: "مختار الصحاح"(ص 326).
(4)
انظر: "سير أعلام النبلاء" 1/ 202.
(عن عبد الله بن عباس، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام) وكان هذا الخروج من عمر بعدما فتح بيت المقدس، وكان يتفقد أحوال رعيته وأمرائه، وكان قد خرج قبل ذلك إلى الشام لما حاصر أبو عبيدة إيلياء وهي بيت المقدس، عندما سأل أهلها أن يكون صلحهم على يد عمر، فتقدم وصالحهم ثم رجع، وذلك سنة ست عشرة من الهجرة.
(حتى إذا كان بسَرْغٍ) بفتح السين المهملة وسكون الراء على المشهور ثم غين معجمة.
قال القرطبي: رويناه بفتح الراء وسكونها، وهي قرية بتبوك. قال ابن وضاح: بينها وبين المدينة [ثلاث عشرة](1) مرحلة، وهي من طرف الشام مما يلي الحجاز، ويجوز فيها الصرف وتركه، وترك الصرف أرجح؛ لأنه أعجمي ثلاثي ساكن الوسط (2).
(لقيه أمراء الأجناد) الأمراء جمع أمير، والأجناد هنا: مدن الشام الخمس، وهي: فلسطين والأردن ودمشق وحمص وقنسرين. هكذا فسروا، واتفقوا عليه، ومعلوم أن فلسطين اسم لناحية بيت المقدس، والأردن اسم لناحية بيسان وطبرية وما يتعلق بهما، ولا يضر إطلاق اسم المدينة عليه (3)، وكان عمر قسم الشام على أربعة أمراء لكل واحدٍ منهم جند وناحية (أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه) شرحبيل ابن حسنة،
(1) في الأصل: (ثلاثة عشر) والصواب ما أثبتناه.
(2)
انظر: "المفهم" 5/ 615 - 616.
(3)
انظر: "شرح النووي على مسلم" 14/ 208.
ويزيد بن أبي سفيان، ومعاذ بن جبل، ثم لم يمت عمر حتى جمع الشام لمعاوية. وفيه دليل على إباحة العمل والولاية لمن له أهلية لذلك من العلم والإصلاح، فإذا عملوا بذلك حصل لهم أجر أئمة العدل (1).
(فأخبروه أن الوباء) مهموز مقصور وممدود والقصر أفصح وأشهر، وهو المرض العام في جهة، المفضي إلى الموت غالبًا، يقال: وبئت الأرض إذا حصل فيها المرض (2). (قد وقع بأرض الشام) زاد مسلم (3) وغيره: قال ابن عباس: قال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعوتهم، فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا نرى [أن] نرجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية من الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء. قال: ارتفعوا عني. ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم له، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، ثم اختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من هاهنا (4) من مشيخة قريش ومن مهاجرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى بالناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه. فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارًا من قدر الله! [فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة - وكان عمر يكره خلافه - نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله](5)،
(1) انظر: "المفهم" 5/ 616.
(2)
انظر: شرح مسلم" للنووي 13/ 187.
(3)
(2219).
(4)
سقط من (ر).
(5)
سقط من (ر).
أرأيت لو كان لك إبل فهبطت (1) بها واديًا له عدوتان، إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت (2) الجدبة رعيتها بأمر الله. إلى هنا ليس للخطيب (3).
(قال) فجاء (عبد الرحمن بن عوف) وكان متغيبًا في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علمًا، قال عبد الرحمن رضي الله عنه (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تَقدَموا) بفتح التاء والدال المخففة (عليه) فيه منع القدوم على الطاعون والأرض التي فيها الفساد، وفيه اجتناب أسباب الهلاك كيفما أمكن (وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه) أي: فإذا خرج لحاجةٍ يريدها أو سفر يقصده فلا بأس. قال أبو داود: (يعني) من (الطاعون) فيه المنع من الفرار منه إذا وقع وهم بها، وعمل بظاهر هذا الحديث عمر والصحابة معه، فلما رجعوا من سرغ حين أخبرهم عبد الرحمن بن عوف بهذا الحديث.
قالت (4) عائشة: الفرار من الوباء كالفرار من الزحف (5). وإنما نُهي
(1) في الأصل: (فهبط) والمثبت من "صحيح مسلم".
(2)
في (ر): رعيتها.
(3)
أي: أن قصة عمر ووباء الشام لم ترد في رواية الخطيب. وقال شعيب في نشرته للسنن 5/ 2: تنبيه: هذا الحديث جاء في (ب، هـ) مختصرا بالمرفوع منه فقط ليس فيه قصة عمر. وأشار الحافظ في نسخة المرموز لهاب (أ) ومنه أثبتنا الحديث بتمامه إلى أنه كذلك في رواية ابن الأعرابي وابن داسة مختصر بالمرفوع منه وحسب.
(4)
في (ر): قال:
(5)
رواه إسحاق بن راهويه في "المسند"(1709)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2391) ورواه بنحوه أحمد 6/ 145، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(4282).
عن القدوم عليه تحرزًا (1) من مواضع (2) الضرر، ويكفي في الخروج موعظةً قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} (3)(4)، والطاعون وزنه فاعول من الطعن، غير أنه لما عدل عن أصله وضع دالًّا على الموت العام بالوباء. قاله الجوهري (5). رضي الله عنه وقال غيره: أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد.
والوباء: عموم الأمراض. وطاعون عمواس إنما كان طاعونًا وقروحًا (6)، ويشهد لهذا قوله عليه السلام لما سئل حين سئل عن الطاعون - قال:"غدة كغدة البعير تخرج في المرافق والآباط"(7). قال معاذ (8) في طاعون الشام: إنه شهادةٌ ورحمةٌ لكم، ودعوةُ نبيكم (9).
وفيه: التوكل والتسليم لأمر الله (10).
* * *
(1) في الأصل: سحرا والمثبت موافق لما في "المفهم".
(2)
في (ر): موانع.
(3)
البقرة: 243.
(4)
انظر: "المفهم" 5/ 612 - 613.
(5)
"الصحاح" 6/ 2158 بمعناه.
(6)
في الأصل قروعا والمثبت من "المفهم".
(7)
رواه أحمد 6/ 145، وابن الأعرابي (2391).
(8)
في الأصل حماد والمثبت من "المفهم".
(9)
رواه أحمد 5/ 248، والداني في "الفتن" 1/ 193 (9).
(10)
انظر: "المفهم" للقرطبي 5/ 611 - 612.