الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب في العِيادَةِ
3014 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْن يَحْيَى، حَدَّثَنَا محَمَّد بْن سَلَمَةَ، عَنْ محَمَّدِ بْنِ إِسْحاقَ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أبَيٍّ فِي مَرَضِهِ الذي مَاتَ فِيهِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيْهِ عَرَفَ فِيهِ المَوْتَ قالَ: "قَدْ كُنْتُ أَنْهاكَ، عَنْ حُبِّ يَهُودَ" .. قال: فَقَدْ أَبْغَضَهُمْ أَسْعَدُ بْن زُرارَةَ فَمَهْ؟ فَلَمّا ماتَ أَتَاهُ ابنهُ فَقال: يا رَسُولَ اللهِ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبِي قَدْ ماتَ فَأَعْطِني قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ. فَنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ فَأَعْطْاهُ إِيَّاهُ (1).
* * *
باب في العيادة
[3094]
(حَدَّثَنَا عبد العزيز بن يحيى) أبو الأصبغ الحراني، ثقة، توفي سنة 235 (حَدَّثَنَا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: خرج) علينا (رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود عبد الله بن أُبَيّ) ابن سلول رأس المنافقين (في مرضه الذي مات فيه) وفيه عيادة من ارتكب كبيرة ليذكره بالتوبة وهو حب اليهود.
(فلما دخل عليه عرف فيه الموت) بالدلالات والأمارات على أنه لا ترجى حياته (قال) له: (قد كنتُ أنهاك عن حب يهود) أي: عن طائفة اليهود ومواددتهم، وفيه دليل على زيارة العدو والمنافق والفاسق وتذكيره لما وقع منه في حال صحته ليتوب إلى الله منها قبل الموت ويختم له بالسعادة.
(1) رواه أحمد 5/ 201، والبزار (2571)، والطبراني 1/ 163 (390) والحاكم 1/ 340. وانظر "الضعيفة" (6598).
(فقال: فقد أبغضهم أسعد بن زرارة) بضم الزاي ابن عُدَس - بضم العين المهملة وفتح الدال وبالسين المهملة - الأنصاري الخزرجي شهد العقبة الأولى والثانية ومات (1) فيما قيل على رأس ستة أشهر من الهجرة، ظن أنه قال: حب اليهود أنزل بك الموت. فقال: أبغضهم أولُ أصحابك إسلاما ولم يدفع عنه الموت (فمه؟ فلما مات أتاه) أي: أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم (ابنُهُ) عبدُ الله من فضلاء الصحابة وخيارهم، شهد بدرا والمشاهد بعدها واستشهد يوم اليمامة (فقال: يا رسول الله، إن عبد الله بن أُبيّ) ولم يقل: أبي ولا والدي (قد مات فأعطني قميصك أُكفِّنه) بالجزم جواب الأمر (فيه) فيه أن من كان والده أو قريبه أو صديقه فاسقًا أو ظالمًا ونحو ذلك ومات أن يسعى له في شيء من آثار الصالحين ليكفن فيه أو يوضع في كفنه ليخفف عنه به العذاب في قبره (فنزع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قميصه) الذي كان عليه (فأعطاه إياه) وفي البخاري: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعدما أدخل حفرته، فأمر به فأخرج، فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه، وكان كسا عباسا قميصا فيرون أنه ألبسه قميصه مكافأة لما صنع (2).
* * *
(1) في النسخ: بايع. والمثبت الصواب كما في "الاستيعاب" 1/ 80.
(2)
"صحيح البخاري (1350).