الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب في كَراهِيةِ الحَلِفِ بِالآباءِ
3248 -
حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْن مُعاذٍ، حدثنا أَبي، حدثنا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَحْلِفُوا بِآبائِكُمْ وَلا بِأُمَّهاتِكُمْ وَلا بِالأنْدادِ وَلا تَحْلِفُوا إِلَاّ باللهِ وَلا تَحْلِفُوا باللهِ إِلَاّ وَأَنْتُمْ صادِقُونَ"(1).
3249 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حدثنا زُهَيْرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَدْرَكَه وَهُوَ في رَكْبٍ وَهوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقالَ:"إِنَّ الله يَنْهاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبائِكُمْ فَمَنْ كانَ حالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللهِ أَوْ لِيَسْكُتْ"(2).
3250 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، حدثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ سالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قال: سَمِعَني رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ مَعْناهُ إِلَى: "بِآبائِكُمْ" .. زادَ قالَ عمر: فَواللهِ ما حَلَفْتُ بهذا ذاكِرًا وَلا آثِرًا (3).
3251 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، حدثنا ابن إِدْرِيسَ قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قال: سَمِعَ ابن عُمَرَ رَجُلاً يَحْلِفُ لا والكَعْبَةِ فَقالَ لَهُ ابن عُمَرَ: إِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ"(4).
3252 -
حدثنا سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ العَتَكيُّ، حدثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ المَدَنيُّ، عَنْ أَبي سُهَيْلٍ نافِعِ بْنِ مالِكِ بْنِ أَبي عامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَعْني في حَدِيثِ قِصَّةِ الأَعْرابيِّ قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ دَخَلَ
(1) رواه النسائي 7/ 5، وابن حبان (4357).
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(7249).
(2)
رواه البخا ري (6108)، ومسلم (1646).
(3)
رواه البخاري (6647)، ومسلم (1646/ 3).
(4)
رواه الترمذي (1535)، وأحمد 2/ 125، وابن حبان (4358).
وصححه الألباني في "الإرواء"(2561).
الجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ" (1).
* * *
باب في كراهية الحلف بالآباء
[3249]
(حدثنا أحمد) بن عبد الله (بن يونس) اليربوعي الكوفي (حدثنا زهير، عن عبيد الله) بالتصغير (ابن عمر) بن حفص بن عاصم ابن عمر بن الخطاب (عن نافع، عن) عبد الله (بن عمر) بن الخطاب رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركه) يعني عمر بن الخطاب (وهو) زاد البخاري (2): يسير (في ركب) الركب: ركبان الإبل وهم العشرة فصاعدًا (وهو يحلف بأبيه) قال المهلب: كانت العرب في الجاهلية تحلف بآبائها وآلهتها، فأراد الله تعالى أن ينسخ من قلوبها وألسنتها ذكر كل شيء سواه ويبقى ذكره عز وجل؛ لأنه الحق المعبود (3). فالحلف بالآباء والأشراف ورؤوس السلاطين والأمراء والرؤساء وحياتهم ونعمهم ونحو ذلك -قال القرطبي-: لا ينبغي أن يختلف في تحريمه (4).
(فقال: إن الله ينهاكم) عن (أن تحلفوا بآبائكم) والحكمة في النهي عن الحلف بالآباء ومن في معناهم من المخلوقين أن الحلف (5) به يقتضي تعظيم المحلوف به، وحقيقة (6) العظمة مختصة بالله تعالى فلا يضاهى
(1) سبق برقم (391، 392). وهو صحيح.
(2)
(6270).
(3)
انظر: "فتح الباري" 11/ 535.
(4)
انظر: "المفهم" 4/ 621.
(5)
في النسخ الخطية: أن يحلف. والمثبت موافق لما في "شرح مسلم" للنووي.
(6)
في (ر): وهذِه.
به غيره (1)(فمن كان حالفًا) ولا محالة عنها (فليحلف بالله) تعالى أو بصفة من صفاته كقوله: والله رب العالمين، ومن نفسي بيده. قال الماوردي في الأقضية (2): لا يجوز الحلف بالطلاق ولو بلغ الإمام أن حاكمًا يحلف الناس بالطلاق والعتاق عزله. وذكر في "الأحكام السلطانية" أن للمحتسب التحليف بالطلاق بخلاف القاضي (3).
وروى ابن عساكر (4) في "تاريخه": ما حلف بالطلاق مؤمن، ولا استحلف (5) به إلا منافق.
(أو ليسكت) لفظ البخاري: "أو ليصمت". يعني: عن اليمين بغيره. زاد البخاري في رواية: قال عمر: فوالله ما حلفت بها منذ سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاكرًا ولا آثرًا (6). يعني: ما حلفتُ بها قائلًا لها من قبل نفسي، ولا آثرًا يعني: ذاكزا لها عن غيري ناقلاً عنه، وهو بلفظ الفاعل من الأثر وهو الرواية ونقل كلام الغير.
* * *
(1) انظر: "شرح مسلم" للنووي 11/ 105.
(2)
هذا كلام الإِمام الشافعي نقله عنه الماوردي في "الحاوي الكبير" 17/ 128.
(3)
لم أقف عليه في "الأحكام السلطانية" ونقله عن الماوردي ابن حجر الهيثمي في "تحفة المحتاج" 10/ 4.
(4)
في النسخ الخطية: البخاري. خطأ. والمثبت الصواب. انظر: "تاريخ دمشق" 57/ 393. وقال: غريب جدًا.
(5)
في (ل) و (ر): استمسك، والمثبت هو الموافق لما في "تاريخ دمشق" لابن عساكر.
(6)
(6271).