الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 - باب في القَسَمِ: هَلْ يَكُونُ يَمينًا
؟
3267 -
حدثنا أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ، حدثنا سُفْيانُ، عَنِ الزّهْريِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابن عَبّاسٍ: أَنَّ أَبا بَكْر أَقْسَمَ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْسِمْ"(1).
3268 -
حدثنا محَمَّد بْن يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّزّاقِ -قالَ ابن يَحْيَى: كَتَبْتُه مِنْ كِتابِهِ- أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قال: كانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحدِّثُ أَنَّ رَجلاً أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقال: إِنّي أَرى اللَّيلَةَ فَذَكَرَ رُؤْيا فَعَبَرَها أبو بَكْرٍ، فَقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا" .. فَقال: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ بِأَبي أَنْتَ لَتُحَدِّثَنّي ما الذي أَخْطَأْت. فَقالَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْسِمْ"(2).
3269 -
حدثنا محَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، أَخْبَرَنا محَمَّد بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنا سُلَيْمان ابْن كَثِيرٍ، عَنِ الزّهْريِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابن عَبّاس، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بهذا الحَدِيثِ لَمْ يَذْكُرِ القَسَمَ، زادَ فِيهِ وَلم يُخْبِرهُ (3).
* * *
باب في القسم هل تكون يمينًا؟ (4)
(1) رواه البخاري (7046)، ومسلم (2269).
(2)
رواه مطولاً الترمذي (2293)، وابن ماجه (3918)، ومعمر في "جامعه" 11/ 214 (20360)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1143). وسيأتي مطولاً برقم (4632)، وانظر ما قبله. وصححه الألباني في "ظلال الجنة" ص 527 (1143).
(3)
رواه البخاري (7046)، ومسلم (2269). وانظر ما سلف برقم (3267)، وسيتكرر برقم (4633).
(4)
في النسخ المطبوعة قبل هذا الباب باب: ما جاء في يمين النبي ما كانت. وفيه أربعة أحاديث لم يذكرها المصنف. وقد أشار الحوت في حاشية نشرته 2/ 245 إلى أنها=
[3267]
(حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا سفيان) بن عيينة (عن الزهريّ، عن عبيد الله) بن عبد الله (عن ابن عباس) رضي الله عنهما (أن أبا بكر رضي الله عنه أقسم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تقسم) قال المنذري: هذا طرف من الحديث الذي يأتي بعده كما سيأتي الكلام عليه (1).
[3268]
(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد (بن فارس) بن ذؤيب الذهلي، شيخ البخاري (حدثنا عبد الرزاق، قال محمد بن يحيى) ابن فارس ([كتبته من كتابه] (2) قال: أنبأنا معمر، عن الزهريّ، عن عبيد الله) ابن عبد الله بن عتبة (عن ابن عباس) رضي الله عنهما (قال: كان أبو هريرة يحدث أن رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إني أرى) أي: رأيت كما لفظ البخاري: "إني رأيت"(الليلة) في المنام (فذكر رؤيا) ولفظ البخاري (3): رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها، فالمستكثر والمستقل وإذا سبب (4) واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجلٌ آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم وصل فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت والله لَتَدَعنِّي فأعبرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اعبر". فقال: أما الظلة فالإِسلام، وأما الذي تنطف
=من رواية ابن داسة وابن العبد. وانظر نشرة الرسالة أيضًا 5/ 164 ففيها تفصيل اختلاف النسخ. والروايات في هذا الموضع.
(1)
انظر: "عون المعبود" 9/ 72.
(2)
في (ر): كنيته من كنانة.
(3)
(7046).
(4)
في (ر): شئت.
من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجلٌ من بعدك فيعلو به، ثم يأخذه رجلٌ آخر فيعلو به، ثم يأخذه رجلٌ آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به (1)(فعبَرها) بتخفيف الموحدة (أبو بكر) كما تقدم، ثم قال: فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ .
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا) اختلف العلماء في معناه، فقال ابن (2) قتيبة وآخرون: معناه: أصبت بيان تفسيرها وصادفت حقيقة تأويلها وأخطأت في مبادرتك تفسيرها من غير أن آمرك به، وتعقب بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أذن له في ذلك وقال له: اعبرها، وإنما أخطأ في ترك (3) (تفسير بعضها؛ فإن الرائي (4) قال: رأيت ظلة تنطف السمن والعسل، ففسره الصديق بالقرآن حلاوته ولينه، وهذا إنما هو تفسير العسل، وترك تفسير السمن، وتفسيره السنة فكان حقه أن يقول: القرآن والسنة، وإلى هذا أشار الطحاوي.
وقال آخرون: الخطأ وقع في خلع (5) عثمان؛ لأنه ذكر أنه أخذ بالسبب فانقطع به، وذلك يدل على انخلاعه بنفسه.
(1) في (ر): له.
(2)
في (ر): أبو.
(3)
في النسخ الخطية: بدل. والمثبت من "شرح مسلم" للنووي.
(4)
سقط من (ع): قال الراوي. والمثبت من (ل).
(5)
سقط من (ر).
وقال آخرون: الخطأ في (1) سؤاله ليعبرها. وفيه دليل على أن عابر الرؤيا قد يصيب وقد يخطئ، وأن الرؤيا ليست لأول عابر على الإطلاق، وإنما ذلك إذا أصاب وجهها (2).
(فقال) أبو بكر (أقسمت عليك يا رسول الله بأبي أنت لتحدثَني) بفتح المثلثة (ما الذي أخطأت) فيه، وفيه أن من قال: أقسمت عليك لا ينعقد به اليمين ولا كفارة فيه، وكذا إن زاد: بأبي أنت وأمي لا كفارة أيضًا، لكن إن لم يكن في (أقسمت) يمينًا ففي رواية البخاري (3) وجميع نسخ مسلم (4) كما قال النووي: فوالله لتحدثني. فهذا صريح يمين وإن لم يكن فيها: أقسمت (5).
وفيه من الفقه جواز الحلف على الغير، وفيه أن التلميذ إذا نقل شيئًا لشيخه أو عرض عليه ما ظهر له من فوائد العلوم وقال له: أخطأت فيها. أو في شيء منها أن يسأله عن بيان موضع الخطأ أو وجه الخطأ في كلامه (فقال) له (النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقسم) بضم أوله وكسر (6) ثالثه مع أنه قد أقسم في قوله: أقسمت عليك يا رسول الله. فيكون المعنى: لا تعد القسم على غيرك. وفيه دليل على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإبرار (7) القسم في الحديث
(1) في (ر): الخطابي.
(2)
انظر: "شرح مسلم" للنووي 15/ 42.
(3)
(7046).
(4)
(2269).
(5)
"شرح مسلم" 15/ 30.
(6)
في (ر): وفتح.
(7)
في (ر): بإبراز.
الصحيح: أمرنا بسبع (1). وعدَّ منها: إبرار القسم. ليس هو بواجب، وإنما هو مندوب إليه إذا لم يعارضه ما هو أولى منه كما في هذا الحديث.
[3269]
(حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا محمد بن كثير) العبدي البصري قال (أخبرني سليمان بن كثير) العبدي البصري أخو محمد بن كثير وكان أكبر من أخيه محمد بخمسين سنة (عن الزهريّ، عن عبيد الله) بن عتبة (عن ابن عباس) رضي الله عنهما (عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث) المذكور و (لم يذكر القسم) فيه و (زاد فيه: ولم يخبره) النبي صلى الله عليه وسلم بما أخطأ ولا عينه له؛ لأنه ليس من الأحكام التي أمر بتبليغها ولا أرهقت إليه حاجة أكيدة، ولعله لو عين ما أخطأ فيه [لأفضى ذلك إلى](2) الكلام في الخلافة ومن تتم له ومن لا تتم فتنفر (3) لذلك نفوس وتتألم قلوب وتطرأ من ذكر ذلك مفاسد، فسد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الباب على قاعدة سد الذريعة (4).
* * *
(1) رواه البخاري (1182).
(2)
في (ر): لا يعني ذلك.
(3)
في (ل): فتسعد.
وفي (ر): فتسمو. والمثبت من (ع).
(4)
"المفهم" 6/ 33.