الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - باب الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ
3124 -
حدثنا محَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حدثنا عُثْمانُ بْن عُمَرَ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: أَتَى نَبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم علَى امْرَأَةٍ تَبْكي عَلَى صَبيٍّ لَها فَقالَ لَها: "اتَّقي اللهَ واصْبِري" .. فَقالَتْ: وَما تُبالي أَنْتَ بِمصِيبَتي؟ فَقِيلَ لَها: هذا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَتْهُ فَلَمْ تَجِدْ عَلَى بابِهِ بَوّابِينَ فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَعْرِفْكَ فَقالَ: "إِنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى" .. أَوْ: "عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ"(1).
* * *
باب الصبر على (2) المصيبة
[3124]
(حدثنا ابن (3) المثنى قال: حدثنا عثمان بن عمر) بن فارس العبدي، من الصالحين الثقات، قال:(حدثنا شعبة، عن ثابت، عن أنس) ابن مالك رضي الله عنه (قال: أتى (4) نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم على امرأةٍ تبكي) لفظ عبد الرزاق (5): أصيبت بولدها (على صبي لها، فقال لها: اتقي الله واصبري) فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع المرأة (6) الأجنبية وغيرها.
(فقالت: وما تبالي أنت بمصيبتي؟ فقيل لها: هذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم! ) لما صادمته هذِه المرأة بقولها: إليك عني. كما في البخاري (7)، وبقولها:
(1) رواه البخاري (1283)، ومسلم (926).
(2)
في (ل) عند. وهو نسخة.
(3)
سقط من (ر).
(4)
في (ر): رأيت.
(5)
"المصنف" 3/ 551 (6668).
(6)
في (ل): الامرأة.
(7)
(1283).
ما تبالي بمصيبتي، وهو سوء أدب منها يتأذى به الإنسان، عذرها واحتملها، (فأتته، فلم تجد على بابه بوابين) لأن ذلك كان عادته لتواضعه صلى الله عليه وسلم ومجانبته أحوال المترفين والمتكبرين؛ لأنه كان نبيًّا عبدًا ولم يكن نبيًّا ملكًا (فقالت: يا رسول الله، لم أعرفك) فيه الاعتذار لمن وقع منه سوء أدب، (فقال: إنما الصبرُ) الكامل الشاق على النفس الذي يعظم فيه الثواب عليه (عند الصدمة (1) الأولى) أصل الصدمة: الضرب في شيء صلب، ثم استعمل مجازًا في كل مكروه حصل بغتة (أو) قال (عند أول صدمة) أي: عند هجوم المصيبة وحرارتها؛ فإنه يدل على قوة النفس وتثبتها، وأما [بعد أن بردت](2) حرارة المصيبة (3) فكل أحد يصبر إذ ذاك كما تقدم في كلام المجوسي (4) لابن المبارك (5).
(1) في (ر): الصدم.
(2)
سقط من (ر).
(3)
في الأصل (الصبر).
(4)
في (ر): المجوس.
(5)
انظر: "المفهم" 2/ 579 - 580.