الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
60 - باب الدُّعاءِ لِلْمَيِّتِ
3199 -
حدتنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الحَرّانيُّ، حَدَّثَني مُحَمَّدٌ -يَعْني: ابن سَلَمَةَ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عَنْ أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذا صَلَّيْتُمْ عَلَى المَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعاءَ"(1).
3200 -
حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا عَبْدُ الوارِثِ، حدثنا أَبُو الجُلاسِ عُقْبَةُ بْن سَيّارٍ، حَدَّثَني عَليُّ بْن شَمّاخٍ قال: شَهِدْتُ مَرْوانَ سَأَلَ أَبا هُرَيْرَةَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلّي عَلَى الجَنازَةِ؟ قال: أَمَعَ الذي قُلْتَ؟ قال: نَعَمْ. قال: كَلامٌ كانَ بَيْنَهُما قَبْلَ ذَلِكَ. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّها وَأَنْتَ خَلَقْتَها وَأَنْتَ هَدَيْتَها لِلإِسْلامِ وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَها وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّها وَعَلانِيَتِها جِئْناكَ شُفَعاءَ فاغْفِرْ لَهُ"(2).
قالَ أَبُو داوُدَ: أَخْطَأَ شُعْبَةُ في اسْمِ عَليِّ بْنِ شَمّاخٍ قالَ فِيهِ: عُثْمانُ بْنُ شَمّاسٍ. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ إِبْراهِيمَ المَوْصِليَّ يُحَدِّث أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قال: ما أَعْلَمُ أَنِّي جَلَسْتُ مِنْ حَمّادِ بْنِ زيْدٍ مَجْلِسًا إِلا نَهَى فِيهِ عَنْ عَبْدِ الوارِثِ وَجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمانَ.
3201 -
حدثنا مُوسَى بْن مَزوانَ الرَّقّيُّ، حدتنا شعَيْبٌ -يَعْني: ابن إِسْحاقَ - عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبي كَثِيرٍ، عَنْ أَبي سَلَمَةَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَنازَةٍ فَقالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا وَمَيِّتِنا وَصَغِيرِنا وَكَبِيرِنا وَذَكَرِنا
(1) رواه ابن ماجه (1497)، وابن حبان (3076).
وحسنه الألباني في "الإرواء"(732).
(2)
رواه أحمد 2/ 256، وإسحاق ابن راهويه (287)، وعبد بن حميد (1450)، والبزار (9506)، والنسائي في "الكبرى"(10915).
وضعفه الألباني في "المشكاة"(1688).
وَأُنْثانا وَشاهِدِنا وَغائِبِنا اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِيمانِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِسْلامِ اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ وَلا تُضِلَّنا بَعْدَهُ" (1).
3202 -
حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن إِبْراهِيمَ الدِّمَشْقيُّ، حدثنا الوَلِيدُ ح، وَحَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْن مُوسَى الرّازيُّ، أَخْبَرَنا الوَلِيدُ - وَحَدِيث عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَتَمُّ - حدثنا مَرْوانُ بْنُ جُناحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ واثِلَةَ بْنِ الأسقَع قالَ صَلَّى بِنا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ فَسَمِعْتُهُ يَقول:"اللَّهُمَّ إِنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ في ذِمَّتِكَ فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ" .. قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: "في ذِمَّتِكَ وَحَبْلِ جِوارِكَ فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذابِ النّارِ وَأَنْتَ أَهْلُ الوَفاءِ والحَمْدِ اللَّهُمَّ فاغْفِرْ لَهُ وارْحَمْهُ إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ" .. قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عَنْ مَرْوانَ بْنِ جُناحٍ (2).
* * *
باب الدعاء للميت
[3199]
(حدثنا عبد العزيز بن يحيى) أبو الأصبغ (الحراني) ثقة، توفي سنة 235 قال (حدثني محمد بن سلمة) بن عبد الله الباهلي، قال ابن سعد: كان ثقة عالمًا له رواية وفتوى (3)(عن محمد بن إسحاق) الصاغاني، أخرجه ابن حبان من طريقٍ أخرى وصرَّحَ بالسماع (4) (عن
(1) رواه الترمذي (1024)، وابن ماجه (1498)، وأحمد 2/ 368.
وصححه الألباني في "أحكام الجنائز"(ص 124).
(2)
رواه ابن ماجه (1499)، وأحمد 3/ 491، وابن حبان (3074).
وصححه الألباني في "أحكام الجنائز"(ص 125).
(3)
"الطبقات" 7/ 485، والذي فيه: وكان صدوقا ثقة إن شاء الله وكان له فضل ورواية وفتوى.
(4)
"صحيح ابن حبان" 7/ 346 (3077).
محمد بن إبراهيم) زاد ابن ماجه (1): ابن الحارث التيمي (عن أبي سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) بن عوف (عن أبي هريرة لكنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء) قال الترمذي (2) في "شرح ابن ماجه": المراد بإخلاص الدعاء أن لا يخلط معه غيره. وفيه دليل على وجوب الدعاء للميت، وهذا يحصل بأدنى دعاء وهو ما يقع عليه الاسم؛ لأنه المقصود الأعظم من صلاته وإن كان الأفضل ما وردت به (3) السنة.
[3200]
(حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو) بن أبي الحجاج الحافظ المقعد، حجة قال (ثنا عبد الوارث قال: ثنا أبو الجلاس) بضم الجيم وفتحها وآخره سين مهملة.
(عقبة بن سيَّار) بتقديم السين على الياء المثناة تحت، أو عقبة بن سنان بنون مكررة، وثق (4) قال (حدثني علي بن شَمَّاخ) بفتح الشين المعجمة والميم المشددة، تفرد عنه أبو داود (قال: شهدت مروان) لعله ابن الحكم (سأل أبا هريرة لكنه: كليف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة؛ قال) أبو هريرة: صلاتنا (5)(أمع الذي قلت؟ قال: نعم. قال) عقبة: هو (كلامٌ) بالرفع، أي: هو كلام وقع بين مروان وأبي هريرة (كان بينهما قبل ذلك) بيَّنه البيهقي في "سننه"(6) عن عقبة
(1)(1497).
(2)
هكذا في النسخ الخطية، ولعله الدميري.
(3)
سقط من الأصل وأثبتها ليستقيم المعنى.
(4)
انظر: "تهذيب الكمال"(3976).
(5)
هكذا في النسخ ولعلها: تسألني.
(6)
"السنن الكبرى" 4/ 42 (6770).
بن سيار قال: كنا قعودًا مع أبي هريرة فقام عليه مروان فقال: يا أبا هريرة، ما تزال تحدثنا بأحاديث لا نعرفها. ثم انطلق، ثم رجع فقال: كيف الصلاة على الميت؟ قال: مع قولك آنفًا؟ قال: نعم. قال: كنا نقول: اللهم أنت ربها.
(قال أبو هريرة رضي الله عنه: اللهم أنت ربُّها) بالرفع خبر المبتدأ الذي قبله (وأنت خلقتها، وأنت هديتها إلى الإسلام) وفي بعض النسخ: أنت هديتها للإسلام (وأنت قبضت رُوحها) بضم الراء (وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئناك شفعاء لها فاغفر لها) فيه استحباب الدعاء به على الجنازة، وهو بيان لما أطلق من الدعاء في الحديث قبله.
(قال أبو داود: أخطأ شعبة في اسم علي بن شماخ وقال: هو عثمان بن شماس)(1).
[3201]
(حدثنا موسى بن مروان)(2) البغدادي (الرقي) نزل الرقة فنسب إليها ومات بها، ذكره ابن حبان في "الثقات"(3) قال (ثنا شعيب ابن إسحاق) بن عبد الرحمن الدمشقي، كان يذهب مذهب أبي حنيفة، قال أحمد بن حنبل: ثقة، ما أصح حديثه وأوثقه (4).
(عن) عبد الرحمن بن عمرو (الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير)
(1) ورد بعد هذه المقالة لأبي داود مقالة أخرى في مطبوع "السنن" وفي حاشية طبعة الحوت أورد من نسخة خطية إسنادا ومقالة أخرى تركت نقلهما والتعليق عليهما لعدم الإطالة، فليعلم.
(2)
في النسخ: هارون. والمثبت من المطبوع ومن مصادر الترجمة.
(3)
9/ 161 (15774).
(4)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 4/ 341.
اليمامي مولى طيء، أحد الأعلام.
قال أيوب: ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير (1).
(عن أبي سلمة) عبد الله (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على جنازة) رواية الترمذي (2) وابن ماجه (3): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صَلَّى على جنازة. وهو أبلغ من رواية المصنف؛ فإنَّ (كان) تدل على التكرار عند بعضهم (فقال: اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا) فيه الدعاء للصغير بالمغفرة وإن لم يكن عليه ذنب.
(وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته فتوفه على الإسلام) هكذا رواية أبي داود، قال القمولي وغيره: والمشهور والأكثر كما في رواية الترمذي وابن ماجه وغيرهما: "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا) يقال بفتح التاء وضمها، يقال: حرمه وأحرمه، والأول أصح. أي: لا تحرمنا أجر الصلاة عليه، وقيل: أجر المصيبة فإن المسلمين كالشيء الواحد (ولا تضلنا بعده) أي: عن الهدى، رواية الحاكم: "ولا تَفْتِنَّا بعده" (4). وقال في "مستدركه": وهو صحيحٌ على شرط الشيخين، وبها أخذ الشافعي.
ومعنى "لا تفتنَّا بعده" أي: بالامتحان بالمعاصي.
[3202]
(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو بن ميمون
(1)"الطبقات الكبرى" 6/ 79.
(2)
(1024).
(3)
(1498).
(4)
بل هي رواية النسائي في "الكبرى" 5/ 288، أما رواية الحاكم:"ولا تضلنا بعده".
(الدمشقي) قاضي الأردن وفلسطين.
قال أبو داود: لم يكن في دمشق في زمنه مثله، وهو شيخ البخاري.
قال (ثنا الوليد) بن مسلم (وثنا إبراهيم بن موسى) الحافظ (الرازي) روى عنه الشيخان.
قال (أنا الوليد) ابن مسلم قال (ثنا مروان بن جَناح) بفتح الجيم الدمشقي، أخو روح مولى الوليد بن عبد الملك، وثقه أبو داود (عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس) بفتح الحاء المهملة وإسكان اللام وفتح الموحدة ثم سين مهملة، ومعناه في اللغة: الشجاع (1)، وهو ثقة كبير القدر (عن واثلة بن الأسقع) خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين وكان من أهل الصفة.
(قال: صَلَّى بنا رسولُ اللهِ عليه وسلم - على رجل من المسلمين، فسمعته يقول) لا خلافَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسَرَّ به، وهو محمول على أن قوله: سمعته يقول، وفي رواية: سمعت من دعائه، وفي رواية: حفظت من دعائه، أي: علَّمَنِيه بعد (اللهم إنَّ فلان بن فلان) قال محمد بن السراج: فلان كناية عن اسم سمى به المحدَّث عنه، خاصٌّ غالبٌ (2).
واختار الشافعي: اللهم عبدك وابن عبدك.
قال الصيدلاني في "شرح المختصر": اللهم عبدك نصب على [الإيتاء والمسألة](3) وفي خطاب المخلوقين يقال: نصب على الإغراء
(1) انظر: "لسان العرب" 6/ 56.
(2)
"الأصول في النحو" 1/ 349.
(3)
كذا يشبه رسمها في النسخ الخطية. ولعلها الدعاء والمسألة. والله أعلم.
قال: وابن عبدك وأمتك غلب فيه التذكير.
(في ذمتك) قال أبو عبيد: الذمة الأمان (1). (فقِه) يجوز أن يقرأ بثلاثة أوجه: بسكون الهاء وبالإشباع وبكسر الهاء من غير إشباع كسره (فتنة القبر) أي أحفظه منها.
(قال عبد الرحمن: في ذمتك وحبل) الحبل يستعمل بمعنى العهد والأمان، قال الله تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} (2)(جوارك) أي جوار كرمك وفضلك. (فقه من فتنة القبر وعذاب النار) سؤال بالوقاية من النار وهي أن لا يدخلوها.
قال القشيري: اللام في النار لام الجنس فيحصل الاستعاذة من نيران الحرقة، ونيران الفرقة. وفيه سؤال أنه لا يكون ممن يدخل النار بمعاصيه ويخرج منها بالشفاعة (وأنت أهل الوفاء والحق) وفي رواية لغيره:"وأنت أهل الوفاء والحمد على ما وعدتنا من الإجابة لدعائنا ". (اللهم فاغفر له) الفاء تأتي زائدة قبل الأمر كقوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} (3)(وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم وقال عبد الرحمن) بن إبراهيم (عن مروان بن جناح) إلى آخره كما تقدم.
(1) انظر: "غريب الحديث" لابن الجوزي 1/ 364.
(2)
آل عمران: 103.
(3)
الزمر: 66.