الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
65 - باب في اللَّحْدِ
3208 -
حدثنا إِسْحاق بْن إِسْماعِيلَ، حدثنا حَكّامُ بْن سَلْمٍ، عَنْ عَليِّ بْنِ عَبْدِ الأعلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّحْدُ لَنا والشَّقُّ لِغَيْرِنا"(1).
* * *
باب في اللحد
[3208]
(حدثنا إسحاق بن إسماعيل) الطالقاني قال: (حدثنا حكّام) بفتح الحاء المهملة (ابن سلْم)(2) -بفتح السين المهملة وإسكان اللام- الكناني الرازي، ثقة، حدث ببغداد قال (سمعت عليَّ بن عبد الأعلى) ابن عامر الثعلبي، صدوق.
(عن أبيه) عبد الأعلي بن عامر الثعلبي بعين مهملة الكوفي، قال فيه يحيى مرة: ثقة، وقال أيضًا: تعرف وتنكر (3).
(عن سعيد (4) بن جبير، عن ابن عباس) رضي الله عنهما (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللحد) بفتح اللام، وحكي الضم، وهو أن يجعل الحائط الذي يلي القبلة مائلًا عن استوائه من أسفله بقدر ما يوضع الميت فيه، أو يحفر حفرةً فيه في أسفله مما يلي القبلة. (لنا) أي: للمسلمين (والشَقُّ)
(1) رواه الترمذي (1045)، والنسائي 4/ 80، وابن ماجه (1554).
وحسنه الألباني لشواهده في "أحكام الجنائز"(ص 145).
(2)
في (ر): أسلم.
(3)
"الكامل في ضعفاء الرجال" لابن عدي 6/ 546.
(4)
في (ر): سعد.
بفتح الشين وهو أن يحفر نقرة (1) كالنهر ويبني جانباه باللبن أو غيره ويوضع الميت فيه (2)(لغيرنا) زاد أحمد في رواية: "الشق لغيرنا أهل الكتاب"(3). ورواه الحافظ أبو نعيم في "حليته"(4)، وأحمد (5)، وله قصة ذكراها فقال أحمد: حدثنا إسحاق الأزرق قال: حدثنا أبو جناب (6)، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنا (7) من المدينة إذا راكب يوضِع نحونا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كأنَّ الراكب إياكم يريد". قال: فانتهى الرجل إلينا، فسلم، فرددنا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"من أين أقبلت؟ ". قال: من أهلي وولدي وعشيرتي. قال: "ما تريد؟ " قال: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: "قد أصبته". قال: ثم إن بعيره دخلت رجله في سكة (8) جرذان فهوى بعيرُهُ وهوى الرجلُ فوقه على هامته، فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عليَّ بالرجل". فقالا (9): يا رسول الله قبض الرجل. فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لهما: "أما رأيتما إعراضي عن الرجل بأن
(1) هكذا في النسخ الخطية، وفي "روضة الطالبين":(وسطه).
(2)
انظر: "روضة الطالبين" 1/ 648.
(3)
"المسند" 4/ 362.
(4)
4/ 203.
(5)
4/ 359.
(6)
في (ر): حيان.
(7)
هكذا في النسخ الخطية وفي "المسند"(برزنا).
(8)
هكذا في النسخ الخطية وفي "المسند"(شبكة).
(9)
الضمير يعود على: عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، والمصنف نقل الحديث مختصرا.
رأيت ملكين يدليان في حلقه (1) من ثمار الجنة، فعلمت أنه مات جائعًا"، ثم قال: "دونكم أخاكم (2)". فاحتملناه إلى الماء فغسَّلناه، وحنَّطناه، وكفَّنَّاه، وحملناه إلى القبر، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شفير القبر فقال: "ألحِدوا ولا تشقوا؛ فإن اللحد لنا والشقَّ لغيرنا".
وفيه دليل على استحباب اللحد.
وقال أصحابنا: إن كانت الأرض صلبة فاللحد أولى، وإن كانت رِخوة -بفتح الراء وكسرها - فالشق أولى.
ونقل كثيرٌ من أصحابنا عن أبي حنيفة: أن الشق أولى مطلقًا.
قال الرافعي: وفي "مختصر الكرخي" وغيره من كتب أصحابه كمذهبنا، وروي أن الصحابة اختلفوا لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: يلحد له.
وقال بعضهم: يشق له، وكان بالمدينة حفاران أحدهما يلحد وهو أبو طلحة الأنصاري، وكانت عادة أهل المدينة، والآخر يشق وهو أبو عبيدة ابن الجراح، وكانت عادتهم بمكة. فوجَّه العباس إليهما رسولين وقال: أيهما جاء أولا عمل بعمله، وقال العباس: اللهم اختر لنبيك. فجاء أبو طلحة أولًا فلحد رسول الله صلى الله عليه وسلم (3). وأسنده ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما (4).
(1) في (ر): حقه.
(2)
في (ر): أخاه.
(3)
"العزيز شرح الوجيز" 5/ 203 - 204.
(4)
(1628).