الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
14 - باب مَوْتِ الفَجْأَةِ
3110 -
حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ أَوْ سَعْدِ بْنِ عُبَيدَةَ، عَنْ عُبَيدِ بْنِ خالِدٍ السُّلَميِّ -رَجُلٍ مِنْ أَصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ مَرَّةً: عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثمَّ قالَ مَرَّةً: عَن عُبَيْدٍ- قالَ "مَوْتُ الفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ"(1).
* * *
باب موت الفجأة
[3110]
(حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة) السلمي الكوفي من رجال مسلم (أو سعد بن عبيدة)(2) الكوفي زوج بنت أبي عبد الرحمن السلمي، وثقه ابن معين والنسائي (3) (عن عبيد بن خالد السُّلَمي) البهزي مهاجري سكن الكوفة وله صحبة (4) (رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال) بعد ذلك (مرة) أخرى:(عن عبيد) موقوفًا، ووقفه لا يفيد.
(قال: موت الفجأة) بفاء مضمومة وفتح الجيم مع المد وفتح الفاء وسكون الجيم مع القصر (أخذة أَسف) بفتح الهمزة وكسر السين، الشديد الغضب. ويجوز فتح السين. والأسف: الغضب، وروي بوزن
(1) رواه أحمد 3/ 424، والبيهقي 3/ 378.
صححه الألباني في "صحيح الجامع"(6631).
(2)
قال في "عون المعبود" 8/ 260: هذا شك من شعبة أي روى منصور عن تميم أو سعد.
(3)
انظر: "تهذيب الكمال" 10/ 291.
(4)
انظر: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم 4/ 1899، "الإصابة" 4/ 409 (5336).
فاعل أي: غضبان، قال الله تعالى:{فَلَمَّا آسَفُونَا} (1) يقال: أسفني فأسفت أي: أغضبني فغضبت، ومنه قوله تعالى:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} ، وقال تعالى:{غَضْبَانَ أَسِفًا} (2)، ويقال: أسيف بزيادة ياء بعد السين. والأسف: الغضب والحزن، وفرق بينهما الواحدي فقال: إذا جاءك ما تكره ممن هو دونك غضبت، وإذا جاءك ممن هو فوقك حزنت. والمراد بالغضب انتقام الله ممن عصاه، كما أن الرضا منه ظهور رحمته ولطفه لمن أطاعه؛ لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغير بالرضا والغضب (3)، ونظير الحديث قوله تعالى:{كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} (4).
وروى البيهقي عن ابن مسعود وعائشة: إن موت الفجأة راحة المؤمن، وأخذة أسف للفاجر. ورواه مرفوعًا أيضًا.
وذكر المدائني أن إبراهيم عليه السلام وجماعة أنبياء ماتوا فجأة (5).
(1) الزخرف: 55.
(2)
الأعراف: 150.
(3)
انظر: "شرح مسلم" للنووي 3/ 68 - 69، وهذا تأويل لصفتين من صفات الله تعالى، ومذهب أهل السنة هو إثبات الصفات كما جاءت عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بدون تأويل، فنقول: يرضى ويغضب كما يليق به سبحانه فهو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
(4)
القمر: 42.
(5)
انظر: "المجموع شرح المهذب" للنووي 5/ 321.