الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20 - باب في التَّلْقِينِ
3116 -
حدثنا مالِكُ بْنُ عَبْدِ الواحِدِ الِمسْمَعيُّ، حدثنا الضَّحّاك بْنُ مَخْلَدٍ، حدثنا عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَني صالِحُ بْنُ أَبي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إله إِلَاّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ"(1).
3117 -
حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا بِشْرٌ، حدثنا عُمارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ عُمارَةَ قالَ: سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ الخُدْريَّ يقولُ: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنُوا مَوْتاكُمْ قَوْلَ لا إله إِلَّا اللهُ"(2).
* * *
باب في التلقين
[3116]
(حدثنا مالك بن عبد الواحد) أبو غسان (المِسْمَعِيُّ) بكسر الميم الأولى شيخ مسلم، قال:(حدثنا الضحاك بن مخلد) بن الضحاك الشيباني الحافظ النبيل، قيل: سمي بذلك لكبر أنفه، تزوج امرأةً فلما دنا ليقبلها قالت: نحِّ ركبتك عن وجهي! فقال: إنما هو أنفي. قال البخاري عنه: سمعته يقول: منذ عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدًا قط (3).
(قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر) بن عبد الله الأنصاري، قال ابن
(1) رواه أحمد 5/ 233، والبزار (2626)، والشاشي (1372)، والطبراني 20/ 112 (221). وحسنه الألباني في "الإرواء"(687).
(2)
رواه مسلم (916).
(3)
انظر: "تهذيب الكمال" 13/ 287
معين وغيره: ثقة. قال (حدثني صالح بن أبي عَرِيب) بفتح العين المهملة وكسر الراء، واسمه قليب بن حرمل الحضرمي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(1).
(عن كثير بن مرة) أبي شجَرة بفتح الشين والجيم، الحضرمي الرَّهاوي بفتح الراء، أدرك سبعين بدريًّا (عن معاذ بن جبل) رضي الله عنه.
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان آخرُ كلامِهِ لا إله إلا الله) ومن أحسن ما جاء في هذا ما روي عن أبي عبد الله محمد بن مسلم الرازي أنه قال: حضرت مع أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي [عند أبي زرعة الرازي](2) وهو في النزع، فقلت لأبي حاتم: تعال نلقنه الشهادة. فقال: إني لأستحي من أبي زرعة أن ألقنه الشهادة، ولكن نذكر الحديث فلعله إذا سمعه يقول، فبدأت فقلت: حدثنا أبو عاصم النبيل، حدثنا عبد الحميد بن جعفر .. . فارتج عليّ الحديث حتى كأني ما سمعته ولا قرأته، فقال أبو حاتم: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم النبيل، عن عبد الحميد بن جعفر .. . [فارتج عليه كأنه ما قرأه، فبدأ أبو زرعة فقال: حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا أبو عاصم النبيل، عن عبد الحميد بن جعفر](3) عن صالح بن أبي عَريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخرُ كلامه: لا إله إلا الله" وخرجت روحه مع الهاء قبل أن
(1) 6/ 457.
(2)
سقط من (ر).
(3)
سقط من النسخ والمثبت من "البدر المنير" لابن الملقن 5/ 190.
يقول: (دخل الجنة) ومعنى ذلك أنه لابد من دخول الجنة، فإن كان عاصيًا غير تائب فهو في أول أمره في خطر المشيئة يحتمل أن يغفر له، ويحتمل أن يعاقبه ويدخل الجنة بعد العقاب، ويحتمل أن يكون من وفق (1) لأن يكون كلامه لا إله إلا الله يكون ذلك علامة على أن الله تعالى يعفو عنه فلا يكون في خطر المشيئة تشريفًا له على غيره ممن لم يوفق أن يكون آخر كلامه؛ فإن غفل المحتضر أن يقولها فيذكره من يحضره (2).
[3117]
(حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر قال: حدثنا عُمارة بن غَزِيَّة) -بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي- قال: (حدثنا يحيى بن عُمارة) بن أبي حسن المازني، ثقة (قال: سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه[يقول: ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَقِّنُوا) أي: ذكِّروا موتاكم ليتمكن التوحيد من قلوبهم (موتاكم) أي: من حضره الموت، سماه ميتًا مجازًا؛ لإشرافه عليه من باب تسمية الشيء بما يؤول إليه (قولَ لا إله إلا الله) زاد ابن أبي الدنيا:"ما من عبد يختم له بها عند موته إلا كانت زاده إلى الجنة"(3).
وروي أيضًا في كتاب "المحتضرين" من طريق عروة بن مسعود، عن أبيه، عن حذيفة بلفظ:"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله؛ فإنها تهدم ما قبلها من الخطايا"(4).
(1) في (ر): وقف.
(2)
انظر: "شرح النووي على مسلم" 1/ 220.
(3)
"المحتضرين" لابن أبي الدنيا ص 18.
(4)
ص 20.
وروى أبو القاسم القشيري في "أماليه" من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا ثقلت موتاكم فلا تَملوهم قول لا إله إلا الله، ولكن لقنوهم؛ فإنه لم يختم به لمنافق". وقال: غريب، لكن في سنده محمد بن الفضل بن عطية، وهو متروك (1). ورواه النسائي بلفظ المصنف، لكن قال:"هلكاكم"(2) بدل: "موتاكم". ويستحب لمن يلقنه إذا قال له: لا إله إلا الله، لا تعاد عليه إلا أن يتكلم بغيرها.
قال صاحب "العدة" والمحاملي: يلقنه ثلاث مرات من غير زيادة عليه. ولا يواجهه به بأن يقول: قل: لا إله إلا الله؛ خشية أن يضجره فيقول: لا؛ فيكفر، لكن يذكر الكلمة بين يديه ليذكرها. أو يقول: ذكر الله مبارك، أو يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله (3).
(1) انظر: "التلخيص الحبير" 2/ 240 - 242، ورواه أبو القاسم تمام في "فوائده" 2/ 98 من هذه الطريق مختصرًا.
(2)
"المجتبى" 4/ 5.
(3)
انظر: "حاشية الجمل على المنهج" 3/ 630.